أفاد تحليل أجرته صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن المنظمات المناصرة لإسرائيل أنفقت 100 ضعف أكثر من ما أنفقته المجموعات المؤيدة للفلسطينيين على منصات التواصل لشركة ميتا (فيسبوك وإنستغرام) الشهر الماضي.
وقالت الصحيفة إن الإنفاق المشترك على فيسبوك وإنستغرام يزيد على مليوني دولار، وإن هذا الإنفاق -على الرغم من عدم التنسيق بشأنه- يظهر كيف تحاول الجماعات المؤيدة لإسرائيل تشكيل الرأي العام بين الأميركيين، خاصة الأجيال الشابة التي تشكك بشكل متزايد في إسرائيل.
وقامت بوليتيكو بتحليل قاعدة البيانات الإلكترونية التي تتعقب المجموعات التي تشتري الرسائل المدفوعة على كل من فيسبوك وإنستغرام خلال فترات زمنية محددة.
وراجعت الصحيفة الإعلانات التي عرضت في الفترة بين الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وديسمبر/ كانون الأول الحالي، بناء على انتماءات مجموعات المناصرة سواء للقضايا إسرائيل أو فلسطين.
وأظهر تحليل الصحيفة أنه بالنسبة لمنصات ميتا -أكبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم- تتضمن المجموعات التي تشتري الإعلانات لدعم إسرائيل أسماء معروفة، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية ومؤسسة مكافحة معاداة السامية، وهي مجموعة أسسها الملياردير روبرت كرافت.
ووجدت الصحيفة أن إنفاقهما المشترك البالغ 2.2 مليون دولار تجاوز تقريبا أي كيان آخر خلال تلك الفترة، خلافا لمنفذ الأخبار المحافظ “ديلي واير” وحسابات ميتا التابعة لها التي أنفقت نحو 3 ملايين دولار.
دعم الفلسطينيين
وبالمقارنة، وجدت الصحيفة أن المجموعات الداعمة للفلسطينيين والمسلمين والعرب أنفقت أقل من 20 ألف دولار في الفترة ذاتها على إعلانات ميتا.
وذكرت الصحيفة أن اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التشهير (إي دي سي) كانت أكبر منفق على الإعلانات لمجموعات المناصرة المتحالفة مع الفلسطينيين.
وقالت الصحيفة إن المجموعة أنفقت نحو 10 آلاف دولار على منصات ميتا في الفترة ما بين الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي والأول من ديسمبر/كانون الأول الحالي، بالرغم من أن جميع رسائلها المدفوعة تقريبا لم تذكر الصراع في الشرق الأوسط على وجه التحديد.
ونقلت الصحيفة عن عابد أيوب، المدير التنفيذي الوطني لـ”إي دي سي”، قوله “الغرض من إعلاناتنا هو إعلام الناس بأننا هنا لحمايتهم”.
وعندما سُئل عن سبب تأخر الإنفاق على الإعلانات المؤيدة للفلسطينيين عن أولئك الذين يدافعون عن إسرائيل، قال أيوب “تغيير آراء الناس عن الكذبة يتطلب كثيرا من المال”.
وألمحت الصحيفة إلى أنه بالرغم من كل الإعلانات، فإن هناك بعض النفوذ الذي لا يمكن شراؤه بالمال، خاصة مع الشباب، وذكرت أنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي استجابت منصة “تيك توك” لانتقادات النائب الجمهوري عن ولاية ويسكونسن مايك غالاغر، الذي ادعى دون دليل أن المنصة ربما نفذت “عملية تأثير خبيثة” تتلاعب بالشباب الأميركي عبر “الدعاية المتفشية المؤيدة لحماس”.
رد تيك توك
وردت الشركة المملوكة لشركة “بايت دانس” -التي مقرها بكين- في إحدى التدوينات بأن الوسوم المؤيدة للفلسطينيين كانت أكثر شعبية من المؤيدة لإسرائيل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى موقع إنستغرام، حيث حصد وسم “قف مع إسرائيل” حوالي 264 ألف مشاركة، مقارنة بأكثر من 7 ملايين مشاركة لـ”فلسطين الحرة”.
وقالت تيك توك: “كانت المواقف بين الشباب تميل نحو فلسطين قبل وقت طويل من وجود تيك توك”.
ويواجه فيسبوك والتطبيقات الأخرى التابعة لشركة ميتا اتهامات بتقييد المحتوى الداعم لفلسطين.
وشهر نوفمبر/تشرين الماضي، أطلق ناشطون حول العالم حملة “لن يتم إسكاتنا” احتجاجا على حظر المحتوى الداعم لفلسطين وتضييق وصوله عبر منصات التواصل، خاصة على منصتي فيسبوك وإنستغرام.
وكان موقع “ذي إنترسبت” الأميركي قال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اشتكوا من تقييد تطبيقي إنستغرام و”تيك توك” المنشورات والحسابات أو حظرها بسبب محتواها المؤيد للفلسطينيين في أعقاب حرب إسرائيل على قطاع غزة.