نقل تقرير حصري لمجلة “نيوزويك” اليوم الخميس على لسان مسؤول فلسطيني كبير قوله إن السلطة الفلسطينية مستعدة لاستعادة السيطرة الكاملة على قطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، كما أنها مستعدة لإجراء أول انتخابات وطنية لها منذ عام 2006 كجزء من اتفاق سلام طويل الأمد أوسع نطاقا.
وستقبل السلطة الفلسطينية اقتراح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إعادة توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت سيطرة السلطة، إذا دعم المجتمع الدولي إعادة إعمار غزة ودفع إسرائيل للموافقة على حل الدولتين، حسبما قال العضو البارز في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني أمس الأربعاء في مقابلة مع المجلة، أجريت بمكتب حكومي في رام الله، مقر الإدارة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مجدلاني “نحن مستعدون لأجندة سياسية إصلاحية من خلال انتخابات عامة حرة وديمقراطية”. وأضاف أن السلطة الفلسطينية لن تذهب إلى طاولة المفاوضات إذا لم تسمح لها إسرائيل بتقرير مستقبل قطاع غزة. وقال “لن نعود على ظهر دبابة إسرائيلية، وسيتم ذلك عبر حل سياسي”.
وقال أيضا إن السلطة الفلسطينية يمكن أن تبدأ حكم غزة بمجرد انتهاء الصراع الحالي، ويمكن أن تجري انتخابات بعد “فترة انتقالية” من عام إلى عامين. وأضاف أنه إذا كان عباس لا يزال في منصبه في ذلك الوقت، فسيكون الأمر متروكا له ولحزبه السياسي ليقرر ما إذا كان يجب أن يسعى لإعادة انتخابه.
وذكرت المجلة الأميركية أن هذه التصريحات تمثل أول رد جوهري من قيادة السلطة الفلسطينية على رؤية البيت الأبيض لقطاع غزة ما بعد الصراع التي فصلتها كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي في خطاب ألقته الأحد الماضي.
حل سياسي للصراع
وعلقت بأن الوضع الذي طرحه مجدلاني يثير أيضا مجالات رئيسية للخلاف المحتمل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، وأنه مؤشر على العقبات التي تعترض الجهود التي تبذلها واشنطن للبدء في رسم حل سياسي للصراع.
وألمحت نيوزويك إلى ما قاله مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته لتقديم تقييم صريح لإستراتيجية إدارة بايدن في قطاع غزة بعد الحرب، إنه من غير المرجح أن توافق إسرائيل على أي حل لغزة لا تراه يلبي احتياجاتها الأمنية.
وقال مسؤول إسرائيلي آخر إنه بمجرد أن تقرر إسرائيل أنها حققت أهدافها العسكرية في القطاع والتي تشمل عودة أكثر من 100 رهينة متبقين محتجزين، فإن عملية تجريد غزة من السلاح لن تحدث بين عشية وضحاها.
وقال خبراء في شؤون المنطقة ومسؤولون أميركيون سابقون إنه إضافة إلى الأسئلة المحيطة بمستقبل غزة، فإن الحل السياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني مثل الحل الذي طرحه البيت الأبيض يحتاج أيضا إلى معالجة قضايا إقليمية أوسع نطاقا.
وفي هذا الشأن، قال جيمس جيفري، سفير الولايات المتحدة في العراق وتركيا في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، إن المشكلة الشائكة هي التعامل مع دعم إيران لجماعات مثل حماس ومليشيا حزب الله اللبناني القوية.
ونظرا لكل التحديات، يدرك مسؤولو الإدارة أن الطريق المقترح للسلام بعيد المنال، حسبما قال شخصية مطلعة على تخطيط البيت الأبيض طلب عدم ذكر اسمه. وقال المصدر “الإدارة تعلم أن هذا قد لا يكون الحل. لكن لا يوجد حل آخر ممكنا”.