قال مسؤول أميركي، الاثنين، إن قرار إسرائيل سحب بعض قواتها من غزة هو “بداية تحول تدريجي فيما يبدو إلى عمليات أقل كثافة” في شمال القطاع الفلسطيني على الرغم من استمرار القتال هناك.
وقال سكان إن إسرائيل سحبت دباباتها من بعض أحياء مدينة غزة، الاثنين، في الوقت الذي أعلنت فيه خططا لتغيير أساليبها وتقليص عدد جنودها، لكن القتال احتدم في أماكن أخرى من القطاع وسط قصف مكثف.
وأضاف أن هذا يعكس “النجاح” الذي حققه الجيش الإسرائيلي في تفكيك القدرات العسكرية لحماس هناك.
ومضى يقول لرويترز إن القتال مستمر في الشمال، وإن “التكتيكات الإسرائيلية المعدلة لا تعكس أي تغيير (للوضع) في الجنوب”.
ويرى مسؤولون أميركيون أن الأسابيع القليلة المقبلة ستثبت مدى استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة في ملاحقة حماس في غزة، وفق ما نقلت شبكة “سي أن أن”.
سحب ألوية
وأعلن الجيش الإسرائيلي تسريح بعض جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم لمحاربة حماس في غزة، وهي خطوة قال، الأحد، إنها ستساعد الاقتصاد في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.
وقال المتحدث باسم الجيش، الأميرال دانيال هاجاري، “سيعود بعض جنود الاحتياط إلى عائلاتهم ووظائفهم هذا الأسبوع”.
وأضاف “سيمنح ذلك راحة كبيرة للاقتصاد، وسيسمح لهم باكتساب القوة قبل الأنشطة المقبلة في العام القادم، وسيستمر القتال وسنحتاج إليهم”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن الحرب في غزة ستستغرق “عدة شهور أخرى” قبل أن تنتهي.
ولا تشير تصريحات نتانياهو إلى أي هدوء محتمل في الحملة العسكرية التي قتلت الآلاف وسوت أغلب القطاع بالأرض بينما أثار تعهده بإعادة سيطرة إسرائيل على حدود القطاع مع مصر تساؤلات جديدة تتعلق بحل الدولتين.
أول تطور كبير منذ بدء الحرب.. الجيش الإسرائيلي يسحب 5 ألوية من غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي تسريح خمسة ألوية من قطاع غزة، في أول انسحاب كبير للقوات منذ بدء الحرب، في خطوة قال إنها ستساعد الاقتصاد، في الوقت الذي تستعد فيه البلاد لحرب طويلة الأمد.
وقال مسؤول إسرائيلي إن الجيش سيقلص قواته في غزة هذا الشهر وينتقل إلى مرحلة تستمر لشهور من عمليات “التطهير”.
وأضاف المسؤول أنه “لن يُسمح للوضع على الجبهة اللبنانية بالاستمرار. إن فترة الأشهر الستة القادمة هي مرحلة حاسمة”.
ويقول الجيش إن معدل إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه إسرائيل انخفض إلى 14 يوميا، بعد أن كان 75 صاروخا في المتوسط يوميا في الأسبوع الأول من الحرب.
“طريقة عمل مختلفة”
وتشير التحركات الأخيرة إلى تراجع القتال في بعض مناطق غزة، خاصة في النصف الشمالي حيث قال الجيش إنه على وشك تولي السيطرة العملياتية، وفق أسوشيتد برس.
وقال شلومو بروم، العميد الإسرائيلي السابق المسؤول عن التخطيط الاستراتيجي، إن سحب القوات ليس على الأرجح مؤشرا على أن الجيش الإسرائيلي يتحرك لإنهاء الحرب. وقال بروم لأسوشيتد برس: “الحرب لن تتوقف. إنها بداية طريقة عمل مختلفة”.
في غضون ذلك، قال سكان لرويتز إن إسرائيل سحبت دباباتها من بعض أحياء مدينة غزة، الاثنين، حيث ذكر سكان في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، في الجزء الشمالي من القطاع الذي تركز الهجوم الإسرائيلي في البداية، أن الدبابات انسحبت بعد ما وصفوها بأنها أعنف 10 أيام من الحرب منذ بدء الصراع.
