المنتدى الدولي للمحاكم التجارية يدشن في قطر “الاعتراف المتبادل بالأحكام” بين الدول

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

الدوحة- كثيرة هي النزاعات الرائجة في محاكم التحكيم التجارية الدولية، الأمر الذي جعل من هذه النزاعات محورا رئيسيا على طاولة مناقشات أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية الذي استضافته العاصمة القطرية بين 20 و21 أبريل/نيسان الجاري، كأول مدينة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولم يفوت المنتدى -في هذه النسخة التي وصفت بالاستثنائية- فرصة تحقيق إنجاز نوعي، حيث وقع أكثر من 170 مشاركا من رؤساء المجالس القضائية، كممثلين لأكثر من 50 محكمة تجارية من شتى قارات العالم، مذكرة تفاهم جماعية لـ “الاعتراف المتبادل بالأحكام”.

إنجاز غير مسبوق

وقال الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية ومركز تسوية المنازعات، فيصل راشد السحوتي، إن المنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في دولة قطر هذا العام حقق إنجازا غير مسبوق في تاريخه حيث تم تأسيس وتوقيع مذكرة تفاهم جماعية بين الأعضاء لـ”الاعتراف المتبادل بالأحكام”.

وبين السحوتي في حديث للجزيرة نت أن قضية “الاعتراف المتبادل بالأحكام” كانت النقطة التي يفتقدها قطاع القضاء في العالم، وذلك لتأسيس شراكة تصب في مصلحة المتقاضين ومصلحة التجارة بشكل عام.

وعن التفاصيل حول ملف “الاعتراف المتبادل بالأحكام” شبه السحوتي الاعتراف بجسر تواصل، بين محاكم دول المنتدى الـ 57 لعبور الأحكام، وتنفيذها فيما بينها من دولة لدولة بسلاسة بما يتناسب مع الأحكام والقوانين الخاصة بكل دولة.

وأكد السحوتي للجزيرة نت أن هذا الاتفاق الأول من نوعه سيكون له أثر إيجابي لتعزيز التعاون بين الدول المنضوية تحت لواء مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها السعودية والإمارات والبحرين، مما يدعم البيئات القضائية الخليجية.

وضرب مثالا توضيحيا بالقول: إذا صدر حكم قضائي مالي على أحد الأشخاص في قطر لصالح شخص آخر بالسعودية مثلا، فيمكن تنفيذ هذا الحكم في السعودية من خلال مصادرة ممتلكات أو أصول المدعى عليه، والعكس صحيح، وهذا يشمل كل الدول الـ57 المنضمة للمنتدى الدولي للمحاكم التجارية.

أبرز النزاعات

وفيما يخص أكثر النزاعات التجارية الرائجة في محاكم التحكيم التجارية الدولية، أوضح الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية أن معظم هذه النزاعات تتمحور حول قضايا العقود والإخلال بالعقود، إضافة إلى قضايا التمويل وإعادة التمويل.

وأشار إلى أهمية هذا الملف حيث تمت مناقشته بشكل مفصل في أعمال الاجتماع الخامس للمنتدى، وتم الاتفاق بين الدول الأعضاء على التنسيق المباشر والسريع لحل هذه القضايا والفصل فيها مما يدعم قطاع الاستثمار والمستثمرين ويطور أدواتهم.

تحديات الذكاء الاصطناعي

فرض الذكاء الاصطناعي حالة جديدة على المحاكم، كما يؤكد الرئيس التنفيذي لمحكمة قطر الدولية، خاصة أنه لا توجد قوانين تشريعية واضحة للتعامل معه وكيفية احتوائه، مما شكل تحديات كبيرة للمحاكم في مختلف دول العالم.

وأشار إلى رغبة الدول المشاركة في المنتدى للتوصل إلى صيغة واضحة ومفهومة في إدارة الدعاوى إلكترونيا، وكيفية استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المساعدة على تخليص الأعمال القضائية وإصدار الأحكام، وتقوية العلاقة بين الجهاز القضائي والوسائل البديلة الأخرى كالتحكيم وغيرها.

وقد تناولت جلسات المنتدى -خلال يومين- مجموعة من المواضيع ذات أبرزها:

  • دور الذكاء الاصطناعي في فض المنازعات والمجتمع الإنساني.
  • المسؤولية القانونية للشركات في ظل التغير المناخي.
  • تعزيز العلاقة ما بين التقاضي.
  • التحكيم والوساطة.
  • الشراكة الدولية فيما بين السلطات القضائية في مجالات مثل الاختصاصات القضائية.
  • المنافسة الملكية الفكرية والاعسار المالي.

وقد تخللت جلسات المنتدى مناقشات هدفت إلى تعزيز عمليات تسوية المنازعات التجارية، وتعزيز العلاقات بين المحاكم الأعضاء بالمنتدى، ووضع الأساس للتعاون المستقبلي في السعي لتحقيق التميز على صعيد النطاق القانوني.

وناقش المنتدى -على مدى يومين- تعزيز التعاون القضائي وتبادل الخبرات بين المحاكم الأعضاء، ومساهمته في تحفيز الاستثمار الأجنبي، وتوفير الحماية القانونية والقضائية المطلوبة لدعم الاستثمارات بين المحاكم الأعضاء بالمنتدى، إضافة لطرح آلية جديدة في استخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز دوره في تطوير المنظومة القضائية، وإدارة ملفات القضايا.

 النسخة الأفضل

وشهد المنتدى هذا العام تطورا ملحوظا فيما يخص زيادة عدد المحاكم الأعضاء فيه، سواء كان جغرافيا أو على مستوى الاختصاصات القضائية، حيث يقول رئيس مجلس القضاء الأعلى في العراق فائق زيدان إن التوسع الذي يشهده المنتدى سيشكل رافدا أساسيا لتعزيز العلاقة فيما بين بيئة الأعمال والتشريعات الخاصة بها على المستوى الدولي.

وأكد زيدان -في حديث للجزيرة نت- تميز الاجتماع الخامس للمنتدى الدولي الدائم للمحاكم التجارية في قطر مقارنة بالاجتماعات السابقة التي نظمت في نيويورك وسيدني، مشيرا إلى أهمية القضايا ونوعية المواضيع المختار مناقشتها بالدوحة، خاصة أنها تأتي متوازية مع صميم عمل القضاء العراقي، ولعل أهمها كيفية دمج الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره على المنازعات التجارية.

من جانبها، قالت مساعد نائب رئيس التخطيط الأكاديمي وضمان الجودة بجامعة قطر، والقاضية بمحكمة قطر الدولية منى المرزوقي، إن النسخة الخامسة من هذا المنتدى هي الأنجح منذ إطلاقه عام 2017، في ظل زيادة عدد الدول الأعضاء موزعة على شتى قارات العالم، مما جعله فرصة ذهبية لتبادل الخبرات بخصوص أفضل الممارسات الدولية في المجال القضائي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *