درجات الحرارة القصوى.. كيف تؤثر على توزيع الحيوانات على الأرض؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 3 دقيقة للقراءة

مع ارتفاع حرارة كوكب الأرض، ستواجه الأنواع الحيوانية والنباتية في جميع أنحاء العالم ظروفا معيشية جديدة لا يمكن التنبؤ بها، مما قد يغير النظم البيئية بطرق غير مسبوقة.

وقد بحثت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ماكجيل الكندية، بالتعاون مع فريق دولي من عدة دول، في أهمية درجة الحرارة في تحديد مكان وجود الأنواع الحيوانية حاليا لفهم كيفية تأثير ارتفاع درجة حرارة المناخ على المكان الذي قد يعيشون فيه في المستقبل.

460 نوعا من ذوات الدم البارد

لمعرفة ذلك، اختبر الباحثون دور درجة الحرارة كعامل يمكن أن يحد من نطاق الموائل المحتملة للأنواع، وقارنوا درجات الحرارة والمناطق التي يعيش فيها 460 نوعا من الحيوانات ذات الدم البارد حاليا مع درجات الحرارة والمناطق التي يمكن أن يعيشوا فيها بناء على مدى تحملهم لدرجات الحرارة.

ووجدوا أنه على عكس الأنواع التي تعيش في المحيطات، فإن الحيوانات البرية مثل الزواحف والبرمائيات والحشرات لديها نطاقات عيش أقل تأثراً بشكل مباشر بدرجة الحرارة. ويقول الباحثون إنه كلما زاد ارتفاع أعداد نوع من تلك الحيوانات في خط عرض ما، قلّ ميله للعيش في مناطق قريبة من خط الاستواء مع درجات حرارة يمكنه تحملها. وهذا يعني أنه بدلاً من تحمل درجة الحرارة، فإن التفاعلات السلبية مع الأنواع الأخرى -مثل المنافسين أو الطفيليات- يمكن أن تكون هي التي تبقي هذه الأنواع بعيدة عن هذا الموطن المحتمل.

تقول نيكي إيه مور طالبة الدكتوراه والمعدة الرئيسية للدراسة التي نشرت في دورية “نيتشر إيكولوجي آند إيفوليوشن”: “لم يكن مفاجئا أن نجد أن درجة الحرارة لا تحد دائما من نطاقات الأنواع، ولكن ما كان مفاجئا هو أننا على الرغم من التعقيد وجدنا أنماطا عامة في الدور الذي تلعبه درجة الحرارة عبر الأنواع”.

وتضيف نيكي في البيان الصحفي المنشور على موقع الجامعة: “يساعدنا هذا البحث على فهم الأنماط العامة في مدى حساسية توزيعات الأنواع المختلفة من الحيوانات ذات الدم البارد للتغيرات في درجة الحرارة، مما سيساعدنا على التنبؤ بكيفية تغير التوزيع العالمي للأنواع بسبب تغير المناخ”.

Green snake in rain forest, Thailand; Shutterstock ID 100080104; purchase_order: aljazeera ; job: ; client: ; other:

النمط الذي يتنبأ بتوزيع الأنواع

يساعد النمط الذي وجدته مور وزملاؤها في حل فرضيتين متعارضتين بشأن توزيع الحياة على الأرض عن أيهما أكثر تأثيرا على توزيع الأنواع؛ هل هي درجة الحرارة، أم التفاعلات بين الأنواع المختلفة وبعضها البعض؟

تقول مور: بينما كان يُعتقد منذ فترة طويلة أن نطاقات الأنواع تحددها درجة الحرارة بدرجة أقل، وأن نطاقات الأنواع مقيدة أكثر بتفاعلات الأنواع في المناطق الاستوائية، فإن العمل الجديد يُظهر أن الأنواع الموجودة في خطوط العرض العليا يتم استبعادها بشكل متزايد من نطاقاتها المحتملة في المناطق الاستوائية، مما يدعم فكرة وجود “المقايضة بين التحمل الحراري الواسع والأداء في المناطق الاستوائية”.

وبينما توفر هذه النتائج نظرة ثاقبة على حساسيات الأنواع في عوالم مختلفة وعبر خطوط العرض لتغير المناخ، فإن الخطوة التالية لهذا البحث هي اختبار هذه التنبؤات باستخدام الملاحظات الفعلية لتغيرات نطاق الأنواع، كما يقول الباحثون.

يقول الباحثون إن التنبؤ واختبار كيفية استجابة توزيعات الأنواع لدرجة الحرارة يتطلب ملاحظات جيدة عن المكان الذي تعيش فيه الأنواع.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *