قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن الدفاعات المضادة للطائرات لم تتمكن من حماية العاصمة الروسية موسكو من هجمات المسيرات الأوكرانية المتلاحقة بشكل يومي، وردا على ذلك بدأ الروس في تشييد أبراج فولاذية يعلوها نظام “بانتسير” المضاد للطائرات والمزود بصواريخ قصيرة المدى ومدافع عالية الإطلاق ومجموعة من أجهزة الاستشعار المخصصة لكشف الأهداف وتتبعها وتثبيتها.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المباني الجديدة صوّرت لأول مرة الأسبوع الماضي على شاشة التلفزيون الروسي الحكومي، وقد ظهرت في عدة أشكال، منها ما يشبه أبراج الكهرباء تعلوها منصة أفقية، ومنها ما يشبه منحدرا معدنيا، كما حددها موقع “ديفانس بلوغ” المتخصص.
وشبهت الصحيفة هذه البنى بنظام الدفاع الجوي الألماني إبان الحرب العالمية الثانية الذي كان يسمى “فلاكتورم” (Flakturm) بمعنى “برج الدفاع الجوي”، وإن كانت أقل في عين الصحيفة منه لأن الأبراج الألمانية كان ارتفاعها يصل 50 مترا وعرضها 70 مترا، وتبدو وكأنها قلاع خرسانية كبيرة، وتعلوها العشرات من “القاذفات المضادة للطائرات” من عيارات مختلفة، وهي مصممة ضد موجات القاذفات الأميركية والبريطانية التي كانت تسقط أطنانا من القنابل على المدن الألمانية من أجل تدمير البنية التحتية الحيوية للرايخ الثالث.
ورأت الصحيفة أن حجم هجمات المسيرات على موسكو بلغ حدا لا مثيل له، ولكنها مع ذلك تتم بمسيرات انتحارية أوكرانية تحمل شحنات محدودة من المتفجرات، ولا تستطيع أن تسبب أضرارا كبيرة في العاصمة الروسية، مما يدل على أن الأنظمة المضادة للطائرات، بالنسبة للروس ثمينة وهي متاحة بكميات كبيرة.
وخلصت لوفيغارو إلى أن الروس يسعون، من خلال أبراجهم الدفاعية الجديدة المضادة للطائرات، إلى حماية ضواحي عاصمتهم مستبقين التهديدات الأوكرانية، خاصة بعد أن أعلنت كييف تطوير صاروخ “كروز” جديد يصل مداه إلى 700 كيلومتر، مشتق من صاروخ “نبتون” الذي استخدم لإغراق الطراد الروسي “موسكفا”، ويمكن لمثل هذا السلاح الجديد أن يصل إلى العاصمة موسكو.