وقالت كاسينا فيث المسؤولة الإعلامية في المفوضية، ردا على أسئلة بعث بها موقع سكاي نيوز عربية عبر البريد الإلكتروني، إنه إذا استمر تأخير التمويل اللازم لتغطية احتياجات الفارين من القتال سيتم فقدان المزيد من الأرواح وستستمر معاناة النازحين واللاجئين.
وأضافت “نناشد المجتمع الدولي أن يفي بوعوده وأن يوفر على وجه السرعة الموارد المالية اللازمة لحماية ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا قبل فوات الأوان”.
وأطلقت المفوضية الثلاثاء بالتضامن مع 64 منظمة إنسانية نداءً لجمع مليار دولار لتوفير المساعدات الأساسية والحماية لأكثر من 1.8 مليون سوداني فروا من الصراع ومن المتوقع أن يصلوا إلى 5 بلدان مجاورة بحلول نهاية عام 2023.
وكشفت عن نقص في حدود 80 في المئة في الموارد اللازمة لتغطية احتياجات اللاجئين.
وحول التدابير الوقائية التي اتخذت لحماية اللاجئين السودانيين الذين فروا من البلاد؛ اوضحت فيث “تظل أولويتنا هي دعم السلطات المحلية في البلدان التي يصل إليها الأشخاص مع تسجيل الوافدين الجدد وتحديد المعرضين للخطر الشديد بما فيهم الأطفال غير المصحوبين بذويهم؛ والأفراد الذين يعانون من حالات طبية حرجة أو ذوي الإعاقة؛ والناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي وكبار السن”.
واشارت إلى أن غالبية اللاجئين هم من النساء والأطفال؛ الذين غالباً ما يتم فصلهم عن عائلاتهم في رحلات محفوفة بالمخاطر بحثاً عن الأمان.
وأضافت “نعمل جنبًا إلى جنب مع الشركاء في المجال الإنساني لضمان توفير خدمات الحماية المتخصصة للنساء والأطفال بما في ذلك الخدمات المنقذة للحياة للناجين من العنف القائم على النوع الاجتماعي أو الاستغلال والاعتداء الجنسي؛ وتتبع الأسرة وترتيبات الرعاية البديلة للأطفال غير المصحوبين بذويهم وكذلك الدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر ضعفا”.
وحذرت المتحدثة الاعلامية من تبعات خطيرة في حالة فشل المجتمع الدولي في سد فجوة التمويل؛ وقالت “تبذل المفوضية؛ بالتعاون مع شركائها؛ كل جهد ممكن لتوفير المساعدة والحماية التي تشتد الحاجة إليها لأولئك الذين يفرون من السودان وكذلك المجتمعات التي رحبت بهم بسخاء؛ ومع ذلك، فبدون موارد كافية من الجهات المانحة سيتم تقليص هذه الجهود بشدة”.
وكان مامادو ديان بالدي مدير مكتب المفوضية الإقليمي لمنطقة الشرق والقرن الأفريقي قد نبه في بيان سابق إلى أن الأزمة أوقدت طلباً عاجلاً على المساعدة الإنسانية؛ حيث يجد أولئك الذين يصلون إلى المناطق الحدودية النائية أنفسهم في ظروف يائسة بسبب عدم كفاية الخدمات وضعف البنية التحتية.
ووفقا للمفوضية فإن الضروريات العاجلة تشمل الماء والغذاء والمأوى والخدمات الصحية والمساعدات النقدية ومواد الإغاثة الأساسية وخدمات الحماية.
واشارت المفوضية إلى ان الوضع الصحي المتردي بين الوافدين الجدد يثير القلق بشكل متزايد ويتطلب اهتماما عاجلا؛ في ظل الارتفاع الكبير في معدلات ط سوء التغذية وتفشي الأمراض المعدية مثل الكوليرا والحصبة والوفيات ذات الصلة في العديد من البلدان المستقبلة.
وأضافت “من المحزن للغاية أن نتلقى تقارير عن وفاة أطفال بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بالكامل؛ إذا توفرادت لدى الشركاء الموارد الكافية”.
ومنذ اندلاع القتال في منتصف أبريل استقبلت جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان نحو مليون لاجئ فروا من القتال المحتدم إلى خارج الحدود؛ فيما نزح نحو 4 ملايين إلى مدن داخلية في ظل اوضاع إنسانية مأساوية.