“برتقالة بيسان”.. هل تنجح “البالونات” في مواجهة سياسة التجويع بغزة؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 4 دقيقة للقراءة

وكأن الصواريخ والقذائف وهدم المجمعات السكنية على رؤوس قاطنيها وقتل وجرح عشرات الآلاف لا يكفي، إذ يواصل الاحتلال الإسرائيلي حرب تجويع ممنهجة بحق من بقي حيا في قطاع غزة المحاصر، بدعم أميركي وغربي واضح.

وعلى الرغم من تأكيد القاهرة أن معبر رفح مفتوح ولم يغلق قط، فإن شاحنات الإغاثة لا تستطيع الدخول إلى القطاع عبر المعبر الذي قصفته إسرائيل مرات عدة، في رسالة واضحة بأنها لن تسمح بدخول أي مساعدات من دون إذنها.

وتحدث كثير من الغزيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن التفاصيل المرعبة للتجويع الممارس بحق أهل غزة، حيث اشتكى كثيرون من غياب حتى ما يسد رمق الناس ويبقيهم على قيد الحياة.

استهداف الباحثين عن الخبز

بل إن جيش الاحتلال يحرص على استهداف المدنيين أثناء بحثهم عن الطعام والماء، وقصفهم في “طوابير” المخابز وفي الأسواق.

وسبق لـ”المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” أن أكد أن إسرائيل صعّدت بشكل حاد من “حرب التجويع” التي تمارسها بحق المدنيين في القطاع كأداة للإخضاع.

فقد استهدفت -بشكل مباشر- المخابز والمصانع والمحال التجارية والأسواق ومحطات وآبار وخزانات المياه، وقصفت المولدات الكهربائية ووحدات الطاقة الشمسية، التي تعتمد عليها المرافق الحيوية من منشآت تجارية ومطاعم ومؤسسات مدنية، للحفاظ على الحد الأدنى من عملها، في ظل انقطاع تام للكهرباء ونفاد الوقود.

@megan_b_rice

#feedgaza

♬ original sound – Megan Rice

برتقالة بيسان

“لقد رأيت بيسان وهي تأكل برتقالة وتقول إنها وجبة إفطارها، هذا أمر لا أستطيع تجاهله”، توضح ميغان رايس، الشابة الأميركية التي تألمت لضحايا مجازر الاحتلال في غزة، وتعجبت لثبات أهلها، ودشنت حملة لقراءة القرآن الكريم داخل الولايات المتحدة، ثم ما لبثت أن أعلنت اعتناقها الإسلام.

وبيسان هي ناشطة من غزة، اشتهرت -إلى جانب نشطاء آخرين- في العالم أجمع بمقاطع الفيديو والصور التي تنشرها على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تكشف تفاصيل الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، بدعم أميركي وغربي.

وأضافت رايس، في مقطع فيديو على حسابها بمنصة تيك توك، أنها فكرت في حل قد يساعد بعض الغزيين على مواجهة حرب التجويع الممنهجة الممارسة ضدهم، ويتمثل في إرسال بالونات طعام إليهم، تتحدى الحصار الخانق المفروض عليهم، وعجز شاحنات المساعدة عن الدخول عبر معبر رفح.

“لا تسخروا من مقترحي”، تقول ميغان رايس، متابعة “فقد رأيت هذا الحل وقد طبّقه ناشطون في كوريا الجنوبية لتقديم المساعدة لسكان في كوريا الشمالية”.

وبالفعل، اتبع ناشطون كوريون جنوبيون ضمن تنظيم “محاربون من أجل كوريا شمالية حرة” هذا الحل خلال سنوات لتقديم مساعدات إلى أبناء جلدتهم في كوريا الشمالية المجاورة، في ظل الانقطاع الكامل للعلاقات بين البلدين اللذين يعيشان تحت تهديد اندلاع حرب في كل وقت وحين.

النشطاء بكوريا الجنوبية استخدموا منذ سنوات بالونات بلاستيكية لإرسال مساعدات للسكان بكوريا الشمالية (رويترز-أرشيف)

بالونات بلاستيكية

وتتلخص الفكرة في استخدام بالونات بلاستيكية بسيطة لحمل مساعدات أساسية، من غذاء ودواء، وإطلاقها باتجاه كوريا الشمالية.

واستخدم “محاربون من أجل كوريا شمالية حرة” بكثرة هذه الوسيلة خلال فترة كورونا، حيث أرسلوا عشرات آلاف الأقنعة الواقية والأدوية والفيتامينات في تلك البالونات لتصل إلى داخل كوريا الشمالية.

Former North Korean defectors and anti-North Korea activists release balloons with anti-North Korea leaflets towards the North in Imjinkak pavilion, near the demilitarised zone (DMZ) separating the two Koreas in Paju, about 55 km (34 miles) north of Seoul, December 3, 2008. Dozens of activists, who demanded improvements of North Korea's human rights and the release of South Koreans abducted by the North, launched about 90,000 anti-Pyongyang leaflets in helium-filled balloons near the DMZ on Wednesday. REUTERS/Lee Jae-Won (SOUTH KOREA)
المساعدة تُربط إلى البالونات البلاستيكية وتُرسل باتجاه كوريا الشمالية وتنتهي بالسقوط داخلها (رويترز)

ويجرم القانون في كوريا الجنوبية منذ عام 2020 إرسال منشورات أو مساعدات غير مرخصة عبر الحدود، ويعاقب على ذلك بالسجن لمدة أقصاها 3 سنوات، أو غرامات قد تبلغ 27 ألفا و400 دولار.

وبالنسبة لميغان رايس، فإن مقترح استنساخ تجربة نشطاء كوريا الجنوبية مع غزة قد يبدو بالنسبة للبعض بسيطا أو ساذجا، لكنه على الأقل خطوة تستحق أن يفكر فيها، فالأهم هو أن تصل المساعدات لمن يحتاجها وبأقصى سرعة وبأي طريقة، وتتأكد إسرائيل أن حرب التجويع لن تنجح في إخضاع الفلسطينيين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + مواقع التواصل الاجتماعي

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *