ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن شهادات الأسرى المفرج عنهم مؤخرا من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة أكدت أن الحركة أحسنت معاملتهم، وأنهم “لم يتعرضوا لأي نوع من العنف أو الإهانة”، وهو ما يدعم شهادة الأسيرة الإسرائيلية المسنة ليفشيتس المفرج عنها نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال المراسل العسكري في القناة الـ13 الإسرائيلية ألون بن دافيد -خلال حوار تلفزيوني- إنه تواصل مع بعض الأسرى المفرج عنهم خلال الهدنة وقالوا إن مقاتلي حماس “جمعوا منتسبي كل كيبوتس (مستوطنة) مع بعض، مما أعطاهم إحساسا أكبر بالراحة”.
وأضاف “لم يتعرضوا للعنف ولا للإهانة، وحاول عناصر حماس تزويدهم بالغذاء وبالمسكنات وأدويتهم الاعتيادية قدر المستطاع، في ظل ظروف أمنية خطيرة وقاسية تحت الأرض وداخل الأنفاق”.
وتابع “كانوا يجلسون ويتحدثون مع بعضهم البعض، ويقومون بأنشطتهم بشكل اعتيادي، ويستخدمون اليوتيوب، لقد أعطاهم ذلك دفعة للصمود”.
وقال متحدث آخر خلال البرنامج ذاته إنه استمع إلى هذه الشهادة ولشهادات أسرى إسرائيليين مفرج عنهم، معتبرا أن ما سمعه “يشعرنا بالخجل”، خاصة أن الأسيرة ليفشيتس قالت سابقا الكلام نفسه، فتم تكذيبها وقالوا إن حماس أثرت عليها.
وأضاف “لقد كانت تقول الحقيقة تماما مثلما قال هؤلاء (الأسرى)، جلست معهم وسمعت منهم الرواية نفسها بالضبط”.
يشار إلى أن الأسيرة الإسرائيلية ليفشيتس (85 عاما) -وهي من المستوطنة الزراعية نير عوز- كانت هي ورفيقتها المسنة نوريت كوبر لدى حركة حماس في غزة، قبل أن تفرج عنها لدوافع إنسانية.
وفاجأت ليفشيتس الجميع خلال مؤتمر صحفي في تل أبيب بعد إطلاق سراحها، حيث قالت “لقد تعاملوا معنا بود وعناية، ووفروا لنا الطعام والدواء، وأحضروا لنا طبيبا لفحصنا ومضمدا لمتابعة وضعنا الصحي ومعالجة من أصيب منا بجراح”.
وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقدته برفقة أفراد عائلتها أثارت التفاصيل التي نقلتها ليفشيتس وسائل الإعلام العالمية وأظهرت حركة حماس بشكل إيجابي وأكدت روايتها بشأن ملف الأسرى.
كما أثارت ضجة في مختلف الأوساط الإسرائيلية مع توجيه الانتقادات الداخلية وتبادل التهم، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت.
وفي أعقاب التصريحات التي وثقتها كاميرات الصحافة الإسرائيلية والأجنبية وجهت وسائل إعلام إسرائيلية انتقادات شديدة اللهجة إلى حكومة بنيامين نتنياهو وتعاملها مع ملف الأسرى والمفقودين، وإدارتها الفاشلة لهذا الملف، على حد وصفها.