قالت صحيفة لوموند إن مليوني فلسطيني في قطاع غزة، يعيشون منذ 16 عاما تحت حصار لا يرحم، ومنذ 6 أسابيع تحت القصف وعمليات الجيش الإسرائيلي، يجدون أنفسهم محرومين من كل شيء، ومحكوما عليهم بالتيه، وطالبت بوقف هذا الدمار.
ولفتت الصحيفة إلى أنه لا أحد يهتم بمصير هؤلاء، وحتى الحلفاء الغربيين لإسرائيل لا يختلفون معها في اعتبار أن الثمن الذي يدفعه هؤلاء السكان في النهاية “مقبول”.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية لها- أن الأدلة على القضاء على قادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الهدف الإسرائيلي المعلن، لم تظهر بعد رغم أن الجيش الإسرائيلي سيطر على مناطق في النصف الشمالي من غزة، أما صور الدمار فهي ظاهرة لكل من يريد رؤيتها، ففي كل مكان وصلت إليه إسرائيل بنية تحتية مدمرة إلى جانب مقتل آلاف الأشخاص، حتى إن الإدارة الأميركية لم تعد تكذب أرقام الضحايا.
صدمة النكبة
ورغم تخريب شبكات المياه والكهرباء والطرق والمدارس والمستشفيات وكل مظاهر الحياة، تؤكد السلطات الإسرائيلية عدم وجود “روح انتقامية” فيما تقوم به، متعذرة باحتمال وجود “إرهابي” أو نفق للتدمير.
وتساءلت الصحيفة كيف يمكن وصف هذا العمل المنهجي الذي تقوم به إسرائيل، والتي تهدد بمرحلة جديدة من عمليتها، إذا ما استهدف هذه المرة مدينة خان يونس الكبيرة في جنوب القطاع، ودائما تحت بند مطاردة قادة حماس الذين اتضح أنهم لم يكونوا في المنطقة الشمالية التي تحولت إلى حقول من الأنقاض وحيث حوصر آلاف الأشخاص.
وختمت لوموند بأن المدنيين المحرومين من كل شيء، تركوا لحالهم تائهين، بشكل مأساوي في مخيمات مؤقتة، تجعلهم يستذكرون من جديد صدمة النكبة التي تمثلت في تهجيرهم القسري الذي بدأ عام 1948.
وتشن إسرائيل منذ 46 يوما حربا لا هوادة فيها على قطاع غزة قتل فيها حتى الآن ما لا يقل عن 13 ألفا من المدنيين الفلسطينيين منهم أكثر من 5 آلاف طفل فضلا عن عشرات آلاف الجرحى ودمار هائل.