رئيس الوزراء القطري يؤكد مواصلة الجهود لتجديد الهدنة بين إسرائيل وحماس

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

أمرت إسرائيل السكان بمغادرة وسط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة وقصفت القطاع من الشمال إلى الجنوب.

ومنذ انهيار الهدنة مع حركة حماس مطلع ديسمبر الحالي، وسعت إسرائيل حملتها البرية في النصف الجنوبي من قطاع غزة باقتحام مدينة خان يونس الرئيسية. وفي الوقت نفسه، أعلن الجانبان عن تصاعد كبير في القتال بالشمال.

وقالت إسرائيل إن حملتها تحرز تقدما. وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن سبعة آلاف مسلح من حماس حتى الآن، دون أن يوضح مصدر هذا التقدير.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه اعتقل أكثر من 200 مشتبه فيه من غزة خلال 48 ساعة، وتم نقل العشرات منهم إلى إسرائيل لاستجوابهم.

كما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، للجنود “إننا بحاجة إلى الضغط بقوة أكبر”.

وتجاوز العدد الإجمالي الرسمي للقتلى في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية والذي أحصته وزارة الصحة في القطاع 17700، السبت، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين ويعتقد أنهم لقوا حتفهم تحت الأنقاض.

وكانت الوزارة في غزة قالت في وقت سابق إن نحو 40 في المئة من القتلى أطفال دون سن 18 عاما.

وشنت إسرائيل حملتها للقضاء على حماس بعد أن اقتحم مقاتلون مواقع عسكرية ومناطق سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر. وتقول إسرائيل إن هذا الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص، فضلا عن 240 رهينة نقلوا إلى غزة.

ولا يزال نحو 137 من الرهائن مختطفينلدى حماس. ونظم آلاف الإسرائيليين احتجاجا في تل أبيب، السبت، مطالبين بتحريرهم.

وقال الجيش الإسرائيلي إن جنديا شارك في القتال في السابع من أكتوبر توفي في وقت مبكر، السبت، متأثرا بإصابته، وأضاف أن أربعة جنود قتلوا في القتال في جنوب غزة.

وأجبرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على ترك منازلهم، ونزح العديد منهم عدة مرات. ومع احتدام القتال على امتداد القطاع، يقول السكان ووكالات الأمم المتحدة إنه لا يوجد الآن أي مكان آمن للجوء إليه، بينما تشكك إسرائيل في ذلك.

وتقول إسرائيل إنها تحد من الأذى الذي يلحق بالمدنيين من خلال تزويدهم بخرائط توضح المناطق الآمنة، وتلقي باللوم على حماس في التسبب في مقتل المدنيين من خلال الاختباء بينهم، وهو ما ينفيه مقاتلو حماس.

ويقول الفلسطينيون إن الحملة الإسرائيلية تحولت إلى حرب أرض محروقة للانتقام ضد سكان القطاع بأكمله.

قصف مكثف

وتحدث بعض السكان عن سماع قصف دبابات واشتباكات عنيفة بالأسلحة بين القوات الإسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين وسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية مع سعي القوات للتوغل غربا.

وقالت زينب خليل (57 عاما)، التي نزحت مع 30 من أقاربها وأصدقائها في خان يونس قرب شارع جلال حيث أمرت القوات السكان بالمغادرة “قد تكون مسألة وقت قبل أن يقتحموا منطقتنا أيضا. كنا نسمع القصف طوال الليل”.

وتابعت “لا ننام بالليل، نظل صاحيين، نحاول ننيم الأطفال، نظل صاحيين من الخوف من قصف المكان فنضطر نركض ونحن نحمل الأطفال. وفي النهار تبدأ مأساة أخرى وهي: كيف نطعم الأولاد؟”.

وفي وسط غزة قال سكان محليون إن الدبابات الإسرائيلية استأنفت قصف مخيمي البريج والمغازي للاجئين. وذكر مسؤولو صحة فلسطينيون أن سبعة فلسطينيين قتلوا في ضربة جوية إسرائيلية في البريج.

وفي خان يونس، وصلت جثث قتلى وتدفق جرحى خلال الليل إلى مستشفى ناصر المكدس.

ويشدد الجيش الإسرائيلي، الأحد، قبضته على جنوب غزة بينما يحاول مئات الآلاف من سكان القطاع حماية أنفسهم من المعارك العنيفة التي يخوضها ضد حركة حماس.

وأعلنت حماس فجر الأحد في بيان أن “طائرات الاحتلال الحربية تشن سلسلة غارات عنيفة جدا على مناطق في جنوب مدينة خان يونس”، متحدثة عن “حزام ناري بعشرات الغارات تستهدف الطريق بين خان يونس ورفح”.

وأضافت أن ذلك “يترافق مع قصف مدفعي إسرائيلي مكثف على محيط مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس بجنوب القطاع”.

وأكدت إسرائيل، السبت، من جهتها عزمها على “تكثيف الضغط” في هجومها على حماس في غزة، غداة استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.

