تعهد الحوثيون في اليمن بمواصلة منع السفن المتجهة إلى إسرائيل من الملاحة في بحر العرب والبحر الأحمر، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة المطلوبة لحماية سفنها وقواتها.
وقالوا أيضا إن عملية استهداف سفينة -أمس الخميس- واحتجازها قرب الموانئ اليمنية جاءت بعد رفض طاقمها الاستجابة لنداءاتهم.
وأوضح الحوثيون “نفذنا عملية عسكرية بطائرة مسيرة ضد سفينة حاويات كانت متجهة إلى الكيان الإسرائيلي”.
وكان مصدر ملاحي يمني قال للجزيرة -الخميس- إن قوات الحوثيين أجبرت سفينة حاويات كانت متجهة إلى إسرائيل على تغيير مسارها، وإن السفينة المحتجزة في طريقها للمواني اليمنية.
وكانت هيئة التجارة البحرية البريطانية ذكرت أن جهة تصف نفسها بالبحرية اليمنية أبلغتها بأنها حوّلت مسار سفينة نحو سواحل اليمن.
من جانبها، قالت شركة الشحن الدانماركية “إيه بي مولر ميرسك” إن سفينة الحاويات التابعة لها “ميرسك جبل طارق” استُهدفت بصاروخ بينما كانت في طريقها من صلالة بسلطنة عمان إلى جدة في السعودية، وإن السفينة وطاقمها بخير.
ولم يتضح على الفور ما إذا كان الصاروخ قد أصاب السفينة أم لا. وقالت ميرسك في بيان “في هذا التوقيت، ما زلنا نعمل على التأكد من الحقائق المتعلقة بالحادث”.
ولاحقا، أعلنت هيئة التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت بلاغا عن نداء استغاثة لسفينة صعد عليها مجهولون قرب بوصاصو بالصومال.
إجراءات أميركية
من جهته، قال البنتاغون إنه سيتخذ كل الإجراءات اللازمة المطلوبة لحماية السفن والقوات الأميركية، مشيرا إلى أن ما وصفها بالمشكلة في البحر الأحمر ليست أميركية، بل دولية وتتطلب حلا دوليا.
وعلى صعيد متصل، قال مسؤول بالبنتاغون للجزيرة إنه رُصد إطلاق صواريخ صوب سفينة تجارية في محيط باب المندب.
وأضاف “لا معلومات بشأن تلقي سفننا الحربية نداء استغاثة من السفينة المستهدفة في باب المندب”.
ووقع الحادث قرب مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، حيث أعلن الحوثيون اليمنيون الثلاثاء الماضي مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي على ناقلة كيماويات نرويجية.
من ناحية أخرى، ذكر موقع غلوبس المختص بالاقتصاد الإسرائيلي أن تل أبيب أصدرت تعليمات للمواني الإسرائيلية بحجب بيانات سفنها القادمة والمغادرة، تجنبا لتعرضها للهجوم.
وذكر غلوبس أن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي أصدر تعليمات عاجلة إلى المواني، لإزالة المعلومات المتعلقة بوصول ومغادرة السفن من مواقعها الإلكترونية.
تحالف بحري
ويأتي ذلك بينما قال المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ إن الولايات المتحدة تريد تشكيل “أوسع تحالف بحري ممكن” لحماية السفن في البحر الأحمر.
ونقلت وكالة رويترز عن ليندركينغ قوله إن الولايات المتحدة تريد من التحالف متعدد الجنسيات أن يرسل “إشارة مهمة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتم التسامح مع تهديدات الحوثيين للشحن البحري الدولي”.
وأضاف أن الولايات المتحدة تهدف إلى توسيع قوة العمل البحرية الدولية الحالية لتصبح “تحالفا دوليا يخصص بعض الموارد لحماية حرية الملاحة”.
وفرقة العمل الحالية في البحر الأحمر وخليج عدن، والمعروفة باسم فرقة العمل المشتركة 153، هي تحالف يضم 39 دولة بقيادة نائب أميرال الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في البحرين.
وأوضح ليندركينغ بالقول “هناك تقييم نشط للغاية يجري في واشنطن حول الخطوات اللازمة لحمل الحوثيين على وقف التصعيد” داعيا هذه الجماعة اليمنية إلى إطلاق سراح طاقم السفينة غالاكسي ليدر التي احتجزتها في 19 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
وأحجم المبعوث الأميركي عن تحديد الدول أو عدد البلدان الأخرى التي تواصلت معها واشنطن للانضمام إلى التحالف الموسع، لكنه قال إنه يجب أن يكون “أوسع تحالف ممكن”.
ومن جانبه قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للصحفيين -الأسبوع الماضي- إن بلاده تجري محادثات مع دول أخرى بشأن قوة عمل بحرية “تضمن المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر” لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل.
تحذير إيراني
من جهتها، حذّرت إيران -أمس الخميس- من أن مثل هذه القوة ستواجه “مشكلات استثنائية”.
وحذّر وزير الدفاع العميد محمد رضا أشتياني الولايات المتحدة من تشكيل تحالف دولي في البحر الأحمر، مشيرا إلى أن المنطقة لم تعُد قادرة على تحمل المزيد من صراعات القوى، وأن “الجانب الأميركي لا يمكنه القيام بمثل هذه الخطوة”.
وقال أشتياني “الأميركيون إذا أرادوا ارتكاب مثل هذا الحماقة فسوف يواجهون مشكلات هائلة. كل الدول موجودة في هذه المنطقة وهي منطقتنا نحن”.
وأكد الوزير الإيراني أن بلاده لديها سيطرة على تلك المنطقة، وأنه لا يستطيع أحد على الإطلاق المناورة فيها.
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هدد زعيم الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي -خلال خطاب تلفزيوني- باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
وأعلن الحوثيون، في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الاستيلاء على سفينة الشحن غالاكسي ليدر، المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي بالبحر الأحمر، واقتيادها إلى الساحل اليمني، تضامنا مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حسب المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع.
وتوعّدت جماعة الحوثي مرارا باستهداف السفن التي تملكها أو تشغلها شركات إسرائيلية، تضامنا مع فلسطين، ودعت الدول إلى سحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن.