غزة.. الدعم الأميركي لإسرائيل أطال أمد الحرب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

واشنطن- بعد أقل من 24 ساعة على استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، استعانت إدارة الرئيس جو بايدن بسلطة الطوارئ للسماح بالتسليم الفوري لحوالي 14 ألف قذيفة دبابة إلى إسرائيل، متجاوزة مراجعة الكونغرس.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، السبت، أن الرئيس بايدن استخدم سلطة الطوارئ للسماح ببيع قذائف الدبابات إلى إسرائيل دون مراجعة الكونغرس. واستخدمت وزارة الخارجية، الجمعة، إعلان الطوارئ لتصدير قذائف دبابات بقيمة 106.5 مليون دولار وتسليمها فورا إلى إسرائيل، بحسب بيان للبنتاغون.

كما طلبت إدارة بايدن، الجمعة، من الكونغرس الموافقة على حزمة أكبر من الأسلحة تقدّر قيمتها بأكثر من 500 مليون دولار، وتتألف من 45 ألف قذيفة لدبابات ميركافا الإسرائيلية التي تستخدم على نطاق واسع في الهجوم الإسرائيلي البري الموسع على قطاع غزة.

وعلى الرغم من استشهاد ما لا يقل عن 17 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 40 ألفا آخرين، يؤكد المسؤولون الأميركيون أنه لا توجد خطط لوضع شروط على المساعدات العسكرية لإسرائيل أو النظر في حجب بعضها.

وأعربت منظمات حقوقية عن قلقها إزاء عملية بيع وشحن أسلحة لإسرائيل، مبيّنة أنها لا تتماشى مع جهود واشنطن للضغط على إسرائيل لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.

وطبقا لبيان البنتاغون، قدم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تبريرا مفصلا للكونغرس بأنه يجب تقديم قذائف الدبابات فورا إلى إسرائيل من أجل خدمة مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

وقال بلينكن “إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل، ومن الضروري للمصالح الوطنية الأميركية مساعدة إسرائيل على تطوير قدرة قوية وجاهزة للدفاع عن النفس، والحفاظ عليها. وهذا البيع المقترح يتوافق مع تلك الأهداف، وستستخدم إسرائيل القدرة المعززة كرادع للتهديدات الإقليمية ولتعزيز دفاعها عن الوطن”.

بلينكين: تقديم قذائف الدبابات لإسرائيل من أجل خدمة مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة (الفرنسية)

الفيتو والدعم الأميركي

في بيان تبرير استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع مجلس الأمن الدولي تبني قرار ملزم بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ادعى الوفد الأميركي أن الوضع الإنساني في غزة يمثل أولوية لإدارة جو بايدن، وذلك على الرغم من غياب أي رغبة في واشنطن لمطالبة إسرائيل بوقف القتال، أو الالتزام بقواعد القانون الدولي وحماية المدنيين، أو فرض إطار زمني لوقف العدوان.

من جانبه، غرد تريتا بارسي، نائب رئيس معهد “كوينسي للسياسات”، والمحاضر بجامعة جورج تاون في واشنطن، على منصة “إكس” بالقول “أخبرني دبلوماسي في الاتحاد الأوروبي أنه بالنظر إلى وتيرة قصف غزة، كان سيتعين على إسرائيل إنهاء الحرب في غضون أيام إذا لم تجدد الولايات المتحدة ترسانة إسرائيل. لذا فإن بايدن مسؤول بشكل مباشر عن مقتل المدنيين في غزة، خاصة أنه يتجاوز الكونغرس للإسراع بنقل الأسلحة إلى إسرائيل”.

وأشار تقرير صدر يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني، عن خدمة أبحاث الكونغرس، وهو الجهة البحثية التي تمد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بما يحتاجون من دراسات ووثائق، إلى تسريع إدارة بايدن شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول الماضي. ومن أهم ما وصل إسرائيل:

  1.  قنابل صغيرة القطر (250 رطلا).
  2.  صواريخ اعتراضية لتجديد القبة الحديدية الإسرائيلية (نظام قصير المدى مضاد للصواريخ وقذائف الهاون والمدفعية تدعمه الولايات المتحدة).
  3.  ذخائر الهجوم المباشر المشترك (JDAMs) – مجموعة تحول الأسلحة غير الموجهة إلى قنابل موجهة.
  4.  قذائف مدفعية عيار 155 مليمترا.

وقال التقرير إن إدارة بايدن شحنت أيضا 2000 صاروخ هيلفاير موجه بالليزر لطائرات الهليكوبتر الهجومية الإسرائيلية من طراز أباتشي، إلى جانب 36000 طلقة من الذخيرة عيار 30 مليمترا لإطلاقها بواسطة مدفع الأباتشي.

ويشير التقرير نفسه إلى طلب إسرائيلي من الولايات المتحدة الحصول على:

  • 57000 قذيفة مدفعية شديدة الانفجار عيار 155 مليمترا.
  • و20000 بندقية من نوع (M4A1).
  • 5000 جهاز رؤية ليلية.
  • 3000 ذخيرة من طراز (M141).
  • 400 قذيفة هاون عيار 120 مليمترا.
  • 75 مركبة تكتيكية خفيفة مشتركة تابعة للجيش ومشاة البحرية.

المصالح ضد المبادئ

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يقبع فيه طلب الرئيس جو بايدن حزمة مساعدات بقيمة 106 مليارات دولار لأوكرانيا وإسرائيل دون تقدم في الكونغرس بسبب خلافات حول تضمينه سياسة الهجرة الأميركية وأمن الحدود الجنوبية مع المكسيك.

وتحدث بعض المشرعين الديمقراطيين عن جعل المساعدة الأميركية المقترحة البالغة 14.3 مليار دولار لإسرائيل مشروطة بخطوات ملموسة تتخذها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحد من الخسائر في صفوف المدنيين في غزة خلال الحرب مع حماس.

في هذه الأثناء، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية جوش بول، الذي أشرف على مبيعات الأسلحة الأميركية لعقود، إن القرار الأخير لإدارة بايدن “يجعل من الصعب بشكل متزايد تصديق أن الولايات المتحدة تحث إسرائيل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين”.

وأضاف بول “أن التقديم السريع المستمر للمساعدة العسكرية الفتاكة لإسرائيل يواصل تواطؤنا فيما أعتقد أنه  جريمة حرب”. واستقال بول من منصبه في أواخر أكتوبر/تشرين الأول مشيرا إلى “دعم الولايات المتحدة الأعمى” لإسرائيل.

من جانبه، غرّد البروفيسور ستيفن والت، من جامعة هارفارد، على منصة “إكس” قائلا “بصفتي من أتباع المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية، أدرك أنه في بعض الأحيان توجد مقايضات بين المصالح الأمنية المشروعة للدول والاعتبارات الأخلاقية. ومع ذلك، أجد صعوبة في فهم كيف يمكن لأي من كبار مسؤولي السياسة الخارجية الأميركية أن ينظروا إلى أنفسهم في المرآة في الأوقات الحالية”.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *