واشنطن بوست: العرب بدؤوا يتساءلون عن مكانتهم بالعالم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قال الكاتب عبد الرحمن الجندي، في تقرير له بصحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، إن الأحداث الأخيرة في غزة جعلت العرب يتحدثون عن أن “هذا العالم لم يُبن قط لاستيعابهم”.

وأضاف الجندي أنه حتى في الدوائر الأكثر تقدمية، فإن العرب يمثلون حالة مضطربة لا يمكن التسامح معها.

وتابع أن وضع العرب بين الأوطان التي سحقتهم وبلدان المنفى يبدو أنه لن تكون هناك حياة قبل الموت، وإذا كان هذا هو ما يشعر به الشخص العادي، فكيف هي محنة الفلسطينيين في غزة؟!

وقال الجندي إنه يعلم أن واجهة التفوق الأخلاقي الغربي قد انهارت، ودعا العرب للتخلص من الشعور بحالة “الدونية الداخلية”، والعمل على “شق طريقنا للعودة إلى اللغة والتاريخ: لغتنا وتاريخنا، ونجتمع حول حزننا الجماعي وأنيننا”.

أسئلة جوهرية

وأورد الكاتب أن العرب باتوا يطرحون أسئلة جوهرية حول مكانتهم في العالم، حيث بدؤوا يدركون أن “قابليتهم للتحكم” لا تمثل فشلا للنظام العالمي وإنما هي إحدى وظائفه الأساسية.

واعتبر الكاتب أنه عندما خرج من مصر عام 2020 بعد إطلاق سراحه من السجن، سعى إلى ولادة جديدة، ولأنْ يعترف به كجسد يعاني، مبرزا أنه لم تكن لديه أي أفكار رومانسية حول الحلم الأميركي.

وتابع أنه واجه في كثير من الأحيان فكرة متعالية مضمونها أن هجرته تمثّل سعيا وراء قيم عليا، وليس هروبا من الفوضى التي أحدثتها الحروب التي فرضتها الولايات المتحدة، أو الملوك والدكتاتوريات العسكرية التي نصبتها واشنطن وما زالت تدعمها، أو الدمار البيئي الذي تسببت فيه واشنطن.

اتهامات خاصة بالعرب

وتحدث الجندي عن حضوره تجمعا مؤيدا للفلسطينيين في بيتسبرغ الأميركية مؤخرا، حيث حمل المتظاهرون لافتاتهم تضامنا وهم يهتفون “أنهوا الاحتلال”، “أوقفوا إطلاق النار الآن”.

ثم سرعان ما هتف المتظاهرون قائلين “نحن العرب محترمون، متحضرون، مسالمون، نحن لسنا معادين للسامية ولسنا متوحشين كما يزعمون”.

وفجأة سمع الكاتب صراخ زوجته، حيث طرحها رجل أميركي أبيض ضخم وأصلع أرضا هي والعديد من المتظاهرين الآخرين، وبدأ يسب المحتجين وينعتهم بأوصاف مقيتة، قبل أن تحاصره مجموعة من المتظاهرين، وتدفعه نحو الشرطة الموجودة في الموقع.

وتابع “لقد كانت النظرة في عيناه لا تُنسى، نظرة ليست مليئة بالكراهية، ولا العنف، ولكن بالثقة في أنه لن يوصف أبدا بالإرهابي أو بالهمجي”، وذلك لأنها أوصاف يبدو أنها خاصة بالعرب فقط.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *