أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن -اليوم الخميس- هجمات “واسعة” و”استباقية” على جنوبي لبنان مستهدفا مواقع لحزب الله، في حين نفذ الحزب هجمات جديدة على مواقع للاحتلال قرب الحدود، مؤكدا أنه أوقع إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين.
وفي إطار الهجمات الواسعة التي تحدث عنها، وتندرج في إطار تصعيد لافت على هذه الجبهة، قال جيش الاحتلال إنه استهدف مجمعا عسكريا تابعا لحزب الله.
وأضاف أنه استهدف خلية تابعة لحزب الله حاولت إطلاق صواريخ مضادة للدروع، كما قصف مواقع للحزب نفذ منها عناصره عمليات إطلاق للصواريخ باتجاه شمالي إسرائيل.
في الجانب الآخر، أعلن حزب الله عن سلسلة من العمليات ضد مواقع عسكرية قرب الحدود.
وقال الحزب إنه استهدف آلية عسكرية إسرائيلية داخل ثكنة راموت نفتالي وحقق إصابة مباشرة، وأضاف أن مقاتليه قصفوا بالأسلحة المناسبة موقع السمّاقة الإسرائيلي في مزارع شبعا وتجمعات للجنود في ثكنات هونين وراميم وهيتات.
كما قال حزب الله إنه استهدف مرابض مدفعية في خربة ماعر بالأسلحة المناسبة وحقق فيها إصابات مباشرة.
عشرات الصواريخ
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق أكثر من 30 صاروخا من جنوبي لبنان باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية في تلال كفرشوبا المحتلة ومحيط مستوطنة سعسع وباتجاه كريات شمونة في الجليل الأعلى.
وكان مقاتلو الحزب أطلقوا -أمس الأربعاء- 80 صاروخا باتجاه مواقع وتجمعات ومستوطنات إسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية، كما أعلن الحزب تنفيذ 6 هجمات، من بينها إطلاق 30 صاروخا على كريات شمونة.
في غضون ذلك، قصفت مقاتلات حربية وطائرات مسيّرة إسرائيلية بلدة عيتا الشعب ومحيطها ومحيط بلدتي راميا وعيترون جنوبي لبنان.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة عيتا الشعب ومحيط بلدة ميس الجبل في القطاع الأوسط، وفي القطاع الشرقي تعرض محيط بلدات كفرشوبا وراشيا الفخار والخيام لقصف مدفعي إسرائيلي.
وفي تطور آخر، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد مسيرة قادمة من لبنان وأسقطها في سماء عكا.
وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية ذكرت أن انفجارات دوّت قرب مدينة حيفا نتيجة اعتراض الدفاعات الجوية طائرة مسيّرة أطلقت من لبنان بعد انطلاق صفارات الإنذار في عكا وخليج حيفا.
كما أفاد مراسل الجزيرة باعتراض صاروخين في سماء مدينة عكا القديمة عقب إطلاق صفارات الإنذار.
يذكر أن حزب الله استخدم الطائرات المسيّرة لمهاجمة مواقع عسكرية إسرائيلية قبالة جنوبي لبنان.
وقف العدوان
سياسيا، قالت رئاسة الحكومة اللبنانية إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي طالب خلال لقائه بوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في لندن بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان.
واعتبر ميقاتي أن استمرار ما وصفها بالاستفزازات الإسرائيلية جنوبي لبنان سيؤدي إلى تدهور الأوضاع واندلاع حرب شاملة في المنطقة.
وتتواصل المواجهات عبر الحدود وسط تهديدات إسرائيلية بشن عملية عسكرية لإجبار حزب الله على سحب مقاتليه من المنطقة الحدودية.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين هدد أمس الأربعاء باستهداف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في حال عدم تطبيقه قرار مجلس الأمن 1701 وإبعاد عناصر الحزب خلف نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا شمال الحدود.
وبالتزامن مع ذلك، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي خلال زيارته قيادة الجيش في مدينة صفد -أمس الأربعاء- إنه صادق على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة على الحدود الشمالية، مضيفا أنه يجب على الجيش الإسرائيلي أن يكون مستعدا للهجوم إذا لزم الأمر.
من جهته، قال عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إن الوقت ينفد أمام فرصة التسوية السياسية، في إشارة إلى ضغوط غربية لدفع قوات الحزب إلى التراجع وراء نهر الليطاني.
وأكد هاليفي أن الجيش الإسرائيلي -بما فيه القيادة الشمالية- في حالة تأهب عالية جدا.
ودخل حزب الله في مواجهة مع قوات الاحتلال في أعقاب طوفان الأقصى، تصاعدت وتيرتها مع مرور الوقت، حتى باتت توصف بأنها الأخطر منذ حرب عام 2006.
وأسفرت الاشتباكات حتى الآن عن مقتل أكثر من 100 من مقاتلي حزب الله وما لا يقل عن 10 جنود إسرائيليين، كما قُتل مدنيون لبنانيون ومستوطنون في القصف المتبادل عبر الحدود.