مباشرة بعد إعلان رفض ملف ترشحها لانتخابات الرئاسية الروسية المقررة في مارس 2024، قالت الإعلامية إيكاترينا دونتسوفا، إنها ستستأنف القرار وإن “الأمر لن ينتهي عند هذا الحد”.
وفي وقت سابق، السبت، أعلنت اللجنة الانتخابية الروسية أنها رفضت بالإجماع ترشيح دونتسوفا.
وأظهر مقطع فيديو اجتماعا للجنة صوّت فيه أعضاؤها بالإجماع على عدم قبول ترشحها.
ثم ظهرت رئيسة اللجنة إيلا بامفيلوفا وهي تقدم كلمات المواساة إلى دونتسوفا.
وقالت بامفيلوفا “أنت امرأة شابة، وكل شيء أمامك. أي أمر سلبي يمكن دائما أن يتحول إلى ميزة. وأي تجربة تظل بمثابة خبرة”.
ولم تعط اللجنة إفادات وافية عن أسباب رفضها ملف دونتسوفا، المعروفة بنشاطها المؤيد للديمقراطية والرافض للحرب على أوكرانيا، واكتفت بالإشارة إلى “أخطاء في المستندات” التي قدمتها لتسجيل ترشيحها.
ونشرت قناة حملة دونتسوفا على تيليغرام صور وثائق قالت إن اللجنة أشارت إلى أنها غير مذيلة بالتوقيعات الصحيحة.
ومعروف عن دونتسوفا إصرارها على تغيير الذهنيات في روسيا وحرصها على المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والسياسية رغم افتقارها للتجربة في المشهد السياسي العام للبلاد الذي طغت عليه صورة الرئيس فلاديمير بوتين وصقور الكرملين المعروفين منذ عقود.
“نقاط قوة”
وُلدت دونتسوفا التي تبلغ من العمر 40 سنة، في سيبيريا. وهي الآن أم عازبة، لديها ثلاثة أطفال.
ليس لديها أي خبرة سابقة في السياسة على المستوى الفيدرالي أو الانتماء الحزبي.
بدأت مسيرتها الصحفية في مدينة رزيف التاريخية الواقعة على بعد حوالي 230 كيلومترًا غرب موسكو.
تعتقد دونتسوفا أن سنها، وجنسها، وافتقارها إلى الخبرة السياسية قد تصبح نقاط قوة في حملتها التي كانت متوقعة ضد بوتين.
قالت في حوار سابق مع صحيفة “ذا موسكو تايمز” الروسية، إن سنها وجنسها “ربما من أعظم مرتكزاتها في السباق الذي من المرجح أن يهيمن عليه الرجال الأكبر سنا والذين أمضوا عقودا يعملون في ظل الكرملين”.
وقالت دونتسوفا للصحيفة أيضا “أنا مختلفة لأنني منغمسة أكثر في الخطاب السياسي المحلي، وفي قضايا الحكم المحلي”.
وتابعت “من المهم بالنسبة لي أن أعيش مثل معظم الناس في هذا البلد.. أعايش همومهم ومشاكلهم”.
إصرار
على الرغم من أنها تشير إلى أنها “كانت دائما منغمسة في السياسة” من خلال مهنتها، إلا أن دونتسوفا قامت بأول نشاط سياسي لها في عام 2017 من خلال المشاركة في حملة شعبية محلية من أجل عودة الانتخابات المباشرة لرؤساء البلديات في رزيف.
تتذكر دونتسوفا تلك الفترة قائلة “عندما شعرت بالحاجة إلى القيام بشيء أكثر من مجرد مراقبة الأحداث كصحفية، فعلته”.
في عام 2019، تم انتخاب دونتسوفا لعضوية مجلس الدوما في مدينة رزيف.
وترى الصحيفة الروسية أن هذه التجربة “علّمتها النضال من أجل تحسين الإدارة المحلية في روسيا، وهو جزء أساسي من برنامج حملتها الانتخابية”.
حياد
لا تدعم دونتسوفا التي تبدو غريبة عن التيارات الرئيسية للحركات المناهضة لبوتين، أي جهة بعينها، وتأمل بدلا من ذلك، أن ينضم المزيد من المرشحين المستقلين إلى السباق ويحشدوا مؤيديهم للخروج للتصويت وكسر حاجز الصمت الذي دام لعقود.
“Yekaterina Sergeyevna, you are a young woman, you still have everything ahead of you. Any minus can always be turned into a plus. Any experience is still experience,” CEC chief Ella Pamfilova told Yekaterina Duntsova at the end of Saturday’s meeting.https://t.co/bOlGbaV8s0
— The Moscow Times (@MoscowTimes) December 23, 2023
عندما سُئلت عما إذا كانت خائفة من شن حملة سياسية في بلد يمكن أن يؤدي فيه مجرد إبداء الرأي إلى السجن، قالت دونتسوفا إنها مرت بجميع التجارب المخيفة في هذا المجال في روسيا “ولم تعد تشعر بأي شيء يخيف”.
أمل
تقول إن أطفالها الثلاثة أيضا يدعمون اختيارها، مشيرة إلى أن ابنتها البالغة من العمر 19 عاما كانت حريصة بشكل خاص على المساعدة في الحملة.
“أريد أن أبيّن أنه يمكن للمرء أن يذهب ويقاوم.. أريد أن أكون الأمل للآخرين”.
وفي حديثها السابق مع الصحيفة أصرت قائلة “أنا لست خائفة، والأهم من ذلك، أن عائلتي وأحبائي يدعمونني.. إنهم جاهزون، وأنا مستعدة أيضا”.
While the odds are very much stacked against her, the would-be candidate appears remarkably undaunted. 2/4 pic.twitter.com/3Bei2ydGav
— Novaya Gazeta Europe (@novayagazeta_en) December 15, 2023
ويسعى بوتين الذي يتولى السلطة منذ سنة 2000، بعد أن كان رئيسا للوزراء في عام 1999 إلى الفوز بولاية جديدة مدتها ست سنوات، وهو ما يُعد مسألة شكلية، بعد أن تم قمع المعارضة في السنوات الأخيرة.
ويقول الكرملين إن بوتين سيفوز لأنه يتمتع بدعم فعلي من المجتمع إذ تبلغ شعبيته في استطلاعات الرأي نحو 80 بالمئة.