تعرية وصعق وضرب.. تقرير صحفي إسرائيلي يكشف تعذيب الاحتلال أسرى غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

أجرت مجلة “972+” وموقع “لوكال كول” الإسرائيليان تحقيقا صحفيا مشتركا كشف جوانب مما يتعرض له معتقلو غزة داخل معسكرات التعذيب الإسرائيلية.

ووصف الفلسطينيون الذين اعتُقلوا في شمال قطاع غزة كيف أن الجنود الإسرائيليين أساؤوا معاملة الجميع بشكل منهجي، بدءا من الحرمان من شرب الماء والنوم وتناول الطعام وحتى العنف الجسدي الوحشي.

وجاء في التقرير أن صورا انتشرت في جميع أرجاء العالم تظهر عشرات الرجال الفلسطينيين في بيت لاهيا شمالي القطاع وقد جردوا من ملابسهم، وأُمروا بالركوع أو الجلوس منحنيين، ثم عُصِبت أعينهم ووضعوا على ظهر شاحنات عسكرية إسرائيلية، مثل “قطيع من الماشية”.

وتحدثت المجلة والموقع الإخباري الإسرائيليان مع 4 مدنيين فلسطينيين ظهروا في تلك الصور، أو اعتقلوا بالقرب من مكان الحدث ونقلوا إلى مراكز اعتقال عسكرية، حيث احتُجزوا لعدة أيام أو حتى أسابيع قبل الإفراج عنهم وإعادتهم إلى غزة.

وتكشف شهاداتهم -إلى جانب 49 إفادة عبر الفيديو نشرتها وسائل إعلام عربية مختلفة لفلسطينيين اعتقلوا في ظروف مماثلة في الأسابيع الأخيرة في مناطق الزيتون وجباليا والشجاعية بقطاع غزة- عن انتهاكات منهجية وتعذيب من قبل جنود إسرائيليين بحق المعتقلين، سواء أكانوا مدنيين أو مقاتلين.

صعق وحرق

وطبقا لتلك الشهادات، قام جنود الاحتلال بصعق المعتقلين الفلسطينيين بالكهرباء، وأحرقوا أجسادهم بالقداحات، وبصقوا في أفواههم، وأطفؤوا السجائر في أعناقهم وظهورهم، وحرموهم من النوم والطعام ومن دخول الحمام.

ونقلت المجلة والموقع الإسرائيليان عن هؤلاء الفلسطينيين أنه في صباح السابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي وعقب التقاط صور بيت لاهيا، دخل جنود إسرائيليون الحي وأمروا جميع المدنيين بمغادرة منازلهم.

وقال أيمن لباد، الباحث القانوني في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والذي اعتُقل هو وشقيقه الأصغر في ذلك اليوم، إن الجنود كانوا يصرخون قائلين: “على جميع المدنيين النزول والاستسلام”.

وأمر الجنود جميع الرجال بخلع ملابسهم، وجمعوهم في مكان واحد، والتقطوا صورا لهم نشروها لاحقا على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه، أُمرت النساء والأطفال بالذهاب إلى مستشفى كمال عدوان، وفق الإفادات.

إحراق المنازل

ونسب التقرير إلى 4 شهود القول إنه في أثناء جلوسهم مقيدي الأيدي في الشارع، دخل جنود منازل في الحي وأضرموا فيها النار. وأخبر الجنود المعتقلين أنهم اعتُقلوا، لأنهم “لم يتوجهوا إلى جنوب قطاع غزة”.

وذكر الأشخاص الذين تحدثت إليهم الوسيلتان الإعلاميتان الإسرائيليتان عدة أسباب لعدم مغادرتهم المنازل، منها الخوف من التعرض للقصف الإسرائيلي في رحلة انتقالهم جنوبا.

ومن بين الأسباب أيضا صعوبة الحركة ووجود إعاقات بين أفراد العائلات، والغموض الذي قد يكتنف معيشتهم في مخيمات النزوح في الجنوب.

وفي مقطع فيديو، تم تصويره في مكان الحدث ببيت لاهيا، يقف جندي إسرائيلي يحمل مكبر الصوت أمام السكان المعتقلين -الجالسين في صفوف عراة وعلى ركبهم، وأيديهم خلف رؤوسهم- وهو يعلن: “الجيش الإسرائيلي وصل، لقد دمرنا غزة وجباليا على رؤوسكم، احتللنا جباليا، نحن نحتل غزة كلها، هل هذا ما تريدونه؟ هل تريدون حماس معكم؟”. ويرد الفلسطينيون بصوت عال بأنهم مدنيون.

وقال مواطن فلسطيني ظهر في الصورة مع المعتقلين في بيت لاهيا، طالبا استخدام اسم مستعار خوفا من تعرض أسرته للانتقام إذ لا تزال محتجزة في مركز اعتقال إسرائيلي: “لقد احترق منزلنا أمام عيني”.

إذلال

وحسب الإفادات، فقد نُقل المعتقلون الفلسطينيون من بيت لاهيا على متن شاحنات إلى الشاطئ، وهناك تُركوا لساعات وهم مقيدون بالأصفاد قبل التقاط صورة أخرى لهم تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي.

ثم إن إحدى المجندات الإسرائيليات أمرت عددا من المعتقلين بالرقص ثم صورتهم.

وعقب ذلك، نُقل المعتقلون وهم بملابسهم الداخلية إلى شاطئ آخر “داخل إسرائيل”، بالقرب من قاعدة زيكيم العسكرية، حيث استجوبهم الجنود وأوسعوهم ضربا.

وادعى مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مراكز الاعتقال العسكرية مخصصة فقط للاستجواب والفحص الأولي للمعتقلين، قبل نقلهم إلى مصلحة السجون الإسرائيلية أو حتى إطلاق سراحهم.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *