وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن “الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي ونخشى أن يكرر ما فعله بمجمع الشفاء” الذي أخلي بعد حملة قصف كثيف وباتت تسيطر عليه القوات الإسرائيلية. من جانبه، يقول الجيش الإسرائيلي إنه يواصل “توسيع” عملياته في شمال قطاع غزة.
ويرجح خبراء تحدثوا لـ”سكاي نيوز عربية” تكرار سيناريو اقتحام الشفاء في جميع المستشفيات داخل القطاع، بزعم استغلالها من جانب حماس كمراكز للعمليات، فيما يواصل الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته داخل القطاع.
ماذا يحدث بالمستشفى الإندونيسي؟
قتل ما لا يقل عن 12 فلسطينيا وأصيب عدد آخر بجروح في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الإندونيسي في شمالي غزة، حسب ما أعلنته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) صباح يوم الاثنين.
وأضافت (وفا) أن القصف الإسرائيلي على المستشفى الإندونيسي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية استهدفته أيضا بالرصاص الحي وبشكل مباشر، كما أطلقت قذائف المدفعية في محيطه.
وقالت مصادر محلية، إن الجيش الإسرائيلي قصف أيضا محيط مستشفى العودة في شمال قطاع غزة.
المستشفيات ضمن بنك الأهداف
ويقول أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني عزام شعث إن أن المستوى السياسي في إسرائيل ورئيس وزرائها نتنياهو معنيّ على نحو خاص- ولأسباب شخصية- بإدامة أمد العدوان الحربي على قطاع غزة، وبعد اقتحام الشفاء دون تحقيق أي من الأهداف العملياتية لقواته على الأرض، ستعمل إسرائيل على الانتقال للمرحلة التالية وهي التوسع في مدينة غزة وشمالها، وتهجير سكانها باتجاه جنوب القطاع، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية من الهجوم البري الذي من المتوقع أن يمتد إلى وسط وجنوب القطاع وبالآلية نفسها:
- الهجوم البري على المناطق “الرخوة” تمهيدًا لعملية الانتشار الواسع في المدن والمخيمات، بما يضمن تقليل الخسائر في الآليات العسكرية والجنود.
- تكرار نموذج اقتحام المستشفيات، وقد يتم تعميم هذه التجربة مع مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وهذا ما تظهره تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين بعد العملية الواسعة لاقتحام مستشفى الشفاء التي لم تتحقق من ورائها أهداف إسرائيل وقواتها العسكرية المنتشرة في قطاع غزة.
لماذا استهداف المستشفيات؟
يرى شعث أن تكرار عملية اقتحام المشافي في قطاع غزة أكثر ما يمكن أن يحققه لإسرائيل هو تهجير أكبر عدد ممكن من المدنيين الفلسطنيين النازحين، ويتسبب في كوارث إنسانية للمرضى والمصابين والكادر الطبي، دون يحقق للحكومة الإسرائيلية أهدافها.
وأكد أن إسرائيل “خسرت إنسانيا وأخلاقيا بعد اقتحام الشفاء بالمعنين السياسي والقانوني وعلى صعيد تراجع شعبية الحكومة الإسرائيلية ورئيسها لدى المجتمع الإسرائيلي الذي ينتظر تصدير صورة النصر من غزة وإن كان على حساب المدنيين الفلسطنيين العزل في قطاع غزة”.
ومنذ بداية الحرب في غزة التي قاربت شهرها الثاني، تتهم إسرائيل حماس باستخدام المستشفيات لإخفاء مقارها ومنشآتها وقد تكرر هذا الاتهام مرارا على لسان المتحدثت باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، الذي قال في عدة مؤتمرات صحفية إن ، أن”حماس تستخدم المستشفيات لأغراض إرهابية”، مضيفًا أن الحركة “تستغل المستشفيات لإخفاء آلتها الحربية”.
وقد ردت حماس بالنفي مرارا على التهم الإسرائيلية وكانت قد أصدرت بيانا في الخامس من الشهر الجاري، دعت فيه الأمم المتحدة لتشكيل لجنة دولية لزيارة المستشفيات في قطاع غزة والتحقق من ادعاءات إسرائيل حول استخدامها مواقع للمقاومة، ووصف عضو المكتب السياسي حركة حماس ، عزت الرشق، الاتهامات الإسرائيلية بأنها “مغالطات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة”.
فشل استراتيجي
بحسب شعث، فشلت كافة الأهداف الاسرائيلية حتى اليوم داخل القطاع، فقد اتخذت القوات الإسرائيلية بعد اجتياحها البري في مدينتي غزة وشمال غزة قرارًا باقتحام مستشفى الشفاء بذريعة أن قيادة المقاومة تدير عملياتها من داخله، وأن الأسرى الإسرائيليين يتواجدون في أنفاق لكتائب القسام أسفل المستشفي، وبالتالي يمكن تحريرهم من خلال عملية الاقتحام.
كما روّج المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل لهذه السردية طويلا حتى قبل أحداث السابع من أكتوبر، لدرجة أن الإدارة الأميركية اقتنعت بالرواية الإسرائيلية، وقد أرادت إسرائيل من وراء ذلك الحصول على تفويض لاقتحام المستشفى، غير أن اقتحام المستشفى لم يحقّق لإسرائيل أي من أهدافها على صعيد التوصل لقيادة المقاومة، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
“لا توجد خطة”
يقول دانيال ليفي، رئيس مشروع الولايات المتحدة والشرق الأوسط المختص بالبحث والدراسة في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، لسكاي نيوز عربية “إن الجيش الإسرائيلي دخل إلى الحرب دون أي خطة واضحة”.
وأضاف أنه حتى اليوم، تبدو أهداف العملية العسكرية داخل قطاع غزة مشتتة، ولا يمكن الجزم بالخطوات المستقبلية للقوات الإسرائيلية لكن يمكن القول إنها في مجملها ستركز على إيجاد البنية التحتية لحماس وتدميرها كما كان معلن منذ بداية الأزمة.
لكن إسرائيل تواجه اليوم ضغوطا دولية شديدة، بحسب ليفي، لاسيما من جانب الحلفاء وفي مقدمتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية التي دعمت تل أبيب في البداية لكنها تشعر اليوم بالإحراج الشديد، خاصة مع ارتفاع حصيلة الضحايا من المدنيين، واقتحام المشافي دون داع.