وفي بداية هجومه البري طلب الجيش الإسرائيلي من سكان شمال قطاع غزة التوجه إلى الجنوب. لكن مع احتدام القتال في الجنوب وبعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة، تتزايد مخاوف السكان المدنيين في قطاع غزة، خصوصا في جنوبه، وفقا لفرانس برس.

“حكم بالموت”

توازيا تتزايد في شكل ملحوظ أمراض معدية مثل الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية وسط الاكتظاظ وسوء الظروف الصحية في الملاجئ التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جنوب القطاع. 

وقالت، أديل خضر، المديرة الإقليمية لليونيسف في الشرق الأوسط “أجبر زهاء مليون طفل على النزوح قسرا من منازلهم ويجري دفعهم أكثر فأكثر نحو الجنوب إلى مناطق صغيرة مكتظة بلا ماء ولا طعام ولا حماية”. أضافت “القيود المفروضة على إيصال المساعدات المنقذة للحياة إلى قطاع غزة وعبره هي حكم آخر بالموت على الأطفال”.

وشهدت هدنة إنسانية بين حماس وإسرائيل استمرت أسبوعا وانتهت في 1 ديسمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا معظمهم نساء وأطفال، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا.

وتجمع مئات الإسرائيليين في ما بات يعرف باسم ساحة الرهائن في تل أبيب، السبت، للمطالبة بإطلاق الرهائن لدى حماس. 

وقال والد المخطوفين، أربيل ودوليف، لوكالة فرانس برس “أفضل أن يطلق سراح ولدي من خلال المفاوضات وليس من خلال العمليات العسكرية لأني أخشى أن يقتلهما الجيش”.

وقالت، نعمة واينبرغ، قريبة، إيتاي سفيرسكي، الرهينة في غزة “حياتهم في خطر كل يوم، سواء بسبب حماس أو بسبب أنشطة قوات الدفاع الإسرائيلية في قطاع غزة. ومحاولات الإنقاذ لن تنقذهم”.

“الموت يلحق بنا”

وبعد ما يزيد قليلا عن شهرين من الحرب، أصبحت أحياء بكاملها في غزة ساحات من الخراب، ودُمر أو تضرر أكثر من نصف المساكن وفق الأمم المتحدة.

ولجأ الآلاف إلى مستشفى الشفاء الذي خرج عن الخدمة بعد أن أخلاه الجيش الإسرائيلي قبل نحو أسبوعين، حسب صحفي في وكالة فرانس برس. وأقام نازحون مئات الخيام المؤقتة المصنوعة من القماش المغطى بالبلاستيك أو النايلون في الحدائق والباحات الداخلية.

وقال، سهيل أبو ضلفة (56 عاما)، الذي أصيب منزله بقذيفة وأصيب ابنه البالغ 20 عاما لفرانس برس “لجأنا إلى مستشفى الشفاء (…) لا نعرف إذا كانوا سيقتحمون المستشفى مجددا. أينما ذهبنا، الموت يلحق بنا”.

وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، أنها وافقت على بيع إسرائيل بصورة طارئة نحو 14 ألف قذيفة دبابة.

وأشارت الوزارة إلى أنها أبلغت الكونغرس، الجمعة، ببيع 13 ألفا و981 قذيفة دبابة عيار 120 ملم ومعدات ذات صلة بقيمة 106,5 ملايين دولار.

آلاف المفقودين في عداد الأموات

وأظهرت لقطات حصلت عليها رويترز من داخل مستشفى يافا في دير البلح أضرارا جسيمة ناجمة عن غارة على مسجد مجاور. وأمكن رؤية أنقاض المسجد من خلال النوافذ المحطمة.

واتهم عاملون بالقطاع الطبي في شمال غزة، حيث يدور بعض من أعنف المعارك، إسرائيل باستهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف.

وقال أحد المسعفين العاملين بسيارات الإسعاف في حي الشجاعية بمدينة غزة لرويترز إن طواقم الإسعاف لا تتمكن في كثير من الأحيان من الاستجابة للمكالمات التي يتلقونها من الجرحى.

وأضاف المسعف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته “حاولنا من قبل في الأيام الماضية التوجه إلى هناك وتعرضت فرقنا لإطلاق نار إسرائيلي”.

وقال، محمد صالحة، وهو مدير في مستشفى العودة إن القوات الإسرائيلية حاصرت المستشفى لأيام بالدبابات، وأطلقت النار على الذين حاولوا الدخول أو الخروج. وأضاف أنهم قتلوا امرأة بالرصاص في الشارع وعاملا في المستشفى كان يقف عند نافذة.

وقالت وزارة الصحة إن القوات الإسرائيلية قتلت بالرصاص اثنين من الطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان في شمال غزة أيضا، السبت.

وردا على طلب للتعليق على الروايات الفلسطينية عن الهجمات على المنشآت الطبية، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش يتبع القانون الدولي ويتخذ “الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين”.

واتهم الجيش حماس في السابق بالعمل من منشآت طبية وهو ما تنفيه الحركة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *