بلومبيرغ: أميركا تضيق الخناق على نفط روسيا باستهداف “أسطول الظل”

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

توقف جزء مما عُرف باسم “أسطول الظل” الذي تستخدمه روسيا لنقل نفطها تحت وطأة العقوبات الأميركية، في إشارة إلى أن الإجراءات الغربية الأكثر صرامة بدأت في إحداث آثار ملموسة على موسكو، حسبما ذكرت “بلومبيرغ”.

تأثير العقوبات

وفشل نحو نصف الناقلات الخمسين التي بدأت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات عليها في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في تحميل الشحنات منذ إدراجها في القائمة، وفقما تتبّعته بلومبيرغ.

وكانت أحدث ما تم استهدافه الناقلة “إن إس ليدر” التابعة لشركة “سوفكومفلوت” الروسية، وقد تراجعت عن استكمال رحلة وهي أمام سواحل البرتغال عندما أدرجت الولايات المتحدة الجهة المالكة لها ضمن العقوبات.

وفرضت مجموعة السبع سقفا لسعر برميل النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل في ديسمبر/كانون الأول 2022، وكان الهدف منه الحفاظ على تدفق النفط الروسي وفي الوقت نفسه حرمان الكرملين من العائدات.

وأتبعت المجموعة الإجراء بفرض حدود قصوى على أسعار المنتجات المكررة بعد شهرين، لكن نظام العقوبات تعرض لانتقادات شديدة العام الماضي عندما وجدت موسكو حلولا بديلة، واستمرت بعض الشركات الغربية في نقل النفط منها، وهذا الأمر لم يكن من المفترض أن تفعله بمجرد تداول البراميل فوق الحد الأقصى المحدد.

لكن الولايات المتحدة ردت بتكثيف العقوبات والتحقيق في الانتهاكات المحتملة للحد الأقصى للسعر، مما دفع عددا من مالكي الناقلات اليونانية إلى التوقف عن نقل هذه الشحنات.

كانت النتيجة تضخم تكاليف الشحن والنفط الروسي الذي يتم تداوله بتخفيضات أكبر مقارنة بالمعايير الدولية، وفقًا لمنظمات بما في ذلك وكالة الطاقة الدولية.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن أسعار النفط في البلاد صارت أرخص.

ولم يتضح بعدُ كامل التأثير، فقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتها على دفعات.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على 50 ناقلة منذ أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق بلومبيرغ.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي أشارت بلومبيرغ في تقرير لها إلى أن الغرب يسعى لإحباط حلول روسيا للالتفاف على العقوبات، في حين أفادت اليونان -أكبر دولة تمتلك ناقلات نفط في العالم- بأنها عاجزة عن منع أنشطة الشحن السرية للنفط قبالة سواحلها.

وبحسب التقديرات، نقلت السفن اليونانية 20% من جميع شحنات النفط الروسية في الفترة منذ بداية 2023 إلى أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، وما يقرب من ثلث صادراتها من خام الأورال الرئيسي، وفقًا لبيانات الشحن.

ونقل أسطول الظل نحو 45% من النفط الروسي في 2023، وفق تقديرات سابقة لبلومبيرغ.

ونقل أصحاب الأساطيل المحلية وأساطيل الظل بشكل جماعي أكثر من 70% من شحنات النفط الروسي في الأشهر التسعة الأولى من عام 2023، مما سمح لموسكو بالحفاظ على سيطرتها على صادراتها وزيادة الأسعار تدريجيًا.

مراجعة وتعميم

ومن المقرر أن تتم مراجعة الحد الأقصى لسعر النفط الروسي وفق نظام العقوبات هذا الشهر، مما سيتطلب من مالكي السفن وشركات التأمين طلب مزيد من التفاصيل حول المبلغ الذي يدفعه التجار فعليًا مقابل البضائع، وتكاليف الشحن.

ونشرت شركات التأمين تعميمات خلال الأسابيع الأخيرة تفيد بأن غطاءها لن يكون صالحًا ما لم تتلق شهادات الامتثال للحد الأقصى للسعر الذي يتضمن تكاليف إضافية مفصلة.

ووقت كتابة التقرير، ارتفع سعر برميل خام الأورال لأقرب تسليم 0.33% إلى 73.02 دولارا، وفق بيانات “تريدنغ إيكونومكس”، في حين ارتفع سعر برميل خام برنت 1.06% إلى 82.87 دولارا للبرميل، وصعد خام غرب تكساس الأميركي 1.13% إلى 77.78 دولارا للبرميل، وفق بيانات “سي إن بي سي”.

جاء ذلك، وسط مخاوف من أن يؤدي التوتر في الشرق الأوسط لتعطل الإمدادات، لكن عدم اليقين بشأن وتيرة التخفيضات المحتملة للفائدة الأميركية وتأثير ذلك على طلب الوقود حدّ من هذه المكاسب.

في سياق متصل، قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص اليوم الثلاثاء إن سوق النفط في حالة جيدة ومستقرة إلى حد ما، مضيفًا أنه يرى اقتصادًا عالميا قويًا هذا العام ستكون له انعكاسات إيجابية على الطلب، حسبما نقلت عنه رويترز.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *