قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لن تسمح بزعزعة السلام في مدينة كركوك العراقية التي يشكل التركمان أحد مكوناتها العرقية، في حين طالب متظاهرون أكراد بخروج قوات الأمن العراقية التي انتشرت في المدينة عقب المواجهات الأخيرة.
وأضاف أردوغان في تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام تركية على متن الطائرة أثناء عودته من مدينة سوتشي الروسية إن كركوك هي موطن التركمان وتعيش فيها ثقافات مختلفة، ودعا إلى الابتعاد عن أي ممارسات من شأنها تغيير التركيبة الديمغرافية لكركوك من أجل الحفاظ على السلام في المنطقة.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الهدوء بدأ يعود إلى كركوك إثر اتصالات أجرتها أنقرة مع بغداد وأربيل، ولفت إلى أنه طلب من وزير خارجيته هاكان فيدان ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن متابعة هذا الملف.
وتأتي تصريحات أردوغان بعد يومين من مواجهات دامية شهدتها كركوك بين متظاهرين مؤيدين وآخرين معارضين لتسليم مقر قيادة العمليات المشتركة هناك للحزب الديمقراطي الكردستاني.
وشغل هذا الحزب المقر بين عامي 2014 و2017 خلال الفترة التي سيطر فيها تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء واسعة من شمال العراق.
وفرضت الحكومة العراقية إجراءات أمنية لتهدئة التوترات في كركوك، بينما أوقفت المحكمة الاتحادية العراقية قرار تسليم المقر الأمني للحزب الديمقراطي الكردستاني.
مظاهرات كردية
وقد شهدت كركوك أمس الاثنين مظاهرة نظمها مواطنون أكراد في منطقة الشورجة شمالي المحافظة.
وطالب المحتجون بخروج القوات الأمنية العراقية التي انتشرت في مناطقهم عقب مظاهرات الأحد التي أدت إلى مقتل 4 أشخاص.
وأفادت مصادر طبية بإصابة 5 من عناصر الأمن، بينهم قائدُ العمليات المشتركة وقائد الشرطة في المحافظة.
وقال مصدر في قيادة عمليات كركوك للجزيرة إن القوات الأمنية فضّت المظاهرة.
من جهتها، أكدت خلية الإعلام الأمني أن الأوضاع الأمنية في محافظة كركوك مستقرة حاليا.
جدير بالذكر أن قوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان العراق انتشرت في قواعد أخلاها الجيش العراقي بمحافظة كركوك عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014 على أجزاء واسعة من شمال وشمال شرقي العراق، حيث تولت سلطة الأمن في المدينة طوال 3 سنوات.
إلا أن القوات العراقية دخلت كركوك مجددا في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2017، وذلك بعد تنظيم إقليم كردستان استفتاء للانفصال عن العراق لم ينجح في 25 سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
وبعد دخول القوات العراقية إلى كركوك، أخلى الجيش العراقي مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني وحوّله إلى مقر قيادة عمليات كركوك.