يبدو أن مناطق بعينها من مراكش كانت على موعد مع هذا الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة في وقت كان فيه الموسم السياحي على أشده، لكن مراكش لم تعش مشاهد النهب ولا حتى الإخلاء الجماعي.
هذه خلاصة تقرير لمراسل صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن هذا الزلزال، وكيف تعامل المنكوبون مع تداعياته؟
وينقل جان ميشل دو ألبرتي عن عبد القاسم وهو يجلس أمام مطعمه الواقع في ساحة جامع الفنا، أشهر ساحة في المغرب، قوله “في مراكش، تجنبنا الأسوأ”.
ويضيف “انظر إلى منارة مسجد الكتبية واقفة، وشرفات المقاهي صامدة. لم أنم طوال الليل. لقد جئت هذا الصباح لأرى ما إذا كانت مؤسستي لا تزال قائمة، ويمكنني أن أفتحها اليوم بأعجوبة! لا ضرر بمنزلي! لقد اقتربنا حقًا من كارثة كبرى. المدينة ممتلئة في الوقت الحالي، وكانت الحانات والمطاعم أكثر ازدحاما من أي وقت مضى”.
ويضيف المراسل أن المدينة لا تزال في ذروة الموسم السياحي، والفنادق ممتلئة، مشيرا إلى أن نزلاء الفنادق انتشروا في الحدائق والمساحات الخارجية.
وينقل هنا عن السائحة البريطانية صوفيا دين قولها “كنا نتناول العشاء عندما انهار سقف مطعم الفندق، ولحسن الحظ لم يصب منا أحد، لكننا الآن نريد الرجوع إلى لندن، لقد تمكنا من العودة إلى غرفنا في الساعة 4 صباحًا، لكنني لم أعد أريد البقاء”.
غير أن المراسل يوضح أن أحياء مراكش تفاوتت في تأثرها بهذا الزلزال، إذ تناثرت الحجارة في شوارع الملاح -الحي اليهودي القديم- وانهارت المنازل.
وينقل المراسل عن عمر إمليل، وهو مرشد سياحي، قوله “في مراكش، الخسائر البشرية لم تكن كارثية للغاية، لكنّ عددًا لا بأس به من الأماكن أصبح غير صالح للعيش”.
ويضيف “جيراني، مثلا، أصبحوا الآن في الشارع واستقروا مع أطفالهم وكلبهم الألماني في الحديقة المجاورة للكتبية، ماذا سيحل بهم؟ لقد فقدوا كل شيء، والتأمين لا يعمل بشكل جيد هنا. وسيتعين علينا الاعتماد على العائلة”.
أما علياء التي تعمل في معرض في كيليز، المنطقة التي لم تشهد أضرارا كبيرة، فتعلق على الذي وقع قائلة “لدينا جميعًا مخاوف بشأن المستقبل، أولاً وقبل كل شيء بشأن الهزات الارتدادية المحتملة، وكذلك بشأن صلابة المباني التي اهتزت بقوة، حتى وإن كانت لم تنهر”.
وبدورها عبرت السائحة سارة دونون عن إعجابها بالتكاتف بين المغاربة، قائلة “أنا معجبة بقدرة المغاربة على الصمود. عند الفجر بدأ كل شيء يعمل مرة أخرى. ونظرًا لعنف الصدمة وطول مدتها، فاجأتني سرعة العثور على الإنترنت والكهرباء أكثر، وقد فتحت الشركات الصغيرة أبوابها، وتحركت الحافلات العامة، واصطف الطلاب أمام الفندق بهدوء للحصول على بطاقاتهم الطلابية، وانتظرت العربات السياحية العملاء وكأن شيئًا لم يحدث”.
واختتمت قائلة “آمل فقط أن تتمكن الإغاثة من الوصول سريعًا إلى المناطق النائية”.