أظهرت صور أقمار اصطناعية حصلت عليها قناة الجزيرة، اتخاذ قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مدارس إيواء النازحين منطقة تمركز وتمترس الآليات، في وقت يحتدم فيه القتال وتتزايد عمليات المقاومة الفلسطينية في غزة ضد القوات المتوغلة.
وبحسب الصور التي تعود إلى يوم 14 نوفمبر/تشرين الثاني، اتخذت القوات الإسرائيلية من مدرستي الكرمل والشاطئ نقطة تمركز للآليات حيث تبعد كل منهما 400 متر عن مجمع الشفاء الطبي.
وحول سبب ذلك يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، إن كل مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” تحولت ملاجئ للنازحين، ولهذا تتعمد قوات الاحتلال وضع آلياتها بالقرب منها.
ويضيف أن الهدف من ذلك دفع مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” عدم مهاجمة الآليات والدبابات بسبب وجود أعداد كبيرة من الفلسطينيين، مستدلا بأن الأخيرة لم تهاجم مستشفى الرنتيسي للأطفال إلا بعد إخلائه من النازحين وتحوله لنقطة تموضع لقوات الاحتلال.
وحول الصور التي أظهرت وجود تمركز للآليات عند تقاطع شارعي عمر المختار والجلاء في غزة وكذلك سواتر ترابية قرب محطة معالجة المياه العادمة، رجح الدويري أن يكون الهدف منها اختيار منطقة يكون فيها حرية رؤية وحركة، وحرية أمان، علاوة على استخدامها في أي وضع جديد.
أما بشأن هجوم القسام النوعي الذي استهدف مستشفى الرنتيسي وإدخال وحدة الاستشهاديين، يوضح الخبير العسكري أن المعطيات الميدانية تحدد نوعية الهجمات، مشيرا إلى أن مربع المستشفيات بات نقطة حشد للقوات الإسرائيلية على مستوى الآليات والأفراد.
ويضيف أنه جرت عمليات مراقبة ورصد من قبل مقاتلي القسام لهذه الآليات الإسرائيلية وتحديد أنواعها، قبل الشروع بتنفيذ عدة هجمات مختلفة بعد اكتمال المعلومات الاستخبارية، وأكد أن طبيعة الهدف والظروف الميدانية تطلبت هذا العدد من المقاتلين.
وكان أبو عبيدة المتحدث باسم القسام كشف في أحدث كلماته عن تنفيذ 25 مقاتلا من قوات النخبة القسامية هجوما مركبا استهدف قوات الاحتلال في مستشفى الرنتيسي في غزة، حيث أجهزوا من المسافة صفر على 4 جنود ترجلوا من ناقلة جند قرب المستشفى.
أما بشأن الاختراق الذي أحدثته قوات الاحتلال في عزبة بيت حانون شمالي قطاع غزة ووصولها إلى مشارف جباليا، قلل الدويري من الخطوة لكون المسافة التي دخلتها التي تقرب من كيلومترين تعد أرضا رخوة ولا يوجد مبانٍ فيها.
وفيما يتعلق بإطلاق الصواريخ تجاه تل أبيب، التي وصفت بأنها إحدى أكبر الرشقات التي استهدفت المدينة، بين الخبير العسكري أن المساحة التي شملتها صافرات الإنذار تتجاوز 2000 كيلومتر مربع، وهي توازي 7 أضعاف مساحة قطاع غزة.
وأكد أن الرسالة التي أرادتها القسام مزدوجة، فالأولى عسكرية بأن هيئة الأركان لا تزال قادرة على إدارة المعركة رغم الدمار، والثانية سياسية مفادها أن المفاوضات بشأن ملف الأسرى المحتجزين في غزة، تجري من منطلق الندية والقدرة على انتزاع الحق.
قوات الاحتلال
وحول قوات الاحتلال المتوغلة يقول الخبير العسكري إن تل أبيب حشدت 5 فرق عسكرية لمعركة غزة، مما يعني 45% من القدرة القتالية لجيش الاحتلال، مقابل 25% للجبهة الشمالية مع لبنان، بينما يتبقى 30%، منها 10% مخصصة للضفة الغربية والبقية احتياط إستراتيجي.
وقدر وجود 3 فرق إسرائيلية في غزة حيث يوجد بكل فرقة 350 آلية مقاتلة، مما يعني وجود بين 1000 و1100 آلية متنوعة ما بين دبابة وناقلة جند، معززة بألوية جفعاتي وغولاني والمظليين.
وأشار إلى أن القسام أعلنت تدمير 290 آلية إسرائيلية كليا أو جزئيا، أي أن الاحتلال خسر 80% من معدات إحدى الفرق العسكرية الثلاث وخروجها عن الخدمة.
وبشأن دلالات هجوم حزب الله اللبناني على إحدى ثكنات جيش الاحتلال في الشمال، يعتقد الدويري أن الحزب أراد إيصال رسالة أنه منغمس بالقتال باستخدامه صاروخ بركان الذي يعد تأثيره قويا.