باريس: فازت الرياض السعودية بحق استضافة معرض إكسبو 2030 العالمي، حسبما أظهرت نتائج التصويت، الثلاثاء (28 نوفمبر/تشرين الثاني)، في انتصار دبلوماسي آخر لدولة خليجية بعد كأس العالم في قطر العام الماضي.
وتتنافس مدينتا بوسان في كوريا الجنوبية وروما في إيطاليا على استضافة المعرض العالمي، وهو حدث يقام كل خمس سنوات ويجذب ملايين الزوار واستثمارات بمليارات الدولارات.
وأظهرت نتائج 182 عضوا في المكتب الدولي للمعارض ومقره باريس أن الرياض حصلت على 119 صوتا وبوسان 29 وروما 17. وكانت السعودية بحاجة إلى الحصول على ثلثي الأصوات للفوز من الجولة الأولى.
كان المتسابقون الإيطاليون لاذعين في خيبة أملهم.
وقال جيامبيرو ماسولو، رئيس ملف عرض إكسبو الإيطالي، للصحفيين: “هذه النتيجة الضخمة للسعودية كانت غير متوقعة بهذه النسب”. “لم يعد الأمر يتعلق بالمزايا، بل بالمعاملات.”
وأضاف: “أمس كانت بطولة كرة قدم، وغدًا ستكون الألعاب الأولمبية”.
كما أعربت كوريا الجنوبية عن خيبة أملها.
وقالت كيم إيون-هي، السكرتيرة الصحفية للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، في بيان: “لقد حاولنا بشدة، القطاعين الخاص والعام كفريق واحد، لكننا توصلنا إلى هذه النتيجة المخيبة للآمال”.
وكانت الرياض قد استعانت بنجم كرة القدم كريستيانو رونالدو، الذي يلعب لصالح النصر، لإقناع الأعضاء في فيديو تم عرضه قبل التصويت. واقترحت العاصمة السعودية استضافة الحدث بين أكتوبر 2030 ومارس 2031.
ويعد الفوز بمثابة تتويج لبرنامج رؤية 2030 الطموح الذي أطلقه ولي العهد الفعلي الأمير محمد بن سلمان، والذي يهدف إلى إبعاد البلاد عن اعتمادها على النفط.
وقال وزير الخارجية السعودي: “كان لدينا فريق رائع من الوزراء يجولون حول العالم، ويتواصلون مع نظرائنا بطريقة نشطة للغاية لفهم ما كانوا يتوقعونه، وما كانوا يبحثون عنه وما الذي يجب أن نقدمه من أجل كسب ثقتهم”. قال الأمير فيصل بن فرحان آل سعود.
يقول النقاد إن الأمير محمد يريد استخدام الحدث لتحسين صورة بلاده بعد مقتل الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي عام 2018، والذي يعتقد القادة الغربيون أنه تم بأمر من ولي العهد.
كانت الوفود الثلاثة في حالة من المساومات المفرطة خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث نظمت فعاليات ضغط رائعة في العاصمة الفرنسية.
وحصلت السعودية على وجه الخصوص على الدعم الفرنسي، مما أثار غضب روما. وقال مستشارون للرئيس إيمانويل ماكرون إن الدعم الفرنسي يأتي مقابل مساعدة السعودية في قضايا أخرى تقع في قلب الأولويات الدبلوماسية الفرنسية.
وقال مسؤول أوروبي إن الأمر يتعلق بلبنان دون الخوض في تفاصيل.