لوموند: فلسطين لم تعان في تاريخها مثلما تعاني اليوم

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الشعب الفلسطيني الذي انتقل من مأساة إلى مأساة منذ النكبة عام 1948، لم يتحمل قط ولم يتحمل أطفاله مثل هذه المعاناة في مثل هذا الوقت القصير، إذ قاسى خلال شهر ونصف من قصف متواصل لا هوادة فيه.

وأوضح المؤرخ الخبير بقضايا الشرق الأوسط الدكتور جان بيير فيليو –في عموده بالصحيفة- أن الجيش الإسرائيلي ربما لم يحقق أي نجاح حاسم بهذا القصف المتواصل والتدمير بشمال قطاع غزة، ولكنه يستعد لتدمير جنوب القطاع بنفس العمى المنهجي الذي دمر به شماله، ليدفع الفلسطينيون مثل هذا الثمن لصراع، هم فيه أبرياء كما يجب أن نتذكر، إذ أطلق شرارته هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

قتل تجاوز كل ما سبقه

ورأى الكاتب أن حجم هذه المذبحة اليوم لم يحدث قط على مدى 75 سنة الماضية، رغم المآسي التي طبعت التاريخ الفلسطيني منذ ذلك الحين، حيث بلغت حصيلة القتلى في أكثرها دموية ألف قتيل أثناء الاحتلال الإسرائيلي الأول لغزة، وبضعة آلاف عام 1970 في “أيلول الأسود” بالأردن، ثم بضعة آلاف في مجازر لبنان عام 1976، وبين 800 و3000 قتيل في مذبحة عام 1982 في مخيمي صبرا وشاتيلا، إضافة إلى 1200 في قمع الانتفاضة الأولى، و3000 قتيل أثناء الانتفاضة الثانية، وأخيرا أكثر من 4000 قتيل في نهاية الهجمات الإسرائيلية المختلفة على غزة من 2008 إلى 2022.

أما عدد القتلى في الحرب الحالية، فقد بلغ 14854 شهيدا في غزة حتى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحسب الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، مما يعني أن شهرا ونصفا من الأعمال العدائية حصد ما يفوق 75 سنة كاملة منذ النكبة، كما أن عدد الأطفال الذين قُتلوا بلغ 6150 طفلا، أو أكثر من 40% من الضحايا.

تدمير أكبر مدينة بفلسطين

لقد كانت واحة غزة منذ العصور القديمة بمثابة ملتقى طرق تجاري بين مصر والشرق الأوسط، وكان ميناؤها منذ قرن مركزا رئيسيا لتصدير الحمضيات والحبوب. وعلى الرغم من الحصار والحروب المتكررة، ظلت مدينة غزة، أكثر سكانا بـ4 أضعاف من مدينة الخليل، و5 مرات من مدينة نابلس، و20 مرة من مدينة رام الله في الضفة الغربية، كما يقول الكاتب.

واليوم، تم تدمير أو تضرر ما بين 40% إلى 50% من المباني في أكبر مدينة فلسطينية، كما أن شبكات توزيع المياه والكهرباء فيها لم تعد صالحة للاستخدام، ولا يعمل فيها سوى مستشفى واحد، وحتى النكبة لم يحدث فيها مثل هذا الدمار.

وقد اضطر ثلاثة أرباع سكان غزة إلى الفرار من منازلهم، ونصفهم مكدسون في مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، تهددهم مخاطر الأوبئة في غياب مياه الشرب، والإنسانية كلها تشاهد مثل هذه الكارثة.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *