التمويل الإسلامي في مقدمة إستراتيجية قطر للقطاع المالي

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

الدوحة ـ بـ4 ركائز و5 محاور أطلق مصرف قطر المركزي اليوم الاثنين الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لدولة قطر، والتي تهدف إلى تفعيل دور التمويل الإسلامي لجعل الدوحة وجهة للخدمات المالية الإسلامية وتحقيق نمو هذا القطاع الواعد.

وتقوم الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لقطر على 4 ركائز؛ وهي: القطاع المصرفي، وقطاع التأمين، ومنظومة الخدمات المالية الرقمية، وأسواق رأس المال.

وأما المحاور التي تقوم عليها الإستراتيجية الثالثة فهي الحوكمة والرقابة التنظيمية، والتمويل الإسلامي، والابتكارات الرقمية والتكنولوجيا المتقدمة، والحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، والاستدامة، والمواهب والكفاءات.

حماية المستثمر

وقال محافظ مصرف قطر المركزي بندر بن محمد بن سعود آل ثاني، “نعلن اليوم إطلاق إستراتيجيتنا الثالثة للقطاع المالي، لتكون داعما لاقتصادنا ولمؤسساتنا المالية، ولتفعّل دور القطاع المالي ليتميز بالابتكار والكفاءة ويُقدم حلولا تحمي المستثمر وتساعد على النمو”.

وأضاف خلال كلمته في حفل إطلاق الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي أن “إستراتيجيتنا اليوم تساهم في تطوير الخدمات البنكية، بما في ذلك الخدمات الاستشارية والاستثمارية والتمويلية وتلبي الاحتياجات الداخلية والخارجية، وتطلعات المواطنين والمقيمين والمستثمرين الأجانب”.

ويقول الرئيس التنفيذي لمصرف قطر الإسلامي باسل جمال إن الإستراتيجية الثالثة تتميز بالشمولية والشفافية وتعمل على كل القطاعات المالية الموجودة في دولة قطر.

وأكد الرئيس التنفيذي لمصرف قطر الإسلامي في حديث للجزيرة نت أن التقديرات تشير إلى ارتفاع المساهمة الإجمالية للقطاع المالي القطري بنحو 45% لتصل إلى نحو 84 مليار ريال (23 مليار دولار)، منوها إلى أن محافظ مصرف قطر المركزي أكد إمكانية الوصول لهذا الرقم.

باسل جمال، الرئيس التنفيذي لمجموعة مصرف قطر الإسلامي المصرف، المصدر بنك المصرف

مراقبة الأسوق

وأضاف أن الأطر الزمنية للإستراتيجية الثالثة تمتلك مؤشرات أداء مستقبلية متطورة قائمة على مراقبة الأسواق باحترافية وستكون انعكاسا لتطلعات بنمو قوي خلال السنوات المقبلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الإستراتيجية الجديدة ستدعم مكانة دولة قطر كمركز للإيداع ووجهة عالمية للخدمات المالية المميزة.

ويعد محور الحوكمة والرقابة التنظيمية من أهم الركائز التي تقوم عليها الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي لدولة قطر وفي هذا الشأن يقول مدير إدارة الحوكمة والإفصاح بهيئة قطر للأسواق المالية خالد سيف السليطي إن قطر تسعى إلى التنويع والابتكار في القطاع المالي بما يتماشى مع رؤيتها الوطنية 2030.

وأضاف السليطي، في حديث للجزيرة نت أن الإستراتيجية الجديدة تستند على التنوع والابتكار في قطاع الخدمات المالية، والحوكمة والرقابة التنظيمية، باعتبارها ركيزة أساسية للاقتصاد القطري، فضلا عن تعزيز جاذبية الدولة للاستثمار الأجنبي المباشر واستقطاب الكفاءات بما يساهم في بناء الاقتصاد القائم على المعرفة.

جانب من تدشين الاستراتيجية الثالثة للقطاع المالي في قطر ، المصدر الجزيرة (2)

ضوابط جديدة

وأشار السليطي إلى أن الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي تتزامن مع إعلان قطر للضوابط الجديدة الخاصة بتوزيع الأرباح على الشركات لأول مرة في المنطقة، لافتا إلى أن ذلك سيحقق للمستثمرين في سوق الأسهم عائدا دوريا (كل 3 أشهر) على قيمة استثماراتهم بدلا من انتظار العائد في نهاية كل سنة مالية.

وأكد مدير إدارة الحوكمة والإفصاح بهيئة قطر للأسواق المالية أن الضوابط الجديدة في السوق القطري ستسهم في إعادة ضخ جزء أو كل الأرباح الموزعة في السوق بشكل دوري خلال السنة المالية، إضافة إلى زيادة النشاط بالسوق، وجذب نوعية جديدة من المستثمرين إلى سوق الأسهم.

وتقدم الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي خريطة طريق واضحة المعالم تساهم في تحديد الفرص واجتياز التحديات المتوقعة خلال السنوات المقبلة، حيث تتسم هذه الإستراتيجية، التي تم إعدادها وفقا للمعايير العالمية، بمقاربة جامعة تهدف إلى تقوية القطاع المالي، وتعزيز نمو الاقتصاد الوطني، وتحقيق الاستقرار المالي من خلال وضع إطار عمل رقابي، يتميز بالمتانة والفعالية.

رؤية طموحة

وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك قطر الوطني عبد الله مبارك آل خليفة إن إطلاق وتدشين الخطة الإستراتيجية الثالثة للقطاع المالي تمثل مسارا واضح المعالم ورؤية طموحة لرفع القدرة التنافسية للقطاع المالي، مما يمكنه من مواصلة تقديم دعم قوي وشامل لمختلف القطاعات الاقتصادية، وهذا الأمر بدوره سوف يساهم في تحقيق السياسات الاقتصادية والتنموية للدولة ضمن رؤية قطر الوطنية 2030.

وبيّن أنه من خلال مراجعة البنود الرئيسية للخطة الإستراتيجية الثالثة اتضح إعدادها وفق نهج شمولي يستند إلى 4 ركائز رئيسية لتطوير القطاع المالي شاملا الخدمات المصرفية وقطاع التأمين ومنظومة التمويل الرقمي وأسواق رأس المال، وتدعم هذه الركائز 5 محاور مشتركة تأخذ بعين الاعتبار التطورات على صعيد العمل المصرفي حول العالم، كما أنها تحدد مؤشرات الأداء لمراقبة وقياس التقدم.

وأوضح أن الإستراتيجية الجديدة تضمنت مراجعة وتقييما واقعيا للوضع الراهن لمستوى وتنوع الخدمات والمنتجات المالية في قطر واتجاهات أعمال القطاع المالي بالمقارنة مع ما يتم العمل عليه في المنطقة وأسواق المال العالمية، وبالتالي تبرز هذه الخطة الفرص المتاحة من منتجات وخدمات وحلول رقمية لشريحة واسعة من العملاء سواء على صعيد الأفراد أو المؤسسات والشركات بمختلف أحجامها ومجالات أعمالها.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *