أصبح سام ألتمان، مؤسس شركة “أوبن إيه آي” ومطلق منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي “شات جي بي تي”، خلال عام واحد شخصية رئيسية في سيليكون فالي، إلى أن أقيل الجمعة من مهامه في رئاسة الشركة، بحسب تقرير لوكالة رويترز.
وقد فاجأت إقالته وادي السيليكون، حيث كان رجل الأعمال البالغ 38 عاما يُعتبر من الشخصيات الرائدة في قطاع يواجه تحديات كبرى، وهو الذكاء الاصطناعي.
وأنشأ ألتمان الذي ولد في أبريل/نيسان 1985، ونشأ في سانت لويس بولاية ميسوري الأميركية، شركة “أوبن إيه آي” في عام 2015، وكانت في البداية مؤسسة غير ربحية ترمي لتطوير الذكاء الاصطناعي ليكون تقنية “آمنة ومفيدة للبشرية”، على حد تعبير إيلون ماسك في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز.
والذكاء الاصطناعي في دائرة الضوء منذ أن اعتمد ملايين الأشخاص برنامج “شات جي بي تي” من “أوبن إيه آي”، القادر على التحدث مع البشر بلغتهم اليومية وإنشاء جميع أنواع النصوص بناءً على طلب بسيط.
وقال ألتمان خلال مؤتمر الخميس عشية إقالته من (أوبن إيه آي)، “بموازاة النشر التدريجي للذكاء (الاصطناعي) في كل مكان، سيكون لدينا جميعا قوى خارقة عند الطلب”.
وفي مواجهة المخاوف القوية التي أثيرت، لا سيما على صعيد الديمقراطية والوظائف، قال رجل الأعمال لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس “أتعاطف كثيرا مع مشاعر الناس حول الذكاء الاصطناعي مهما كانت”.
وقال ألتمان في عام 2016 لمراسل صحيفة نيويوركر “ما لم يحصل اندماج مع الذكاء الاصطناعي، فإمّا أن نكون في خدمته، أو يكون في خدمتنا”، مضيفا “يحتاج البشر إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى”.
درس ألتمان علوم الحاسوب في جامعة ستانفورد المرموقة، لكنه سرعان ما ترك الجامعة ليؤسس في عام 2005 شبكة التواصل الاجتماعي “لوبت” (Loopt) التي قُدّرت قيمتها بأكثر من 43 مليون دولار عندما باعها في عام 2012.
وفي عام 2014، تولى منصب رئيس شركة “واي كومبينايتر” (Y Combinator)، التي تستثمر في الشركات الناشئة وتقدم المشورة لرواد الأعمال، مقابل الحصول على أسهم. وقد ساعدت المنظمة بشكل خاص خدمات شهيرة بينها “إير بي إن بي” و”سترايب” و”ريديت”.
وتحت قيادته، توسعت الشركة إلى ما هو أبعد من البرمجيات، لتشمل الشركات الناشئة في قطاعات أخرى عدة، بينها شركة “إنداستريال مايكروبز” الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية.
وقال رئيس الشركة ديريك غرينفيلد، إن ألتمان شخصية “حادة للغاية”،
ووصفه بأنه “يفكر ويتحدث بسرعة، ويطرح الأسئلة الصعبة، ولكن دائما بطريقة مشجعة”.
وأضاف “لقد وسّع الحدود. لا أعرف أين كنا سنكون، لو لم يحوّل (واي كومبينايتر)”.
كذلك، وصف جيريمي غولدمان من شركة “إنسايدر إنتلجنس”، سام ألتمان بأنه “مفكر (عميق التأمل) يسعى بأي ثمن إلى القيام بالأشياء بشكل صحيح”.
صاحب رؤية استشرافية
استثمر ألتمان في العديد من الشركات، بما يشمل استثماره 375 مليون دولار في شركة “هيليون” الناشئة العاملة في مجال الاندماج النووي.
وقال ألتمان لقناة “سي إن بي سي” في مايو/أيار “رؤيتي للمستقبل والسبب الذي يجعلني أحب (“أوبن إيه آي” و”هيليون”) هو أنه إذا تمكنا حقا من خفض تكلفة الذكاء وتكلفة الطاقة، فإن نوعية الحياة للجميع ستتحسن بشكل كبير”.
وفي يوليو/تموز، أطلق ألتمان رسميا “وورلدكوين” (Worldcoin)، وهي عملة مشفرة جديدة مزودة بنظام للتحقق من الهوية البشرية يعتمد على قزحية العين. والهدف المعلن منها يكمن في الحد من مخاطر الاحتيال في قطاع يشيع فيه استخدام الأسماء المستعارة.
وعلى الجانب السياسي، وصف ألتمان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنه “تهديد للأمن القومي”، وصمّم تطبيقا في عام 2016 لتشجيع الشباب على التصويت.
وفي نهاية عام 2019، نظم حملة لجمع التبرعات للمرشح الديمقراطي أندرو يانغ الذي يدعو إلى تحديد حد أدنى من المخصصات المالية للجميع، من شأنه أن يعوّض فقدان الوظائف بسبب اقتحام الآلة مجالات العمل.
وكتب ألتمان في مدونته “الأمر ليس معقدا: نحن بحاجة إلى التكنولوجيا لإيجاد المزيد من الثروة، وإلى سياسة لتوزيعها بشكل عادل”.
وتوقع، في منشور على مدونة في عام 2021، أن “التقدم التكنولوجي الذي (سنحققه) في الأعوام الـ100 المقبلة سيكون أكبر بكثير من أي شيء تم إنجازه منذ أول استخدام للنار واختراع العجلة”.