بعد استهداف المستشفى الميداني.. الأردن ينتظر التحقيق ودعوات للتصعيد

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 6 دقيقة للقراءة

عمّان – ما هي إلا أيام قليلة على قيام القوات المسلحة الأردنية بإنزال مساعدات طبية عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة، حتى قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية -مساء أمس الأربعاء- بقصف محيط المستشفى الأردني العسكري، مما أدى إلى إصابة 7 من كوادر المستشفى.

وحمّل وزير الاتصال الحكومي الناطق باسم الحكومة الأردنية مهند مبيضين الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفى، واعتبر في حديثه للجزيرة نت أن استهداف المستشفى الميداني في غزة جاء نتيجة الموقف الأردني تجاه ما يجري من عدوان على أهل غزة.

وكانت الحكومة الأردنية قد أكدت أنها تنتظر نتائج التحقيق الذي بدأته القوات المسلحة “لاتخاذ الخطوات القانونية والسياسية اللازمة ضد هذه الجريمة النكراء”.

الموقف الأردني

وأوضح مبيضين أن قصف المستشفى يعطي مؤشرا على مدى الانزعاج الإسرائيلي من المواقف الأردنية تجاه العدوان على المدنيين في غزة، مضيفا “لنا الشرف في مواجهة الأمر، ونحن ندين قصف المستشفى بأشد العبارات”.

وأمس الأربعاء، قال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي إن إسرائيل لن تستطيع الادعاء بوجود نفق تحت المستشفى الميداني في غزة، مؤكدا أن المملكة لن تقبل تبريرا لقصف محيط المستشفى، واعتبر أن القصف على محيط المستشفى الأردني “امتداد لجرائم الحرب الإسرائيلية”.

وأضاف الصفدي في تصريحات تلفزية “بناء على نتائج التحقيق سنتخذ الخطوات المقبلة”، لافتا إلى أن “إسرائيل بصفتها القوة القائمة بالاحتلال ملزمة بعدم إعاقة المستشفى الميداني الأردني عن القيام بمهامه”.

كما أدان بيان لكتلة الإصلاح النيابية “بأشد العبارات وأقصى درجات الغيظ الاعتداء الجبان الآثم والقصف الذي وقع في محيط المستشفى الميداني الأردني في غزة على يد العدو الصهيوني، الذي نتج عنه إصابة عدد من أبناء قواتنا المسلحة الأردنية العاملين في المستشفى”، مطالبا بـ “قطع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني ووقف وإلغاء كافة الاتفاقيات التطبيعية فورا”.

استهداف رمز عسكري

من جانبه، قال العقيد المتقاعد الدكتور محمد مقابلة إن “إصرار الأردن على استمرار عمل المستشفى الميداني العسكري في قطاع غزة، هو الذي أدى إلى قيام الاحتلال باستهداف 7 من كوادر المستشفى”.

وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف مقابلة أن “سيكولوجية العدو الصهيوني لا تحترم أي معاهدات أو اتفاقيات، وهذا نهج قديم، وهم يريدون استهداف أي رمز عسكري للطرف الآخر، لأن بقاء المستشفى يعمل في قطاع غزة طيلة هذه المدة يعتبر تحديا للإرادة الصهيونية”.

ولفت إلى أن “الإجراءات التي اتخذها الأردن من حيث طرد السفير الصهيوني من عمان، واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب، بالإضافة إلى المواقف القوية ضد العدوان على غزة، وعلى كافة المستويات، من الملك إلى رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، وصولا إلى المظاهرات الشعبية اليومية، كل ذلك يعتبر بنظر العقلية الصهيونية تحريض سياسي على الرأي العام العالمي”، موضحا أن “الاحتلال يريد أن يوصل رسالة للقيادة الأردنية أن لا تتمادوا كثيرا بالحراك السياسي الشعبي أو الرسمي، أو فإننا سنضرب مجددا، ولن تستطيعوا الرد”.

وردا على سؤال عن قيام الأردن بوقف عمل المستشفى إذا ما تم استهدافه مجددا، قال الخبير العسكري إنه “ليس مقبولا، من القيادة الأردنية لا شعبيا ولا سياسيا ولا عسكريا، وقف عمل المستشفى، لأن ما قام به الاحتلال يعتبر مسا بالسيادة الأردنية، خاصة أن هناك دما أردنيا أسيل على أرض غزة، وإذا ما توقف عمل المستشفى اليوم، فإن ذلك يعتبر فقدان الثقة ما بين الشعب والقيادة العسكرية والسياسية، وأنا بصفتي رجلا عسكريا أردنيا، أقول إن الأردن لن يوقف عمل المستشفى الميداني في القطاع، حتى لو ارتقى شهداء من العاملين في المستشفى”.

المستشفى الميداني

وكان المستشفى الميداني الأردني قد خرج عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي على القطاع، في الأسبوع الأول من العدوان على غزة، وقرر ملك الأردن دعمه والإبقاء على تشغيله في الموقع نفسه، بعد مناشدات عديدة من وزارة الصحة الفلسطينية لإدارة المستشفى باستمرار عمله.

ومنذ بداية العدوان على قطاع غزة في السابع من الشهر الماضي، استقبل المستشفى الأردني أعدادا كبيرة من المصابين، وتعامل المستشفى خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري مع 820 حالة، بحسب قائد قوة المستشفى الميداني العقيد الركن ثائر الخطيب، الذي أكد أن المراجعات جاءت نتيجة الإصابات المباشرة في الحرب على غزة.

وأعلن الأردن في السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني أول عملية إنزال للمستشفى الميداني في غزة، حيث تمكن سلاح الجو في القوات المسلحة من إنزال مساعدات طبية ودوائية عاجلة جوا للمستشفى.

ومطلع الأسبوع الحالي، قامت طائرة تابعة لسلاح الجو الأردني بإنزال مساعدات طبية عاجلة بواسطة “مظلات” للمستشفى الميداني في القطاع، وذلك للمرة الثانية، لتعزيز وزيادة قدرة الكوادر الطبية في تقديم خدمات صحية وعلاجية للتخفيف عن السكان في غزة.

وتأسس المستشفى الأردني في قطاع غزة عام 2009، بتوجيهات من الملك الأردني عبد الله الثاني بعد عدوان الاحتلال على القطاع نهاية عام 2008، والمستشفى الميداني تابع للجيش الأردني، ويستقبل حوالي 1000 إلى 1200 شخص يوميا، وتبلغ قدرته السريرية 40 سريرا، ويقدم خدماته بشكل مجاني.

ويقع المستشفى في منطقة حي تل الهوى غربي مدينة غزة، ويستقبل المرضى بمختلف الأمراض، ويجري العديد من العمليات الجراحية الدقيقة، كما يتم استبدال الطواقم الطبية العسكرية التي تشرف على المستشفى كل 3 أو 4 أشهر، إضافة إلى إمدادات من المستلزمات الطبية.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *