الجيش الإسرائيلي في 2024.. ميزانية خرافية بفعل حرب غزة

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 7 دقيقة للقراءة

وكانت الميزانية العسكرية للجيش الإسرائيلي قد سجلت خلال عام 2023 حوالي 31 مليار دولار، بعد إضافة حوالي 8 مليارات دولار خلال الشهرين الماضيين كتكلفة للحرب الجارية، لتصل إلى مرتبة قياسية بعد أن كانت 2022 رسميا حوالي 23 مليار دولار.

 كيف كان حجم الإنفاق العسكري الإسرائيلي في 2022؟

يقول معهد “ستيمسون” للأبحاث في واشنطن، إن إسرائيل تُعتبر الأكثر إنفاقًا على الدفاع في منطقة الشرق الأوسط، بينما يقول معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن ميزانية الجيش الإسرائيلي في 2022 كانت حوالي 23.4 مليار دولار، مشيرا إلى أن:

  • الإنفاق العسكري الإسرائيلي سجل في الفترة ما بين 2018 و2022.
  • إسرائيل خصصت 4.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للجيش، وهي عاشر أعلى نسبة في العالم.
  • تكلفة واردات إسرائيل من الأسلحة تتجاوز صادراتها بكثير منذ 1948، لكن خلال العقد الأخير بدأت الصادرات تتفوق على الواردات.
  • بين 2018 و2022، استوردت 35 دولة على الأقل أسلحة من إسرائيل بقيمة إجمالية بلغت 3.2 مليارات دولار.

 كيف وصل الإنفاق العسكري لمستويات قياسية 2023؟

والارتفاع الخرافي للميزانية العسكرية، جاءت بموافقة الكنيست، على ميزانية حرب خاصة قيمتها 30 مليار شيكل، بعد يوم 7 أكتوبر، للمساعدة على تمويل الحرب وتعويض المتضررين من عملية “طوفان الأقصى”.

وبحسب تقديرات إسرائيلية رسمية، فإن كلفة الحرب على قطاع غزة بأول 3 أسابيع بلغت 30 مليار شيكل (8.3 مليارات دولار)، كما أن نفقات الحرب توزعت كما يلي:

  • مليار شيكل في اليوم الواحد، وفق رئيس شعبة الموازنة بوزارة المالية يوغيف غيردوس.
  • تغطية الأضرار التي لحقت بالناتج المحلي الإجمالي في الاقتصاد وهي تصل 10 مليارات شيكل شهريا.
  • هذا يعني أن تكاليف الحرب الحالية على غزة هائلة مقارنة بالجولات القتالية السابقة، وفق غيردوس.

وكانت إسرائيل قد استدعت نحو 350 ألفا من جنود الاحتياط منذ بداية الحرب على غزة يحتاجون هم وعائلاتهم إلى المساعدة المادية، ما يضيف عبئاً جديدا إلى الميزانية العسكرية في 2024، وفق وزير المالية بتسلئيل سموتريش.

توقعات الإنفاق العسكري في 2024

وتقدر وزارة الدفاع الإسرائيلية كلفة الحرب حتى الآن بحوالي 65 مليار شيكل، أي حوالي 18 مليار دولار، وهي نفس قيمة الميزانية السنوية لوزارة الدفاع الإسرائيلية، بدون المساعدات الأميركية.

لكن وفق وزارة المالية، فإن الحرب ستكلف ما لا يقل عن 50 مليار شيكل (14 مليار دولار) إضافية في 2024، بحسب وثيقة قدمتها للكنيست، يضاف لذلك 10 مليارات شيكل لتغطية تكاليف عملية إجلاء أكثر من 120 ألف إسرائيلي من المستوطنات، كما أشارت إلى أنه من المحتمل:

  • وصول إجمالي ميزانية البلاد في 2024 إلى 562 مليار شيكل، مقابل 513 مليار شيكل أقرت في مايو 2023.
  • سيتم رصد 10 مليارات شيكل لتغطية تكاليف عملية إجلاء أكثر من 120 ألف إسرائيلي من المناطق الحدودية الشمالية والجنوبية، وزيادة ميزانية الشرطة وغيرها من الخدمات الأمنية، وإعادة بناء المستوطنات في منطقة غلاف غزة.

 ما حجم المساعدات الأميركية لإسرائيل؟

تعتبر إسرائيل أكبر متلق للمساعدات العسكرية الأميركية، فمنذ عام 1946 تلقت ما قيمته 263 مليار دولار، كما يتعاون الجيشان الأميركي والإسرائيلي في التدريبات المشتركة وبرامج تطوير التكنولوجيا والمشاريع الدفاعية.

