تظاهرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة قبالة مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، ورفع المحتجون شعارات تطالب بمنح الأولوية لإعادة المحتجزين أحياء على الفور في صفقة تبادل وبأي ثمن، مطالبين حكومة بنيامين نتنياهو بـ”وقف القتال وبدء مفاوضات” مع المقاومة لتأمين الإفراج عنهم.
وطالب المحتجون المجلس المصغر لإدارة شؤون الحرب بالتحرك على الفور ووضع منحى جديد لصفقة تبادل أسرى واستعادة المحتجزين.
وهددت عائلات الأسرى بنقل اعتصامها من “ميدان الرهائن” إلى مدخل مقر وزارة الدفاع في حال لم يعلن مجلس الحرب عن منحى لاستعادة المحتجزين.
ووجهت العائلات انتقادات واسعة لأعضاء مجلس الحرب وقالوا في مؤتمر صحفي عقدوه في أعقاب الإعلان عن قتل الجيش الإسرائيلي 3 جنود أسرى لدى المقاومة يوم أمس إنهم حذروا مرارا من أن الحرب في غزة تعرض حياة المحتجزين للخطر، وإنهم أصبحوا يتلقون أبناءهم واحدا تلو الآخر بالتوابيت، وإن الوقت عامل حرج وكل دقيقة تؤثر على إمكانية استعادتهم.
وقالت نوام بيري ابنة الأسير حاييم بيري “لا نتلقى سوى الجثث، نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات”.
فيما قال روبي تشين والد إيتاي تشين (19 عاما) “يبدو الأمر كأنه لعبة الروليت الروسية، من سيكون التالي الذي يعلم بوفاة أحد أفراد أسرته؟ نريد أن نعرف ما هو الاقتراح المطروح على طاولة الحكومة”.
وأضاف “أخبرونا في البداية بأن العملية البرية ستعيد المخطوفين. إن الأمور لا تسير كذلك، لأنه مذاك عاد مخطوفون لكن ليس جميعهم أحياء، لقد حان الوقت لتغيير تلك الفرضية”.
رسائل حماس
تزامنا مع تلك المظاهرات المستمرة منذ أشهر اعتبر أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن “العدو” ما زال يقامر بحياة جنوده الأسرى لدى المقاومة “غير آبه بمشاعر عائلاتهم”.
واتهم أبو عبيدة جيش الاحتلال بأنه “تعمد بالأمس إعدام 3 منهم وآثر قتلهم على تحريرهم”.
وفي إطار الحرب النفسية التي تفوقت فيها كتائب القسام على جيش الاحتلال نشرت كتائب القسام صورة بشأن المحتجزين الإسرائيليين لديها وكتبت عليها باللغتين العربية والعبرية “الخيار لكم في توابيت أم أحياء”.
وفي السياق ذاته، خاطب القيادي في حماس أسامة حمدان عائلات الأسرى لدى المقاومة قائلا لهم “إن مغامرات نتنياهو قد لا تعيد أبناءكم أحياء أبدا، ومن يريد استعادة الجنود الأسرى أحياء عليه أولا أن يوقف العدوان كاملا، ثم يأتي لصفقة تبادل، وفق شروط المقاومة”.
تحمل مسؤولية
في أثناء ذلك، أعلن جيش الاحتلال مقتل محتجزة أخرى في غزة، وأنه أبلغ عائلتها بذلك.
وذكرت إذاعة الجيش أن عنبر هايمان، إحدى المحتجزات الإسرائيليات في غزة، والتي أسرت في حفل الطبيعة بمستوطنة راعم، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد قتلت.
وفي محاولة لامتصاص موجة الغضب المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي تجاه الجيش قال رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال إنه يتحمل شخصيا باعتباره قائد الجيش مسؤولية قتل المختطفين الثلاثة في غزة، وتعهد بفعل كل ما يلزم لعدم تكرار ذلك.
ووفق إحصاءات إسرائيلية تمكنت كتائب القسام في معركة طوفان الأقصى من قتل نحو 1200 إسرائيلي معظمهم من الجنود وأسرت نحو 239 بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري مع الاحتلال الذي يعتقل 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ ذلك الوقت يشن جيش الاحتلال عدوانا وحشيا على غزة خلّف 18 ألفا و800 شهيد و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية.