بعد 10 سنوات من معركة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، عادت إسرائيل لخوض معركة جديدة في الحي الذي سبق وأن سلبها 70 جنديا وأسيرا لم يعد أبدا، هو شاؤول آرون.
ففي الثامن من يوليو/تموز 2014، دخلت القوات الإسرائيلية حي الشجاعية بعدما اخترقت السياج الفاصل شرقي مدينة غزة، لكن الطريق لم تكن سهلة قط، حيث بدأت الخسائر تتراكم في صفوف الجنود بعد ساعات قليلة من التوغل.
وبعد 14 يوما استدرجت قوة من كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قوة إسرائيلية إلى كمين مركب فقتلت 14 من عناصرها وأسرت الجندي شاؤول آرون.
وصبيحة هذه العملية، شنت إسرائيل غارات جوية عنيفة على الحي فقتلت أكثر من 70 فلسطينيا نصفهم من النساء والأطفال، غير أن كتائب القسام لم تلبث أن هاجمت موقع ناحل عوز العسكري في غلاف غزة عبر أحد الأنفاق فقتلت 10 جنود.
وانتهت هذه الحرب بمقتل 70 جنديا إسرائيليا وإصابة عشرات آخرين من بينهم قائد لواء جولاني غسان عليان الذي خرج من الحرب بأثر دائم في وجهه، ثم ما لبث أن غادر منصبه العسكري والتحق بعمل إداري في الضفة الغربية.
وبعد 9 سنوات من هذه الحرب، عادت إسرائيل إلى الشجاعية من جديد حيث بدأت التوغل فيها خلال الأيام الأولى للحرب البرية التي شنتها ردا على عملية “طوفان الأقصى”.
وفي الأيام الأولى للتوغل داخل الجزء الشرقي لمدينة غزة، خسرت إسرائيل 10 عسكريين بينهم عقيد وضباط وجنود خلال يوم واحد في الشجاعية وحدها حتى مساء الأربعاء.
ونشرت القسام مشاهد اشتباك مقاتليها مع جنود الاحتلال وآلياته في الشجاعية، في حين نشر الإسرائيليون ما قالوا إنه قتال من المسافة صفر دون ظهور أي من مقاتلي المقاومة.
وفي حين تظل الشجاعية عنوانا لقتال عنيف متجدد بين المقاومة والاحتلال، فإن جنودا إسرائيليين حاربوا في هذا المكان يقولون إن نظرتهم للحرب قد تغيرت تماما بسبب ما عاشوه فيه.
وقال أحد هؤلاء الجنود إنها المرة الأولى التي يخوض فيها حربا كهذه، مؤكدا أنه عاش “توصيفا جديدا لمعنى الخوف”. وقال آخر إنهم أدركوا داخل الشجاعية أنهم ليسوا “سوبر مان” كما كانوا يعتقدون، حسب تعبيره.
وقال جندي ثالث إنهم كانوا شبابا لا يعرفون ما هو معنى القتال، وإنه أدرك بعدها أن الحرب ليست هي الخيار الصحيح وإنه يجب عدم التسرع نحوها.