كشف الجيش الإسرائيلي لموقع “الحرة”، الجمعة، عن فحوى الخريطة التي نشرها لإجلاء سكان قطاع غزة، ومعنى الأرقام الموجودة بها، وذلك بعد استئناف الحرب بين إسرائيل وحركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، الجمعة.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، لموقع “الحرة”، أن الأرقام الموجودة في الخريطة تمثل الأحياء السكنية، وقد يطلب من سكان حي معين إخلاءه والتوجه إلى حي آخر، وذلك بحسب متطلبات “المراحل القادمة” من الحرب.
وقال إن كل رقم يدل على أحد الأحياء المعروفة لدى سكانها، مشددا على أن الهدف من ذلك هو منع حصول إجلاء لمساحات بعيدة، وأن يكون النزوح من حي إلى آخر ولفترات مؤقتة.
وأشار إلى أن “إسرائيل لا تطلب من سكان غزة مغادرة القطاع، بل مغادرة الأماكن التي تجري فيها عمليات عسكرية، والإخلاء من مناطق القتال يتم من أجل التمييز بين المدنيين والمسلحين”.
وتابع: “هناك أمثلة على مطالباتنا بالإخلاء، وهو ما حدث في شمال قطاع غزة وفي مستشفى الشفاء، وحماس تتواجد في أماكن مدنية، مثل المدارس والمستشفيات والمساجد”.
واستطرد:” نحن نسعى لتفكيك بنية حماس وعلينا أن نصل إلى تلك الأماكن والمناطق التي تخفي فيها بنيتها التحتية”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي، أنه قام بتقسيم قطاع غزة إلى “بلوكات”، تمهيدا للمراحل المقبلة من الحرب، ونشر أدرعي عبر حسابه بمنصة “أكس”، مقطع فيديو لذلك.
وحسب الجيش الإسرائيلي فإنه “سيطلب من السكان الإخلاء خلال العمليات العسكرية حسب المناطق المرقمة”، مرجعا ذلك لكون “حماس تستخدم سكان قطاع غزة دروعا بشرية.
وجاء في بيان للجيش أنه “منذ بدء الحرب يتخذ تدابير مختلفة تجنبا لإيقاع خسائر في أرواح المدنيين” ويلقي “مناشير إلى سكان غزة يوجههم من خلالها إلى إخلاء مناطق معينة تنطلق منها نشاطات إرهابية”.
وتم نشر “خريطة البلوكات” على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.
والجمعة، تبادلت إسرائيل وحركة حماس “الاتهامات بشأن انتهاك الهدنة في قطاع غزة”.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، الجمعة، إن حماس انتهكت اتفاق الهدنة ولم تلتزم بواجبها في إطلاق سراح جميع النساء المختطفات اليوم، وأطلقت الصواريخ على مواطني إسرائيل.
وأضاف مكتب نتانياهو في بيان “مع العودة إلى القتال سنؤكد على التزام الحكومة الإسرائيلية بتحقيق أهداف الحرب وإطلاق سراح الرهائن وتدمير حماس والتأكد من أن غزة لن تشكل تهديدا مرة أخرى لسكان إسرائيل”، حسبما ذكر مراسل “الحرة”.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أنه “استأنف القتال ضد حركة حماس الإرهابية في قطاع غزة”، متهما الحركة بـ”خرق الهدنة عبر إطلاقها صاروخا باتجاه الأراضي الإسرائيلية”.
وفي وقت لاحق الجمعة، قالت حماس في بيان إن إسرائيل تتحمل مسؤولية “استئناف الحرب والعدوان” على قطاع غزة “بعد رفضها طوال الليل التعاطي مع كل العروض للإفراج عن محتجزين آخرين”، حسبما أشارت وكالة “رويترز”.
وفي سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، على موقع الحركة على الإنترنت “ما لم تحققه (إسرائيل) طيلة خمسين يوما قبل الهدنة، لن تحققه من مواصلة عدوانها بعد الهدنة”.
ولم يصدر تعليق بعد من حماس عن إطلاق الصاروخ.
ومن جانبها، ذكرت الإذاعة الرسمية الفلسطينية “صوت فلسطين”، أن 54 فلسطينيا قتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ انتهاء الهدنة التي استمرت سبعة أيام في الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش، الجمعة، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن طائراته تقصف أهدافا لحماس في غزة
وانتهت الهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة التي بدأ سريانها في 24 نوفمبر، صباح الجمعة واستؤنف القتال بين الطرفين
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، وتم اختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردت إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية، وبلغت حصيلة القتلى في غزة 14854 شخصا، بينهم 6150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن إصابة نحو 36 ألف شخص، فيما بلغ عدد المفقودين قرابة 7 آلاف مفقود، بحسب ما ذكرته السلطات التابعة لحماس قبل انتهاء الهدنة.