كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية -بتقرير نشرته اليوم الأحد- عن أرقام استخبارية تظهر أن إسرائيل أسقطت خلال أول 45 يوما من الحرب أكثر من 22 ألف قنبلة على قطاع غزة كانت مقدمة من الولايات المتحدة، مؤكدة أن واشنطن لا تجري أي تقييم بالوقت الحالي لالتزام إسرائيل بقوانين الحرب.
وقالت الصحيفة إن مسؤولي الإدارة الأميركية أجروا نقاشات مكثفة مع نظرائهم الإسرائيليين للتأكد من فهمهم لالتزامات تل أبيب بالقانون الإنساني الدولي، لكنهم أقروا بأن الولايات المتحدة لا تجري تقييمات فورية لالتزام إسرائيل بتلك القوانين.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك يأتي بالرغم من أن قوانين الإدارة الأميركية تنص على عدم تزويد البلاد الأجنبية بالأسلحة حين ترى واشنطن أن هناك انتهاكا للقانون الدولي.
وقال مسؤول أميركي للصحيفة إن واشنطن غير قادرة على تقييم امتثال إسرائيل للقوانين الدولية بسبب عدم قدرتهم على الوصول إلى المعلومات الاستخبارية التي تستخدمها القوات الإسرائيلية للتخطيط لهجماتها، ولعدم معرفتهم بنوايا قادة تل أبيب، وفق قوله.
دعم بآلاف القنابل
وأكدت الصحيفة أن الأسلحة الأميركية لعبت دورا مركزيا بالحرب الإسرائيلية على غزة.
وأضافت أن الأرقام الاستخبارية التي أُرسلت للكونغرس كشفت أنه خلال أول شهر ونصف من الحرب زودت أميركا إسرائيل بما لا يقل عن 15 ألف قنبلة، بما في ذلك حوالي 907 كيلوغرامات من القنابل الخارقة للتحصينات، وأكثر من 50 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 مليمترا.
كما قال المسؤولون للصحيفة إن إدارة بايدن لم ترفض أي طلب عسكري لإسرائيل، ولم يتم التفكير بقطع المساعدات العسكرية عنها.
وشدد المسؤولون على أن الإدارة الأميركية تعتقد أن بإمكانها التأثير بشكل أفضل على معاملة إسرائيل للمدنيين في القطاع إذا حافظت على دعمها القوي لتل أبيب، وفق ما نقلت عنهم الصحيفة.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية صرحت الأسبوع الماضي أنها لم تر أي دليل على أن إسرائيل تقتل المدنيين عمدا خلال حربها على قطاع غزة، وسط استمرار تدفق الأسلحة الأميركية لها وارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتزداد الانتقادات الداخلية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن تزويدها لتل أبيب بالأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين في القطاع المحاصر الذي يواجه عدوانا إسرائيليا منذ شهرين.