يبحث عمال من قطاع غزة -كانوا يعملون في إسرائيل وفقدوا تصاريحهم بعد الحرب الحالية- عن ملجأ في رام الله في ظل استحالة العودة إلى القطاع في الوقت الحالي.
ومع عدم وجود الكثير للقيام به، وعدم وجود مكان يذهبون إليه، يقضي العمال أيامهم ملتصقين بهواتفهم، يشاهدون الأخبار ويتابعون القصف الإسرائيلي على القطاع، مما يزيد من قلقهم بشأن عائلاتهم التي يجدون صعوبة في الاتصال بها.
وأصبحت الاتصالات صعبة للغاية في غزة بعد أن شنت إسرائيل حربا على القطاع، مع قصف وحشي غير مسبوق مما أدى إلى استشهاد 11 ألفا و630 فلسطينيا وقرابة 32 ألف جريح وفق آخر الأرقام الرسمية المعلنة، وحصار خانق شمل قطع إمدادات الكهرباء والمياه والوقود إلى القطاع.
بدورها وضعت بلدية رام الله العمال الغزيين بمجمع ترفيهي للاحتماء به، حتى يتم حل مشاكلهم.
وناشد حمزة جودة، وهو عامل غزي مقيم في المجمع، العالم أن يجد لهم حلا، وقال “لا نريد الحرب، لا نريدها حقا، لا نريد المزيد من الدمار، لقد ذهب الشهداء، وذهب البشر، وهدمت بيوتنا”.
أما العامل صالح عليان (45 عاما) من غزة، فقد لجأ إلى رام الله، ويحاول الاتصال بعائلته في غزة بدون جدوى، وقال إنه طرد من عمله وتم إلغاء تصريحه بعد اندلاع الحرب.
وقال عليان إنه يفتقد أطفاله كثيرا، وهو يتصفح صورهم على هاتفه. وقال “أشعر بالذنب، أتمنى لو كنت معهم، وأعيش هذا معهم، لكن ليس هناك ما أفعله، الأمر خارج عن سيطرتنا”.
يذكر أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الآلاف من عمال غزة الآخرين الذين لجؤوا إلى الضفة الغربية المحتلة، واحتجزتهم، وأعادتهم إلى القطاع، وتحدث بعضهم عن سوء المعاملة وقسوتها على يد السلطات الإسرائيلية.