وفي عام 2023 تجاوز التمويل العسكري الأميركي لإسرائيل 3.8 مليارات دولار كجزء من صفقة قياسية بقيمة 38 مليار دولار على مدى 10 سنوات، وُقعت في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، في عام 2016.

وبعد ساعات من هجوم حماس، طلبت تل أبيب من واشنطن أنظمة القبة الحديدية الاعتراضية، كما زُوِّدَت، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، بمساعدات عسكرية موزعة كالتالي:

  • أكثر من 230 طائرة نقل و20 سفينة تحمل ذخائر لسلاح الجو، إلى جانب قذائف مدفعية وعربات مدرعة ومعدات قتالية أساسية للمقاتلين، بما في ذلك سترات واقية.
  • ما يقرب من 15 ألف قنبلة، و57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 مم، تشمل أكثر من 5000 قنبلة غير موجهة، والتي تعرف باسم “القنابل الغبية”.
  • أكثر من 5400 قنبلة مزودة برؤوس حربية من طراز MK84 وتزن 2000 رطل، ونحو 1000 قنبلة ذات قطر صغير من طراز” GBU-39″.
  • حوالي 3000 قطعة ذخيرة هجومية تحول القنابل غير الموجهة إلى “قنابل ذكية” موجهة.

  بعد الخسائر ما هي خطة إسرائيل؟

وسط تعقّد العملية البرية الجارية في غزة والخسائر الفادحة التي تكبدها المقاومة الفلسطينية يوميا للجيش الإسرائيلي بالعتاد والقوى البشرية، اتبعت إسرائيل سياسة “الاقتصاد” في الأسلحة والذخيرة.

ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن الجيش بادر إلى تخفيض كميات الذخائر، تحسباً لاندلاع حرب أخرى مع حزب الله، وسط حديث عن إدارة إسرائيل لما يعرف بـ”اقتصاد الذخيرة”.

وأضافت أن خطة إسرائيل بالنسبة للذخيرة تقوم على التالي:

  • عدم المساس بالذخيرة المخصصة للهجوم والدفاع الجوي بالجبهة اللبنانية.
  • التوفير في استخدام السلاح حفاظا على احتياط العتاد العسكري بالمستودعات.
  • الصناعات العسكرية بالجيش قامت بتفعيل عقود طويلة الأمد لأسلحة ومعدات عسكرية كانت على الرفوف أو وُجدت في مخازن الطوارئ الأميركية.

  ميزانية خرافية

يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس إن إسرائيل تعد واحدة من الدول الأكثر إنفاقًا على الدفاع في العالم، حيث بلغ ذلك في عام 2023 حوالي 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، مشيرا إلى أن تلك الميزانية الضخمة تأتي في سياق حرب غزة والاستثمارات الكبيرة بقطاع التكنولوجيا العسكرية.

ويضيف أليكس لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن:

  • حرب غزة كشفت ضعف الجيش الإسرائيلي رغم ما يمتلكه من معدات وعتاد عسكري وتكنولوجيا عسكرية متفوقة.
  • الجيش يستخدم خلال الحرب كميات كبيرة وغير مسبوقة من الذخيرة والسلاح التي كانت بالمخزون والمستودعات ما رفع من طلباته على الذخيرة وزاد حجم إنفاقه العسكري خصوصا بعد الخسائر الكبيرة بالعتاد العسكري مثل دبابة “ميركافا” ومدرعة “النمر” ما أوصل الميزانية لمستويات تاريخية.
  • الإنفاق العسكري الإسرائيلي مبالغ فيه ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الإسرائيلي منذ سنوات وتل أبيب أنفقت في الحرب ميزانية غير مسبوقة لأول مرة منذ 1948.
  • حرب غزة كلفت إسرائيل ميزانية تاريخية وخرافية ومن المرجح أنها ستستمر في الإنفاق بكثافة على الدفاع في السنوات المقبلة في ظل تلك الحرب والتهديدات الأمنية.
  • تل أبيب تحتاج لسنوات لترميم صورة جيشها التي اهتزت إلى حد بعيد في غزة بعد الخسائر الفادحة بيد الفصائل الفلسطينية سواء بالعتاد العسكري أو على المستوى الاستخباراتي والاستراتيجي.
  • إسرائيل استدعت مئات الآلاف من أفراد الاحتياط للخدمة العسكرية لتنفيذ هجومها البري على قطاع غزة ونشرت قوات في الشمال لمواجهة حزب الله، وهؤلاء الكثيرين منهم يحتاجون إلى مساعدة حاليا وهو أمر من المتوقع أن يزيد كلفة الحرب في عام 2024.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *