مثقفون خليجيون: الوحدة التاريخية والثقافية توثق عرى الأخوة بين الشعوب الخليجية

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 5 دقيقة للقراءة

أكد عدد من المثقفين والكتاب من دولة قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، في حديثهم لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، أن الوحدة التاريخية والثقافية التي تجمع شعوب المنطقة تمثل مصدر إلهام للوحدة وتوثيقا لعرى الأخوة بين الشعوب الخليجية.

واعتبروا -بمناسبة استضافة الدوحة للقمة الخليجية الـ44 اليوم الثلاثاء- أن زيادة اللحمة بين الشعوب الذين تجمعهم هوية واحدة، تتم من خلال الثقافة التي تعزز روح التفاهم والإخاء بين الجميع، خاصة في ظل الاهتمام الرسمي بالشؤون الثقافية.

حتميات التاريخ والجغرافيا

وقال الأكاديمي والروائي القطري الدكتور أحمد عبد الملك إن الثقافة بأنماطها المختلفة تشكل أساسا متينا للعلاقات بين الدول المتجاورة، وذلك لحتميات التاريخ والجغرافيا التي تجمع الدول، مشيرا إلى أن العلاقات الثقافية بين شعوب مجلس التعاون متأصلة منذ القدم، وقبل إنشاء المجلس عام 1981، وهو ما شكل وحدة ديموغرافية وثقافية بتلقائية، ومن دون قرارات رسمية.

وأوضح أن الانتقال السهل للمواطنين بين دول المنطقة شكّل أساسا لوحدة اجتماعية واقتصادية وثقافية، لذا جاءت ملامح التراث المادي وغير المادي متقاربة جدا، كما هي اللهجات، والأذواق والفنون البصرية، والأهازيج، واتجاهات التفكير حيال القضايا المصيرية للأمة العربية.

وأشار الدكتور عبد الملك إلى اهتمام النظام الأساسي لمجلس التعاون بالشؤون التعليمية والثقافية، معربا عن أمله في أن يحظى الشأن الثقافي بدعم أكثر.

وأعرب الأكاديمي والروائي القطري عن تطلعه إلى تعزيز التجمعات الثقافية بين أدباء ومبدعي دول المجلس، بما يعكس اعتزازهم بهويتهم وانفتاحهم على حضارات الأمم والشعوب ويثري المسيرة الثقافية الحافلة لدول الخليج العربي.

التعاون الثقافي

من جهته، يرى الشاعر والناقد السعودي الدكتور عادل خميس الزهراني أن التعاون الثقافي أمر حتمي إذا ما “وضعنا في البال أبعاد الهوية المشتركة بين أبناء مجلس التعاون الخليجي، من الجغرافيا إلى اللغة والدين والثقافة والعادات والتقاليد المتشابهة وغير ذلك”.

الشاعر والناقد السعودي الدكتور عادل خميس الزهراني

وقال الدكتور الزهراني إن دول مجلس التعاون تشترك أيضا في الرغبة الملحة في النمو والتطور وبناء مستقبل مشرق يضمن لمواطنيها تنمية مستدامة، مشيرا إلى أن الثقافة بكل صورها عامل مهم في رفع الوعي بضرورة الاتفاق والتعاون والعمل المشترك والمنظم.

ولفت إلى وعي شعوب دول الخليج العربي بما يكفي لاستقبال هذه الرؤى التي تسعى الإستراتيجيات إلى تحقيقها، منوها بأنه شاهد على الحراك الثقافي “المبهج” بين أبناء الخليج.

اللهجات والاهتمام البحثي

بدوره، قال الكاتب والإعلامي العماني محمد اليحيائي إن المشترك الثقافي والحضاري بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية كبير ومتنوع، رغم وجود بعض الفوارق التي لا تكاد ترى.

وأوضح أن اللغة والأدب والأعمال الفنية ليست وحدها المشترك بين مجتمعات الخليج فهنالك اللهجات، وهي عنصر من عناصر المشترك الثقافي الذي تغفله الدراسات الاجتماعية ودراسات الإنسان، وتحمل سمات الجذور المشتركة للإنسان في هذه المنطقة، وتنقله، قبل مرحلة النفط وظهور الدولة الحديثة، بين مكان وآخر في جغرافيا واحدة.

الكاتب والإعلامي العماني محمد اليحيائي

ولفت إلى أن صور المشترك الثقافي تشمل الأزياء والطعام، والموروث الشفاهي (الحكايات والأهازيج الشعبية) والتي تحتاج إلى مزيد من الاهتمام البحثي والتوثيقي المشترك وليس على صعيد كل دولة فقط.

وبيّن الكاتب العماني أن هناك مشاريع وإنجازات تقوم بها مؤسسات الثقافة في كل دولة من دول المجلس، غير أنه من المهم الآن التفكير في إطلاق مشاريع كبرى مشتركة، مثل تأسيس اتحاد أو رابطة خليجية للكتاب والأدباء، وما يشابهه للمسرحيين والموسيقيين، أو مؤسسة بحثية ممولة خليجيا تعنى بالدراسات الاجتماعية.

اهتمام بالآداب والفنون

من جهته، رأى الكاتب والروائي الكويتي سعود السنعوسي أن واقع العمل الخليجي “الفردي” يمثل حراكا فارقا على صعيد كل دولة على حدة، مشيرا إلى أن الاهتمام اللافت بالثقافة والفنون والآداب في دول الخليج العربي يؤكد دورها المهم في الحفاظ على هوية المجتمعات، والاستثمار في الثقافة للارتقاء بالإنسان.

الكاتب والروائي الكويتي سعود السنعوسي

وأشار إلى تفاوت الاهتمام الثقافي من دولة إلى أخرى، وأن هناك دولا تعمل بشكل أكثر من غيرها على دفع عجلة الثقافة الخليجية بشكل فعال من خلال المهرجانات الأدبية والفنية، والجوائز التشجيعية للمبدعين ومسابقات القراءة للناشئة، والكثير من الأنشطة الثقافية على مدار العام.

وقال السنعوسي “إننا بحاجة في دول الخليج إلى الاهتمام بالفعاليات الثقافية المشتركة، عوض أن تعمل كل دولة بشكل منفرد، فمثلا أن يقام مهرجان خليجي للثقافة والفنون والآداب يحل في كل سنة في دولة من دول مجلس التعاون، على غرار كأس الخليج”.

واهتمت الإستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون (2020-2030) بتعزيز هويته الثقافية من خلال دعم اللغة العربية وحمايتها وتداولها بوصفها لغة للتواصل والإبداع، وتشجيع المنتج الثقافي المرتبط بالهوية الثقافية لدول المجلس، إلى جانب تعزيز البحث العلمي والتأليف لدراسة وتحليل مفهوم الهوية الثقافية وعناصرها المادية وغير المادية، وصون التراث الثقافي وتطوير البنى الفكرية، إلى جانب أهمية دور اللغة العربية الفصحى في استيعاب العصر.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *