أعلنت أرمينيا أنها استأنفت المباحثات مع أذربيجان -اليوم الخميس- بشأن ترسيم حدودهما المشتركة، في وقت تشهد فيه مفاوضات السلام تعثرا بين هذين البلدين في القوقاز.
وصرح المتحدث باسم رئيس اللجنة الأرمينية آني بابايان بأن اللجان الأرمينية والأذربيجانية المعنية بـ”ترسيم الحدود” بدأت “الجولة الخامسة من المحادثات”.
وقال بابايان إن هذه اللجان يرأسها على التوالي مهير غريغوريان نائب رئيس الوزراء الأرميني ونظيره الأذربيجاني شاهين مصطفاييف.
ويدور نزاع بين باكو ويريفان منذ عقود على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية التي استعادتها باكو يوم 19 سبتمبر/أيلول الماضي بعد هجوم خاطف انتهى باتفاق لوقف العملية وتخلّي المجموعات المسلحة “غير القانونية” والقوات المسلحة الأرمينية الموجودة في قره باغ عن سلاحها وإخلاء مواقعها العسكرية.
وفر جميع السكان الأرمن في المنطقة تقريبا، أي أكثر من 100 ألف شخص من أصل 120 ألفا مسجلين، إلى أرمينيا منذ ذلك الحين.
كما تقع بانتظام حوادث مسلحة، غالبا ما تكون دامية على الحدود الرسمية بين البلدين.
سلام متعثر
ولم تحقق محادثات السلام بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين تقدما رغم إعلان قادتهما إمكان توقيع اتفاق سلام شامل بحلول نهاية العام.
ورفضت أذربيجان المشاركة في محادثات مع أرمينيا، كان من المقرر إجراؤها في الولايات المتحدة خلال الشهر الحالي بسبب موقف واشنطن “المنحاز” بعد تصريحات جيمس أوبراين نائب وزير الخارجية الأميركي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، رفض الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لقاء رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في إسبانيا بسبب “البوادر الأوروبية الأخيرة، وخاصة الفرنسية”، لدعم أرمينيا.
ويعد إقليم ناغورني قره باغ أبرز قضايا الخلاف بين باكو ويريفان، وهو يقع داخل أراضي أذربيجان التي تتنازع عليه منذ عقود مع أرمينيا الداعمة لانفصاله، وأدى هذا النزاع إلى حروب طاحنة بينهما، وتعد مشكلته من أطول وأعقد الأزمات التي تفجرت في مناطق الاتحاد السوفياتي السابق إثر انهياره عام 1991.
وتبذل كل من واشنطن وبروكسل وموسكو جهودا دبلوماسية لتطبيع العلاقات بين البلدين، لكن التوصل إلى اتفاق سلام واسع النطاق ما زال أمرا بعيد المنال، وفق مراقبين.