فائزون بجائزة الشيخ حمد للترجمة يثمنون دورها في تعزيز التفاهم والحوار بين الثقافات

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

ثمن عدد من الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها التاسعة دور الجائزة في تعزيز الحوار بين الثقافات، مما يسهم في إرساء السلام العالمي.

في هذا المقال

وأكدوا، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية، أن الجائزة تسهم في تحقيق التعددية الثقافية، فضلا عن نشر الإبداع العربي إلى لغات العالم، ونقل المعارف والأفكار من لغات العالم إلى العربية.

وقال المترجم الإسباني خايمي سانشيث راتيا، الذي يعمل مترجما بمقر الأمم المتحدة في جنيف، والفائز بالمركز الأول في فئة الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإسبانية عن ترجمة كتاب “أخبار أبي تمام” لمحمد بن يحيى الصولي “إن أثر جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي كبير في تحقيق التفاهم الدولي، خاصة أن دولة قطر لها إسهام كبير في تعزيز الحوار وتعزيز التفاهم خلال دورها كوسيط دولي في مختلف النزاعات الدولية”.

وأشار إلى أن الكتاب الفائز تم اختياره انطلاقا من حبه للتراث العربي، موضحا أن الكاتب أبو بكر محمد بن يحيى الصولي دافع فيه عن أسلوب البديع وعن شاعرية أبي تمام، راسما صورة نابضة للحياة الأدبية في بغداد وسامراء، مع ذكر العديد من القصص الطريفة، وهو ما يحببه في التراث العربي، خاصة الشعر.

تراث ثري

وأكد أن التراث العربي غني وثري بالمواد التي يمكن نقلها إلى القارئ باللغة الإسبانية، وهو ما اشتغل عليه، إذ نقل إلى الإسبانية العدد من كتب التراث، من أبرزها “طوق الحمامة” لابن حزم الأندلسي.

من جهتها، قالت المترجمة الدكتورة يمنى طريف الخولي أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة، والفائزة بالمركز الثالث (مكرر) في فئة الترجمة من الإنجليزية إلى العربية عن ترجمة كتاب “الإسلام والمواطنة الليبرالية بحثا عن إجماع متشابك” لأندرو ف. مارش إن أجمل ما في جائزة الشيخ حمد للترجمة أنها لم تتعامل مع الترجمة كفعل آلي أو نشاط أكاديمي فحسب، بل تعمل على تعزيز وإثراء الحوار العالمي، من أجل تثبيت ثقافة التعددية الثقافية والاعتراف بالآخر، مثمنة دور الجائزة في تقدير المبدعين من المترجمين، مما يعطي دافعا للاستمرار نحو العطاء.

وأوضحت أن الجائزة تعلي قيما مجيدة من إعلاء الحوار بين الحضارات، وقد استطاعت أن تبثها في أعماق الوعي العربي.

وأضافت أستاذة الفلسفة “هذه الجائزة تعتبر الـ19 في مسيرتي العلمية، لكن هي الأجمل والأفضل بالنسبة لي، كونها تسهم في إثراء التعددية الثقافية، وهي القضية التي كرست لها حياتي العلمية، فضلا عن أنها من دولة تنتهج هذا النهج عالميا، وتعلي قيم الحضارة الإسلامية والعربية في الدوحة وتفيء على العالم في ظل التعددية الثقافية المؤكدة للهوية العربية الإسلامية”.

وأشارت إلى أن الكتاب الفائز يعتبر جزءا من هذه الجهود، حيث سبر الكاتب أغوار الليبرالية السياسية وتطوراتها، كما تعمق في تراث الحضارة الإسلامية وظواهرها الراهنة.

من جهته، أشاد الإسباني بيدرو بوينديا بيريث، أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة مدريد، والفائز بالمركز الثالث (مكرر) في فئة الترجمة من العربية إلى الإسبانية عن ترجمة كتاب “التربيع والتدوير” للجاحظ، في حديث لوكالة الأنباء القطرية، بدور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الانطلاق نحو الثقافات واللغات المختلفة لإقامة حوار ثقافي هادف، ينقل العالم من خلال النخب الثقافية إلى تفاهم وسلام عالمي.

وأكد اعتزازه بالتراث العربي، والذي وصفه بأنه يمثل جزءا من الهوية الإسبانية، حيث الماضي المشترك مع العرب، وبالتالي هناك ضرورة للاهتمام به من قبل المترجمين في إسبانيا، كون العربية من أهم الحضارات التي عرفتها البشرية، ولا يمكن إغفال دورها في مسيرة الحضارة الإنسانية، كما أن لها فضلا على باقي ثقافات العالم.

وأوضح أن اختياره لكتب التراث يرجع لعمقها وغناها بالأفكار، مشيرة إلى أنه لا يجد حرجا في نشر مثل هذه الأعمال للقارئ، لأن هذه الكتب لها طبيعة خاصة، وتحتاج إلى مثقف، وبالتالي “دورنا بوصفنا مترجمين هو تبسيط هذه الكتب ونقلها إلى مجتمعاتنا في صورتها الحقيقية ليفهم القارئ هذا التراث العربي الثري”.

دور حضاري

من جانبه، أعرب المترجم المصري مارك جمال الفائز بالمركز الأول، في فئة الترجمة من الإسبانية إلى العربية عن كتاب “خريف البطريرك” لغابرييل غارسيا ماركيز، عن سعادته بالجائزة، مثمنا دورها الحضاري في إثراء الثقافة الإنسانية، وإقامة حوار عبر مختلف اللغات.

وقال جمال “إن جائزة الشيخ حمد للترجمة واحدة من جوائز الترجمة المرموقة على مستوى العالم، وليس فقط في العالم العربي، وبالتالي فإن الحصول عليها تأكيد على جهد المترجم وتقديره، خاصة في ظل كثير من التحديات التي تواجه المترجمين، وخاصة عن الإسبانية، مثل نقص المراجع ونقص الدعم المعنوي والأدبي، لذا يأتي دور الجوائز المرموقة في دعم هذه الجهود، مما يعطي المترجم دفعة معنوية وأدبية يستطيع أن يستثمرها في إنتاج وتقديم المزيد من الترجمات”.

وأضاف جمال الذي يقيم في إسبانيا “بدأت منذ سنوات مشروع ترجمة أعمال لكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، أحد أهم كتاب اللغة الإسبانية، والفائزة بجائزة نوبل للآداب عام 2010، وقدمت بالفعل 3 من أعماله إلى اللغة العربية عن الإسبانية، وأسعى لترجمة سائر أعماله التي لم تترجم إلى العربية، وهو مشروعي الحالي والمقبل”، معربا عن أمله في أن يكرس هذا الجيل من المترجمين من أقرانه الشباب جهودهم والسير على خطا المترجمين الأوائل الكبار، الذين مهدوا الطريق لتقديم مشروعات أدبية وفكرية تستحق أن ننقلها إلى لغتنا العربية.

يذكر أن جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي التي انطلقت عام 2015 من أكبر الجوائز المخصصة للترجمة من اللغة العربية وإليها على المستوى العالمي، وتستهدف البارزين في حقل الترجمة، سواء أكانوا أفرادا أم مؤسسات، لتكريم الإنجاز والجهود طويلة الأمد المبذولة في مجال الترجمة، وتقدير دور الفاعلين في هذا المجال في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين شعوب العالم، ومد جسور التواصل بين الأمم، وإشاعة التنوع، والتعددية والانفتاح.

وتبلغ قيمة الجائزة مليوني دولار، وتتوزع على 3 فئات: جوائز الترجمة في اللغتين الرئيسيتين (الكتب المفردة): 800 ألف دولار، وجائزة الإنجاز في اللغتين الرئيسيتين: 200 ألف دولار، وجوائز الإنجاز في اللغات الفرعية المختارة مليون دولار.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *