عبر وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، السبت، عن مخاوف بلاده بشأن مصير المعارض الروسي المحتجز، أليكسي نافالني.
وقال بلينكن عبر “إكس“: “نشعر بقلق بالغ بشأن مكان وجود المعارض الروسي المعتقل أليكسي نافالني”.
وأضاف “أن نافالني أصبح الآن في عداد المفقودين في نظام السجون الروسي منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع”.
ودعا الوزير الأميركي السلطات الروسية مجددا “إلى إطلاق سراح نافالني فورا ووضع حد للقمع المستمر للأصوات المستقلة في روسيا”.
وفي منتصف ديسمبر الحالي، ذكرت تقارير أن المعارض الروسي المسجون، نافالني، نُقِل من سجن قرب موسكو إلى مكان مجهول، وفق ما أعلنت الناطقة باسمه حينها، كيرا يارميش، نقلا عن ممثل للمحكمة.
وقالت يارميش، إنها أُبلغت بأن نافالني، الذي يقضي عقوبة بالسجن 19 عاما، نقل من منطقة فلاديمير قرب موسكو في 11 ديسمبر، ما يدل على احتمال نقله إلى سجن بظروف أكثر تشددا، مضيفة أنه “لم يعرف (إلى أين) تم نقله بالتحديد”.
وقال داعمون للسياسي الروسي المعارض أليكسي نافالني، الجمعة، إن مكان وجوده لا يزال غير معروف، وذلك بعد قول سلطات السجن إنه لم يعد في المنطقة.
وفي أغسطس، صدر حكم بحق نافالني، وهو محام سابق ذاع صيته بعد أن كشف عما قال إنه فساد واسع النطاق في أوساط نخبة محيطة بالرئيس فلاديمير بوتين، بقضاء 19 عاما في السجن أخرى بالإضافة إلى 11 عاما ونصف العام كان يقضيها بالفعل.
وقال داعمون له كانوا يستعدون لأن يتم نقله إلى إحدى مستعمرات “النظام الخاص”، وهي الأكثر قسوة في نظام السجون الروسي، إن محاميي نافالني لم يروه منذ السادس من ديسمبر كانون الأول.
وقال فياتشيسلاف جيمادي، محامي نافالني، إن مسؤولين في السجن، قالوا للمحكمة، إن نافالني غادر منشأة آي.كيه-6 العقابية التي تقع على بعد 235 كيلومترا شرقي موسكو. ولم يفصحوا إلى أين سينقل.
وعلقت واشنطن بالتعبير عن “قلقها البالغ” حيال تعذر الحصول على معلومات تفيد بمكان تواجده، داعية من جديد إلى الافراج عنه بشكل فوري.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، جون كيربي: “يجب إطلاق سراحه فورا. حتى أنه ما كان ينبغي أن يُسجن” مشيرا إلى أن سلطات بلاده تسعى لمعرفة المزيد.
بالمقابل الكرملين، قال إنه لا يتتبع تنقلات السجناء، وطلب من مسؤولي الخارجية الأميركية الاهتمام بشؤونهم الخاصة.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين لصحفيين: “نتحدث في هذه الحالة عن سجين مدان بموجب القانون ويقضي عقوبته. نعتبر أي تدخل من أي طرف بما يشمل الولايات المتحدة غير مقبول ومستحيل”.
وفي ديسمبر، وجهت السلطات الروسية اتهامات جديدة بـ “التخريب” ضد الناشط المناهض للفساد، وهي تهمة ستضيف ثلاث سنوات إضافية إلى الحكم الصادر في حقه.
ونظم نافالني احتجاجات واسعة في روسيا قبل أن يسجن، في عام 2021، بعد إدانته بتهم احتيال إثر عودته من ألمانيا حيث كان يتعافى من عملية تسميم، قال محققون مستقلون إن الدولة الروسية نفذتها.
وتشن روسيا منذ سنوات حملة قمع واسعة النطاق على المعارضة، وتزايدت بشكل كبير بعد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، في فبراير عام 2022.
واعتقل وسجن آلاف الأشخاص على خلفية احتجاجات، وفر آلاف آخرون من البلاد، كما تمت محاكمة الآلاف من الروس العاديين، بسبب تعبيرهم عن معارضتهم للكرملين، وبينهم على وسائل التواصل الاجتماعي.