وأشار سكان إلى أن الدبابات انسحبت أيضا من حي المينا بمدينة غزة وأجزاء من حي تل الهوى، بينما بقيت في بعض المواقع في الحي الذي يشرف على الطريق الساحلي الرئيسي في القطاع.
ومع ذلك، لاتزال الدبابات في أجزاء أخرى من شمال غزة، وقال مسؤولو صحة إن بعض من كانوا يحاولون العودة إلى منازلهم في منطقة جنوب مدينة غزة قتلوا بنيران إسرائيلية، الأحد.
وقالت أسوشيتد برس إن القتال العنيف استمر في مناطق من غزة، خاصة مدينة خان يونس الجنوبية والمناطق الوسطى من القطاع. وفي خان يونس، أبلغ السكان بوقوع غارات جوية وقصف في غرب المدينة ووسطها.
وأطلقت حماس وابلا كبيرا من الصواريخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك على مركزها التجاري تل أبيب، مع حلول منتصف الليل عشية رأس السنة الجديدة.
إسرائلييون سيعودون لمنازلهم
في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، الاثنين، إن بعض سكان التجمعات الإسرائيلية شمالي قطاع غزة التي تم إخلاؤها في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر سيتمكنون من العودة في المستقبل القريب مع تقدم العمليات العسكرية.
وأضاف غالانت أن بعض سكان التجمعات التي تم إخلاؤها في مناطق تقع في نطاق أربعة إلى سبعة كيلومترات شمالي القطاع سيتمكنون العودة إلى منازلهم قريبا، وفقا لتصريحات منشورة أدلى بها في مؤتمر صحفي.
إعلان متزامن وبلينكن إلى المنطقة
وجاء الإعلان الإسرائيلي الأخير بشأن سحب ألوية تزامنا مع إعلان البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات “جيرالد فورد” ستعود إلى مينائها الأساسي، بعد أشهر من الخدمة الإضافية في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إنه سيجري استبدال الحاملة فورد والسفن الحربية المرافقة لها بالسفينة الهجومية البرمائية “يو إس إس باتان” والسفن الحربية المرافقة لها، “يو أس أس ميسا فيردي” و”يو أس أس كارتر هول”.
وفي وقت لاحق من هذا الأسبوع، يتوجه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى الشرق الأوسط لمواصلة المناقشات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن المرحلة التالية من الحرب، والتي أوضح المسؤولون الأميركيون أنهم يتوقعون أن تبدأ قريبا.
وكان موضوع مسار الحرب محور المحادثات بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين،من بينها مكالمة هاتفية مطولة بين الرئيس جو بايدن، ونتانياهو، الأسبوع الماضي، والتي وصفها مسؤولون بأنها مباشرة للغاية ومتوترة في بعض الأحيان.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من حليفتها الرئيسية، الولايات المتحدة، للبدء في التحول إلى قتال أقل حدة.
وقال البيت الأبيض إن بايدن تحدث مع نتانياهو حول أهداف إسرائيل ومراحل عملياتها العسكرية في غزة يوم 23 ديسمبر. وأضاف البيت الأبيض أن بايدن أكد أيضا على ضرورة حماية أرواح المدنيين وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وواصلت الولايات المتحدة دعمها لحليفتها إسرائيل، لكنها عبرت عن قلقها من تزايد عدد القتلى والأزمة الإنسانية في غزة.
وحث مسؤولون أميركيون إسرائيل على تعديل عملياتها العسكرية في غزة إلى مرحلة أقل كثافة تنطوي على عمليات تركز على قيادة حماس وبنيتها التحتية.
وتعهدت إسرائيل بسحق القدرات العسكرية والحكمية لحماس في حربها، التي أشعلها هجوم الحركة المسلحة في 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، فيما تم أخذ ما يقرب من 240 شخصا رهائن.
وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري وبحري أدى إلى مقتل أكثر من 21900 شخص في غزة، معظمهم من المدنيين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وتقول إسرائيل إن أكثر من 8 آلاف مسلح قتلوا. وتلقي باللوم على حماس في ارتفاع عدد القتلى المدنيين، قائلة إن المسلحين يتواجدون داخل المناطق السكنية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات.
وأدت الحرب إلى نزوح حوالي 85 في المئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.