أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، الثلاثاء، أن ثلاث أميركيات، إحداهن طفلة عمرها 3 سنوات، ستفرج عنهن حماس في إطار الاتفاق الذي أبرمته مع إسرائيل وتعهدت بموجبه إطلاق سراح 50 مختطفا مقابل الإفراج عن 150 سجينا فلسطينيا والالتزام بهدنة مدتها أربعة أيام.
وقال المسؤول إن الثلاثة بينهم طفلة تبلغ من العمر ثلاثة أعوام وكان والداها من بين أكثر من 1200 شخص قتلوا في الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل، حسبما ذكرت وكالة “فرانس برس”.
وقال المسؤول، الذي تحدث للصحفيين شريطة عدم نشر هويته، إن من المرجح أن يجري إطلاق سراح أكثر من 50 من المحتجزين، معظمهم من النساء والأطفال، بمجرد توقف القتال، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.
وقال مسؤول بإدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن من بين المواطنين الأميركيين التسعة المختطفين سيتم إطلاق سراح “امرأتين وفتاة واحدة”.
وقال المسؤول “لدينا طفلة واحدة، فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات اسمها أبيغيل… ولدينا امرأتان”، حسبما ذكرت وكالتي “رويترز” و”فرانس برس”.
وفي تصريحات سابقة لشبكة “إن بي سي نيوز”، تحدثت ليز هيرش نفتالي، عمة أبيغيل إيدان، عن رؤيتها لمشهد اختطاف الطفلة البالغة من العمر 3 سنوات يوم 7 أكتوبر بينما أطلق مقاتلو حماس النار على والدتها وقتلوها وهربوا مع والدها وشقيقيها.
وقالت نفتالي: “كانت أبيغيل بين ذراعي والدها، وبينما كانوا يركضون، أطلق عليه إرهابي النار وقتله”.
وأضافت: “علمنا أن أبيغيل زحفت بالفعل من تحت جسد والدها وذهبت مملوءة بدمه إلى أحد الجيران”.
وقالت نفتالي إن “حماس اختطفت في وقت لاحق الجارة وأطفالها الثلاثة وأبيغيل”.
وقال المسؤول إن من المتوقع إطلاق سراح أول دفعة من المختطفين بعد 24 ساعة من إعلان الاتفاق، ومن المرجح أن يجري إطلاق سراح أول مجموعة، صباح الخميس.
وأشار المسؤول إلى أن واشنطن تتوقع أن تفرج حماس عن “أكثر من 50 مختطفا”، معربا عن أمله في أن تنعكس الهدنة في غزة “وقفا تاما” للقتال على الحدود بين إسرائيل ولبنان حيث تدور يوميا اشتباكات مسلحة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني الذي يقول إنه يتدخل دعما لحماس، وفق “فرانس برس”.
والأربعاء، رحب الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالاتفاق الرامي إلى تأمين إطلاق سراح المختطفين لدى حماس، خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وقال بايدن في منشور عبر حسابه بمنصة أكس: “أنا سعيد لأن هذه الأرواح الشجاعة، التي عانت من محنة لا توصف، سيتم لم شملها مع عائلاتها بمجرد تنفيذ هذه الصفقة بالكامل”.
وتوجه الرئيس الأميركي بالشكر لكل من أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، “على مساهمتهما الحاسمة في التوصل إلى هذا الاتفاق”.
وأعرب بايدن أيضا عن تقديره لالتزام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين ناتنياهو، لدعم تنفيذ هذه الصفقة بالكامل.
وأضاف بايدن “منذ اللحظات الأولى لهجوم حماس الوحشي، عملنا أنا وفريقي بشكل وثيق مع الشركاء الإقليميين لبذل كل ما في وسعهم لتأمين إطلاق سراح مواطنينا”، مشيرا إلى أن “صفقة اليوم ستعيد المزيد من الرهائن الأميركيين إلى الوطن”.
وتابع بايدن: “كرئيس ليس لدي أولوية أعلى من ضمان سلامة الأميركيين المحتجزين كرهائن في جميع أنحاء العالم. ولن أتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا”,
والأربعاء، أكدت قطر توصل إسرائيل وحماس لاتفاق على “هدنة إنسانية” مدتها أربعة أيام قابلة للتمديد تفرج خلالها الحركة الفلسطينية عن 50 من النساء المدنيات والأطفال الذين تحتجزهم في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح “عدد من النساء والأطفال الفلسطينيين” المسجونين في إسرائيل.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان إن الهدنة التي ساهمت في التوسط فيها مع مصر والولايات المتحدة “سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد”.
وأضافت أن اتفاق التبادل يشكل المرحلة الأولى “على أن يتم زيادة أعداد المفرج عنهم في مراحل لاحقة من تطبيق الاتفاق”.
وتابعت أن “الهدنة ستسمح بدخول عدد أكبر من القوافل الإنسانية والمساعدات الإغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الإنسانية”.
وأكدت قطر “استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، وتثمن بهذا الصدد الجهود التي بذلتها مصر والولايات المتحدة الأميركية في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق”.
وصباح الأربعاء، صوتت الحكومة الإسرائيلية، لصالح الاتفاق، وأوضحت رئاسة الوزراء باإسرائيل في بيان أن “الحكومة وافقت على الخطوط العريضة للمرحلة الأولى لاتفاق يتم بموجبه إطلاق سراح ما لا يقل عن 50 مختطفا من النساء والأطفال على مدار أربعة أيام يسري خلالها وقف للقتال”.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح أربعة محتجزين فقط وهم الأميركيتان جوديث رعنا (59 عاما) وابنتها ناتالي رعنا (17 عاما) في 20 أكتوبر “لأسباب إنسانية” والإسرائيليتان نوريت كوبر (79 عاما) ويوشيفيد ليفشيتز (85 عاما) في 23 أكتوبر.
ومن جانبها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، التي شاركت في هجوم السابع من أكتوبر مع حماس، في وقت متأخر من الثلاثاء إن إسرائيلية احتجزها في هجوم السابع من أكتوبر توفيت.
وقالت سرايا القدس على قناتها على تطبيق تلغرام “سبق وأبدينا استعدادنا عن إطلاق سراحها لأسباب إنسانية، ولكن مماطلة العدو أدى إلى فقدان حياتها”.
هدنة مرتقبة.. هل تمثل فرصة لـ”التقاط الأنفاس” في غزة؟
مع تزايد التصريحات والمؤشرات حول “صفقة مرتقبة وهدنة مؤقتة” في قطاع غزة، يرصد محللون إسرائيليون وفلسطينيون تأثير تلك الصفقة على مسار المعارك بين إسرائيل وحركة حماس، والتي يرون فيها “فرصة لالتقاط الأنفاس” قبل استكمال متوقع للعمليات الميدانية.
واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس بعد هجوم مباغت شنته الحركة على مواقع عسكرية ومناطق سكنية محاذية لقطاع غزة، أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، واختطاف 239 شخصا، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومنذ ذلك الحين، ترد إسرائيل بقصف جوي وبحري وبري مكثف على القطاع المحاصر، أتبعته بعملية برية لا تزال متواصلة، وبلغت حصيلة القتلى في غزة أكثر من 13 ألفا و300 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، فضلا عن إصابة ما يزيد على 30 ألف شخص، بحسب آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، الإثنين.