واشنطن ترد على تقارير استخدام إسرائيل قنابل فسفورية أميركية الصنع

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 10 دقيقة للقراءة

“القبض على يحيى السنوار حيا أو ميتا” هدف العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة خان يونس حسبما نقل موقع “أكسيوس” الأميركي عن مسؤول عسكري إسرائيلي، الاثنين.

وبينما اعتبر المسؤول أن الهدف “ممكن”، و”سيؤدي إلى إضعاف معنويات كتائب الحركة” يتحدث مراقبون وخبراء عسكريون لموقع “الحرة” عن أبعاد “صورة” قد تنعكس على مسار الحرب.

وبعد أكثر من شهرين من مهاجمة مواقع الحركة يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن “القضاء على السنوار ومعاونيه المقربين من شأنه أن يؤدي إلى تسريع الانهيار العسكري لحماس وإنهاء الحرب”، وفق “أكسيوس”.

ورغم أنهم “لن يقولوا ذلك علنا” يعتقد المسؤولون أيضا أن تحقيق ذلك “يمكن أن يساعد في استعادة الثقة في رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو”.

وبعدما انتهت الهدنة الأخيرة، كان الجيش الإسرائيلي قد حوّل عملياته إلى جنوب قطاع غزة، وبدأ بعمليات توغل أخذ طابعا ضيقا باتجاه مدينة خان يونس، وتمكن من الدخول إلى أحيائها خلال الأيام الماضية، حسب ما أعلن مسؤولوه.

وبموازاة ذلك، استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في شمالي القطاع، وخاصة في منطقة جباليا والشجاعية، التي تشهد “مواجهة أكثر شراسة”، وأسفرت خلال الأيام الماضية عن قتلى الجيش الإسرائيلي.

لماذا العين على السنوار؟

تعتقد المخابرات الإسرائيلية، كما جاء في تقرير “أكسيوس”، أن السنوار هرب من مدينة غزة في وقت مبكر من الحرب، واختبأ في أنفاق حماس تحت مدينة خان يونس الجنوبية.

ويتزعم السنوار حركة حماس منذ عام 2017، ومنذ اليوم الأول لهجوم السابع من أكتوبر كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيشت، قد وصفه بأنه “ميت يمشي على الأرض” في إشارة إلى أن إسرائيل مصرة على قتله.

ورغم اختفائه عن مشهد الحركة سواء بالتصريحات أو الظهور كما القادة السياسيون أشارت الكثير من التقارير الغربية والإسرائيلية إلى أن “السنوار كان قد لعب دورا أساسيا في المفاوضات المتعلقة بالرهائن”، وحتى أنه “القرار كان محكوما به”.

ويوضح إيال عليما، وهو خبير عسكري وأمني إسرائيلي، أن العمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في خان يونس وجنوب القطاع تختلف بشكل كبير عن تلك التي يقوم بها شمالا، ويرتبط ذلك بـ”اعتبار الكثافة السكانية”.

ويشير عليما إلى خارطة “المربعات السكنية” التي أعلنت عنها إسرائيل في أعقاب الهدنة في جنوب غزة، وإلى “المباني الأكثر انخفاضا والأراضي الزراعية”.

ويقول لموقع “الحرة” إن “هذه الاعتبارات تجعل من العمليات الدائرة الآن في خان يونس وأساليب القتال مختلفة”.

ولا يهدف التوغل في خان يونس في الوقت الحالي إلى “القضاء على السنوار بشكل خاص، بل يأتي ضمن العملية البرية الشاملة في غزة، بهدف القضاء قدر المستطاع على قدرات حماس القتالية”، حسب عليما.

ومع ذلك يضيف: “بلا شك أن تصفية السنوار هدف لهذه المعركة كما هو الأمر بالنسبة لقيادة حماس بشكل عام، ولكن كل هذه الأمور تندرج ضمن سياق المعركة البرية في القطاع”.

ويعتقد كاتب العمود في صحيفة “هآرتس”، عكيفا إلدار أن “تركيز الجيش الإسرائيلي على هدف السنوار حيا أو ميتا تقف ورائه صورة نصر يحاول نتانياهو رسمها”.

وبعد تحقيق ذلك سيتجه رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى “إنهاء الحرب”، كما يتوقع الكاتب في حديث لموقع “الحرة”.

ويضيف إلدار: “السنوار يقارنه الشعب الإسرائيلي بهتلر وأصبح رمزا للشر”، في إشارة منه إلى الأسباب التي تقف وراء وضع زعيم حركة حماس كهدف أساسي للحملة.

وخلال الساعات الـ24 الماضية أعلن الجيش الإسرائيلي عن 7 قتلى من عناصره، وجاء ذلك بعدما قال إن العمليات التي ينفذها تعتبر “الأكثر شراسة”، إن كان في شمال القطاع أو جنوبه.

كما جاء ذلك بعدما شقت دبابات إسرائيلية، الأحد، طريقها إلى وسط خانيونس، أكبر مدن جنوب غزة، وما تبع ذلك، الاثنين، من إعلان “كتائب القسام” استهداف مجموعة عناصر على أحد محاور التوغل.

“شارة النصر”

ويقول مسؤولون إسرائيليون إن السنوار، 61 عاما، خطط لهجوم 7 أكتوبر المميت مع مجموعة صغيرة من المقربين، بما في ذلك محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، ومروان عيسى، نائب الأخير، وفق “أكسيوس”.

وتعود أصول السنوار والضيف إلى خان يونس، وبينما يرى ديفيد دي روش وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن “أهداف إسرائيل المعلنة في غزة تتلخص في تدمير حماس كمنظمة عسكرية” يشير إلى أن “التدمير له معنى محدد للغاية من الناحية العسكرية”.

ويبدو من غير المرجح في الوقت الحالي أن تتمكن إسرائيل من القضاء تماما على حماس كمنظمة فاعلة، في وقت يبرز تحدي أمامها في “التوصل إلى تعريف مقبول لحملتها العسكرية”، وفق دي روش.

ولذلك يقول لموقع “الحرة” إن نتانياهو يسعى إلى تثيبت “فكرة الانتصار واستعادة الردع بمحاولة قتل السنوار والقادة الآخرين الكبار”.

ومنذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية في غزة “تم الالتفاف حول مصطلح القضاء على حماس”، وفق ما يقول الباحث السياسي الفلسطيني، الدكتور ماجد عزام، ويوضح أنه “تم تحريف المصطلح والتلاعب به لأكثر من مرة”.

وبموازاة ذلك، يضيف عزام لموقع “الحرة” أن “إسرائيل عملت على إيقاع نكبة في غزة، وصلت إلى حد إعادتها إلى ما قبل النهضة الصناعية قبل قرون، كما أشار سابقا المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان”.

وتبدو العملية الحالية في خان يونس “ضيقة” ولا تأخذ حيزا جغرافيا واسعا، رغم أن القصف الذي يتم تنفيذ “أسوأ مما كان عليه في الشمال” كما يرى عزام.

ويضيف أن “إسرائيل تحاول رفع شارة نصر من وراء هدف قتل السنوار، بعدما فشلت في مشفى الشفاء وشمال غزة، التي يواجهون فيها مقاومة عنيدة في جباليا وحي الشجاعية”.

وكانت حماس جددت تهديدها، الأحد، بأن أيا من الرهائن الذين تحتجزهم “لن يغادر غزو على قيد الحياة مالم يتم تلبية جميع مطالبها”.

وتشمل هذه المطالب إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن كافة السجناء الأمنيين الفلسطينيين، بما في ذلك أولئك الذين تم أسرهم في السابع من أكتوبر، حسب تقرير لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وتقول الصحيفة بعبارة أخرى أن “ثمن حرية الرهائن أن تعيش حماس”، وهو ما يتعارض مع ما تريده الحكومة الإسرائيلية بالقضاء التام على الحركة وقتل قادتها الكبار.

وتتسبب العملية البرية في خسائر “لا تطاق في أراوح الجنود الإسرائيليين”، كما أن حياة الآخرين “باتت على المحك في جهود لا هوادة فيها وعالية المخاطر لتأمين إطلاق سراح الرهائن”، كما أشار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي في مقابلة تلفزيونية مع القناة 12، السبت الماضي.

وتضيف “تايمز أوف إسرائيل” أن “زعيم حماس في غزة الذي تحدث إلى بعض الرهائن المفرج عنهم الآن وربما يحتفظ بآخرين على مقربة من أجل حمايته فر من مدينة غزة جنوبا إلى خان يونس في قافلة إنسانية”.

وفي تقدير هنغبي فإن “السنوار سيرغب في القتال حتى النهاية”، وقال إنه “إذا كان من الممكن قتله (وهذه هي الخطة) فقد يميل خلفاؤه إلى تجنب نفس المصير، مما يؤدي إلى إنهاء الحرب وعودة الرهائن”.

ماذا عن مسار الحرب؟

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو قال الأربعاء الماضي إن الجيش الإسرائيلي حاصر منزل السنوار في خان يونس لكن زعيم حماس لم يكن هناك، مضيفا: “يمكنه الهرب والاختباء لكننا سنقبض عليه”.

وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الاثنين أنه خلال مفاوضات الرهائن الأخيرة، قطع السنوار التواصل لعدة أيام للضغط على إسرائيل للموافقة على وقف مؤقت يمنح حماس الوقت لإعادة تجميع صفوفها، وفقا لوسطاء مصريين.

الصحيفة أوضحت أن السنوار تعمد إطلاق سراح الرهائن على دفعات كل يوم، وليس دفعة واحدة، مما خلق شعورا يوميا بالقلق في المجتمع الإسرائيلي.

وقال السنوار للمفاوضين المصريين منذ ذلك الحين إن الحرب في غزة لن تنتهي بسرعة، ويمكن أن تستمر لأسابيع، مما يشير إلى أنه يريد الضغط قدر استطاعته على إسرائيل من خلال بقية الأسرى، حسب “وول ستريت جورنال”.

ويستبعد الباحث الفلسطيني عزام أن توقف إسرائيل حربها في غزة بمقتل السنوار، مرجحا في حال حققت ذلك أن تلجأ إلى “تخفيف عمليتها والاكتفاء بتوغلات برية وعمليات موضعية كما تعمل في الضفة الغربية”.

ويرى الباحث أن المشكلة في غزة لا تتعلق بحماس بل بـ”صباح اليوم التالي والقضية الفلسطينية ككل”، مشيرا إلى أن “الحركة تأسست منذ 30 عاما والقضية الفلسطينية قبلها بعقود”.

ويقول: “إسرائيل تكرر في غزة ما فعلته في عدوان السور الواقي في الضفة. تعمل على قتل المظاهر السلطوية لإضعاف السلطة نفسها. الأمر لا يتعلق بالقضاء على حماس بقدر القضاء على أي كينونة سلطوية للشعب الفلسطيني”.

ولا يعتقد المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآف شتيرن أن “هناك صلة بين مقتل السنوار إذا ما حدث وبين انتهاء المعركة أو تحقيق النصر لإسرائيل”.

ويقول لموقع “الحرة”: “إسرائيل راغبة بدخول خان يونس لأن المدينة معقل حماس في جنوب غزة، ولديها نية في تدمير المنشآت التابعة للحركة كما فعلت شمالا”.

“إسرائيل تصل وستصل إلى كل المناطق في غزة حتى لو كانت مكتظة بالسكان”، حسبما يضيف شتيرن، ويعتبر في تعليقه على الهدف المتعلق بزعيم حماس بقوله: “وجود السنوار في خان يونس يعني إن إسرائيل معنية بالدخول للمدينة بشكل خاص”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *