إذ بات الحصول على الطعام في قطاع غزة عملا شاقا وصعبا، قد يكلف المرء حياته.
هذا ما وصل إليه حال الغزيون مع تفاقم أوضاعهم الإنسانية ودخولها مرحلة غير مسبوقة، مع استمرار التصعيد الإسرائيلي الذي استهدف كل مقومات الحياة في القطاع.
إنها أيام مختلفة واستثنائية يعيشها أهالي غزة اختفت فيها كل طقوس موائد الطعام بسبب الحرب. إذ بالكاد يحصلون على وجبة واحدة في اليوم، وأحيانا لا يحالفهم الحظ في الحصول عليها.
أوضاع تعالت على إثرها أصوات منظمات الإغاثة لتدق ناقوس الخطر من سقوط القطاع المدمر في جحيم المجاعة.
ويصف سعيد الرملاوي، وهو من سكان غزة الوضع قائلا: “أصبحت الحياة صعبة بالنسبة لنا خاصة أمام نقص الماء والطعام إلى جانب ارتفاع ثمن الدقيق”.
وبالقرب من مخيم البريج وسط قطاع غزة، ينتظر مئات الفلسطينيين لساعات، ومنهم من يقضي أيام خارج مركز لتوزيع المساعدات تابع للأمم المتحدة، للحصول على الدقيق.
وقال عبد السلام المجدلاوي، وهو أحد السكان: “أتيت إلى هنا على أمل أن أتمكن، بعد انتظار دام أسبوعين، من الحصول على بعض الطحين لإعالة أسرتي المكونة من سبعة أفراد.. في بعض الأحيان نأتي وننتظر ما بين 5 إلى 6 ساعات ثم نعود بلا شيء”.
وتضيف نوال مسلم:” أرتاد يوميا مركز المؤن معرضةَ حياتي لخطر القصف على أمل الحصول على ما يرضي أطفالي الذين يتضورون جوعاً منذ أيام”..”.
غلاء الأسعار
حرب أخرى يواجهها سكان القطاع، وهي غلاء أسعار بعض السلع بشكل جنوني في حال توفرها، في ظل شح إمدادات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وفي ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية، تتزايد الأصوات الدولية لإدخال مزيد من المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة، وتجنب مزيد من التدهور والوقوع في براثن سيناريو أكثر رعبا، وهو جحيم الجوع أحد أسلحة الحرب الفتاكة.
وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية، قال الناطق باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أحمد جبريل:
• اقتصرت المنظمات الدولية منذ اليوم الأول للعدوان على قطاع غزة على النداءات فقط.
• قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاهلت لنداءات المنظمات الدولية.
• تعطل كل المراكز الصحية في شمال غزة وخروجها عن العمل كليا.
• تفاقم الكارثة الإنسانية بانتشار الأمراض والأوبئة.
• ما يحصل عليه قطاع غزة من مساعدات لا يسد حاجياته الفعلية.
• معاناة مراكز الإيواء في تلبية حاجيات النازحين إليها أمام قلة كمية المساعدات التي تصلها.
• ما تفرضه قوات الاحتلال في المعابر يعرقل عملية التسريع في مد القطاع بالمساعدات الإنسانية اللازمة لها.
• لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة.
• إذا ما تم ترحيل الأهالي من جنوب القطاع إلى مراكز إيواء أكثر ضيقا في منطقة رفح، فإن الأمر سيزيد في تفاقم الأزمة بحيث يصعب السيطرة على ما يمكن أن ينجر عنه.