نشر “موقع الجزيرة الإنجليزية” تقريرا عما جرى بالمستشفى الإندونيسي بـ قطاع غزة في آخر الساعات من قصف جيش الاحتلال له وإجلاء العاملين به معتمدا على شهادة أحد المساعدين الطبيين الإندونيسيين المتطوعين للعمل هناك.
ونقل التقرير، الذي كتبته الصحفية عائشة لويلين المقيمة بمدينة ميدان بـإندونيسيا، عن فكري رفيق الحق المساعد الطبي بالمستشفى قوله إنه وزميليه الإندونيسيين رضا الديلا كورنياوان وفريد زازبيل الأيوبي، المتطوعان من “لجنة الإنقاذ الطبي في حالات الطوارئ”، ومقرها بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا، واجهوا خيار الإخلاء إلى بر الأمان أو البقاء مع مرضاهم.
وأضاف رفيق أنهم اختاروا البقاء في مكانهم حتى أجبرهم الجيش الإسرائيلي على المغادرة، وفرضت دبابات الاحتلال حصارا تاما على المستشفى وبدأت تقصف المبنى باستمرار.
أولوية الإجلاء للمرضى
وأوضح رفيق أن إجلاءهم تم عبر طريق يستخدمه الصليب الأحمر الدولي بإذن من الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى تنفيذ 3 عمليات إجلاء أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء الأسبوع الماضي، وقد كانت الأولوية في الإجلاء للمرضى والجرحى.
كما قال إن القوات الإسرائيلية دمرت عمدا مولد الكهرباء الوحيد العامل في المستشفى بإشعال النار فيه، وقتلت 12 شخصا بقصف عشوائي للطوابق الأول والثاني والثالث من المبنى.
وصرح رفيق -الذي لم يتمكن من التواصل مع العالم خارج قطاع غزة لعدة أسابيع حتى إجلائه إلى خان يونس- “قبل إجلائنا، كانت الهجمات تزداد كثافة ساعة بعد ساعة”.
أنقاض
وأشار المساعد الطبي الإندونيسي في شهادته التي قدمها إلى وجود 3 دبابات كبيرة على بعد حوالي 50 مترا من مبنى المستشفى كانت تطلق النار بشكل دوري على المبنى، مما حوله إلى أنقاض، وهو الآن تحت السيطرة الكاملة للجيش الإسرائيلي.
وقالت وزارة الصحة في غزة الجمعة الماضية إن إطلاق النار على المستشفى في الساعات الأخيرة قبل الهدنة أسفر عن مقتل امرأة وإصابة 3 أشخاص آخرين على الأقل.
ونقل التقرير أن أسامة بن جواد من قناة الجزيرة، الذي تمكن من الوصول إلى المنشأة، أفاد بأن “رائحة الموت” كانت تموج خارج المستشفى “حيث تتراكم الجثث المتفحمة والمتحللة، ومن بينها الأطفال، في الزوايا”.
محاسبة إسرائيل
كما نسب التقرير إلى سربيني عبد مراد، رئيس “لجنة الإنقاذ الطبي في حالات الطوارئ” الإندونيسية، القول إن الهجمات على المستشفى تشكل انتهاكا للقانون الدولي، وإنه ينبغي على إندونيسيا بذل المزيد من الجهد لمحاسبة إسرائيل بالنظر إلى صلات البلاد بالمستشفى الذي افتتحه نائب الرئيس الإندونيسي آنذاك يوسف كالا في عام 2016 بعد تمويله من تبرعات من المواطنين الإندونيسيين والمنظمات الإنسانية.
وناشد مراد الجميع الضغط على المحكمة الجنائية الدولية، ولا سيما الدول الـ5 الكبرى (الأعضاء الـ5 الدائمون في مجلس الأمن الدولي: الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة)، والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وقال ساربيني إنه لا توجد خطة لإجلاء المتطوعين الإندونيسيين الـ3 بشكل دائم من غزة، حيث لا يزال هناك عمل مهم يتعين عليهم القيام به فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية للجرحى والنازحين في خان يونس.
وفي الوقت الحالي، يقول ساربيني، إن رفيق وزملاءه يقومون بتقييم وضعهم وهم يكتشفون كيف يمكنهم مساعدة سكان غزة على أفضل وجه، وإنهم أصبحوا يأكلون بشكل جيد بعد أن قضوا أياما خلال الحصار، وهم يعتمدون على كميات قليلة من الطعام والماء.
وقال رفيق “الحمد لله، لدينا ما يكفي من الطعام هنا الآن. هناك أشخاص يبيعون الإمدادات حول المستشفى الأوروبي في خان يونس. نأكل البطاطس المقلية والباذنجان المقلي والفلفل المقلي. في بعض الأحيان نتمكن من الحصول على الأرز مع القليل من اللحم، وأحيانا نأكل الطعام المحلي مثل الخبز والحمص”.