قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) الآية [33] تشير إلى عظمة وطهارة أهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم. يُروى في الحديثات التالية تفسير هذه الآية:
فقد أخبرنا أبو بكر الحارثي، عن أبو محمد بن حيان، عن أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، عن أبو الربيع الزهراني، عن عمار بن محمد، عن الثوري، عن سفيان، عن أبي الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.” وأشار هذا الحديث إلى أن هذه الآية نزلت في النبي – صلى الله عليه وسلم -، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين – رضوان الله عليهم أجمعين.
وكما جاء في حديث الكساء عن أم سلمة أخبرنا أبو سعيد النصروبي، عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبي، قال: أخبرنا ابن نمير، عن عبد الملك، عن عطاء بن أبي رباح، قال: حدثني من سمع أم سلمة تذكر: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان في بيتها، وفاطمة – رضي الله عنها – أتته وقد جاءت ببرمة تحتوي خزيرة. دخلت بها عليه، فقال لها: “ادعي لي زوجك وابنيك.” قالت: فجاء علي، والحسن، والحسين، ودخلوا وأكلوا من تلك الخزيرة. كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يستريح على منامة له وكان لديه كساء خيبري. أثناء ذلك، نزلت الله تعالى بهذه الآية: “إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.” ثم أخذ النبي فضل الكساء وغشاهم به، ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء، ثم قال: “اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي [وحاميتي،] فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.” قالت: أدخلت رأسي البيت وقلت: وأنا معكم يا رسول الله. قال: “إنك إلى خير، إنك إلى خير.”
وأخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد السراج، عن محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبو يحيى الحماني، عن صالح بن موسى القرشي، عن خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: “أنزلت هذه الآية في نساء النبي – صلى الله عليه وسلم -: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت).”
وأخبرنا عقيل بن زكريا القاضي، عن محمد بن جرير، عن ابن حميد، عن يحيى بن واضح، عن الأصبغ، عن علقمة، عن عكرمة، في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) قال: “ليس الذي تذهبون إليه إنما هي [في] أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم -.” وكان عكرمة ينادي بهذا في السوق.
هذه الأحاديث تجلي الأهمية الكبيرة لأهل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – ونقائهم وطهارتهم ودورهم الخاص في الإسلام. تُظهر أن الله سبحانه وتعالى اختارهم للنزاهة والطهارة وأنهم جزء من الرسالة الإسلامية.
