قالت صحيفة لوتان السويسرية إن إسرائيل تنشر بانتظام، منذ بدء عمليتها في محيط مستشفى الشفاء بغزة، صورا ومقاطع فيديو بهدف إثبات وجود حماس في المكان، ولكن المحلل العسكري جان مارك ريكلي من مركز جنيف للسياسة الأمنية، يدعو إلى الحذر ويؤكد أن إسرائيل تجد صعوبة في الإقناع، خاصة في مناخ الشك الحالي.
ومع أن إسرائيل عرضت ما قالت إنه شريط من كاميرا مراقبة في المستشفى يعود تاريخه إلى 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يظهر أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ينقلون رهينتين في الشفاء، نيبالي وتايلندي، وأكدت أن حماس حفرت نفقا بطول 55 مترا وعمق 10 أمتار تحت المستشفى، إلا أن ذلك لا يعد دليلا.
ويقول جان مارك ريكلي إن “هذه القناة (أي النفق) تبقى غامضة للغاية، والصور التي صورها الجيش الإسرائيلي تظهر نفقا يؤدي إلى باب لكننا لا نعرف ما وراءه”، وفق تعبيره.
وهذا لا يعني أنه لا يوجد شيء تحت هذا المستشفى –كما تقول الصحيفة في تقرير بقلم ألين جاكوتيه- لكن “حتى الآن لم نر مركز القيادة الذي كان الإسرائيليون يحدثوننا عنه كثيرا”، وبالتالي لا يوجد سوى صور الحقائب التي تحتوي على بنادق هجومية وقنابل يدوية عرضها الجيش.
وأضاف التقرير أنه “في القانون الدولي، من يهاجم مكانا محميا مثل المستشفى، بحجة أن العدو يستخدمه لعملياته، لا بد له من إثبات أن عمله مشروع”، كما يوضح الخبير الذي قدر أن الأدلة التي قدمتها إسرائيل في مستشفى الشفاء ليست حاسمة.
طريق وسط
ويرى المحلل العسكري أن إسرائيل، لم تختر طريقة تدخل مشاة البحرية الأمريكية عام 1993 في مقديشو، عندما قاتلوا في المدينة، ولا طريقة الروس في تدمير ماريوبول، ولكنها اختارت طريقا وسطا، وهو تكتيك “الهندسة الحضرية العكسية”، متحررة من قيود تخطيط المدن من خلال تدمير المباني لإعادة إنشاء الممرات حولها، متسائلا هل ستكون هذه الإستراتيجية فعالة؟.
ويشير إلى أن التحدي الذي يواجه إسرائيل هو إثبات صحة أفعالها، وأنه “كلما تأخر تقديم الأدلة زادت الشكوك”، وتأثر مصير الأسرى، خاصة أن الوزير بيني غانتس قال لعائلاتهم إن إسرائيل “لديها عقود من الزمن لتدمير حماس ولكن ليس لديها مثل ذلك الوقت لإعادة الناس إلى ديارهم”.
وتساءل جان مارك ريكلي ماذا ستفعل إسرائيل في جنوب قطاع غزة “بعد أن دفعت المدنيين إلى اللجوء إليه”، فهل ستدفعهم مرة أخرى إلى اللجوء شمالا لتفعل بالجنوب مثلما فعلت بالشمال؟.
وأشار إلى أن الدعم الغربي لإسرائيل تآكل بسرعة لأن حماس سعت إلى خلق سردية حول الاستخدام غير المتناسب للقوة.