قبل محادثات بوتين وإردوغان.. روسيا تقصف ميناءً أوكرانيا لتصدير الحبوب

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 9 دقيقة للقراءة

أثار حصول إيران على طائرات تدريب قتالية روسية متطورة، الحديث عن قدرات تلك الطائرات، ومدى تأثير الصفقة على توازن القوى في الشرق الأوسط، بينما يكشف خبراء لموقع “الحرة”، ما وراء الخطوة الأولية نحو امتلاك طهران لمقاتلات من الجيل الرابع.

وتلقت القوات الجوية في الجيش الإيراني مجموعة من طائرات متطورة للتدريب على القتال بهدف “تلبية الاحتياجات التدريبية لطياريها”، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية، السبت.

وقالت وكالة “تسنيم” للأنباء “دخل عدد من طائرات التدريب القتالية الروسية “ياك-130″ إلى البلد والتحقت بقاعدة الشهيد بابائي الجوية في أصفهان” بوسط إيران.

ما هي قدرات ياك-130؟

في يوليو 2009، دخلت ياك-130 الخدمة في القوات الجوية الروسية، ويمكن استخدامها كطائرة هجومية خفيفة أو لتدريب الطيارين على مجموعة من مقاتلات الجيل الرابع أو الخامس، وفق موقع “أير فورس تكنولوجي”.

وبدأت القوات الجوية الروسية عمليات تدريب الطيارين على “ياك-130” في أبريل 2013، لكنها تحطمت بالقرب من أختوبينسك في منطقة أستراخان في أبريل 2014.

يمكن استخدام “ياك-130″كطائرة هجومية خفيفة أو لتدريب الطيارين على مجموعة من مقاتلات الجيل الرابع أو الخامس

وتمتع الطائرة بقدرة هجومية خفيفة، ولديها 9 نقاط تعليق لمجموعة متنوعة من البنادق والقنابل والصواريخ، وفق موقع “مليتري توداي”.

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يكشف الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد ناجي ملاعب، مزيدا من التفاصيل عن قدرات طائرة التدريب القتالية الروسية.

ويصل طول الطائرة إلى 11.49 مترا، ووزن الإقلاع بأقصى حمولة، يبلغ 10.2 طن، وسرعتها القصوى، ألف و60 كلم/ ساعة، وتستطيع التحليق على ارتفاع 12 ألفا و500 متر، كحد أقصى، وفق الخبير العسكري والاستراتيجي.

ويشير ملاعب إلى أن مدى طيران ياك-130 بحمولة قتالية، يتراوح بين 4 إلى 5 آلاف كلم، بينما المدى دون حمولة قتالية يصل إلى 9700 كلم.

وقد تم تطوير “ياك – 130” لتكون طائرة تدريب يمكن الاعتماد عليها لتأهيل الطيارين على قيادة مقاتلات الجيلين الرابع والخامس من الطائرات الحربية.

ويمكنها تنفيذ مهام قتالية في جميع الظروف الجوية بفضل امتلاكها قدرة عالية على المناورة ومعدلات أمان عالية وقدرة على العمل بصورة مستقلة والانطلاق من الممرات الخاصة بالطائرات سواء كانت ممهدة أو غير ممهدة، وفق ملاعب.

وتستخدم الطائرة في مهام تدريبية، لتمكين الطيارين الجدد من تعلم مهارات الطيران وتأهيلهم لقيادة الطائرات المقاتلة ذات القدرات الفنية المتطورة.

ويمكن لـ”ياك – 130″ القيام بمهام “الطائرات الهجومية الخفيفة ضد أهداف جوية أو أرضية”.

ويمكن تجهيز الطائرة بثلاثة أطنان من الأسلحة المتطورة، وهي صواريخ “جو- جو”، و”أرض – جو”، وقنابل موجهة بدقة، وصواريخ غير موجهة، وخزانات الوقود الخارجية، حسبما يوضح الخبير العسكري والاستراتيجي.

ويكشف ملاعب عن قدرة الطائرة الروسية على “حمل خزانات وأسلحة وأجهزة حرب إلكترونية”، وتشكيلة كبيرة من الأسلحة الغربية مثل “AIM-9L Sidewinder، Magic ، AGM-65 Maverick”.

وتحمل “ياك – 130” قذائف موجهة بالليزر، وتمت إضافة قنابل “كهرو بصرية” تحت هيكل الطائرة.

ويمكن تجهيز الطائرة بمدفع “GSh-301” عيار 30 ملم أو “GSh-23” تحت الهيكل. 

يمكن للطائرة أيضا حمل قاذفات “روكيت” مثل B-8M و B-18، وقنابل بأوزان تصل إلى 50 و 250 كيلو غرام، وفق الخبير الاستراتيجي.

ما وراء صفقة “ياك-130″؟

شراء إيران "ياك-130" هو خطوة أساسية لتدريب الطيارين الإيرانيين وتحضيرهم للتعامل مع "سوخوي 35"

شراء إيران “ياك-130” هو خطوة أساسية لتدريب الطيارين الإيرانيين وتحضيرهم للتعامل مع “سوخوي 35”

في حديثه لموقع “الحرة”، يشير الخبير العسكري، اللواء الطيار المتقاعد مأمون أبو نوار، إلى أن امتلاك إيران لطائرة “ياك-130” بمثابة “خطوة استباقية لتدريب طياريها قبل الاستلام المرتقب لمقاتلات “سوخوي 35”.

ومنذ سبتمبر 2022، يتحدث مسؤولون عسكريون وسياسيون إيرانيون بشكل علني عن شراء 24 طائرة من طراز “سوخوي 35″، لكن روسيا لم تؤكد تلك الصفقة.

وفي 25 ديسمبر 2022، قال تقرير لـ”القناة 12″ الإسرائيلية، إن إيران تستعد لاستلام الصفقة من روسيا، مشيرا إلى أنها قد تشمل 24 طائرة كانت معدة أصلا لمصر، في صفقة أحبطتها الولايات المتحدة، وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وفي مارس، أعلنت إيران التوصل إلى اتفاق لشراء مقاتلات من طراز “سوخوي 35 “من روسيا، وفق وكالة “فرانس برس”.

وشراء إيران “ياك-130” هو خطوة أساسية لتدريب الطيارين الإيرانيين وتحضيرهم للتعامل مع “سوخوي 35″، بطريقة سلسلة وسهلة ودون عقبات، وفق اللواء الطيار المتقاعد.

وحسب أبو نوار فإن “ياك-130″ قادرة على توفير متطلبات إيران المتعلقة بـ”تدريبات القتال والإسناد الجوي، والقصف الأرضي”. 

ومن شأن صفقة “ياك-130” تحسين قدرات “الطيارين الإيرانيين في المستقبل، ودعم القوة الجوية للجيش الإيراني بشكل عام”، حسبما يوضح.

ويشدد على أن التدريب على “ياك-130” يساعد الطيارين الإيرانيين على فهم طرق عمل الطائرات الروسية، مما يمكنهم من التعامل مع “سوخوي 35 ” عند استلامها من روسيا.

تهديد لدول الشرق الأوسط؟

بإعلان إيران عن وصول طائرات “ياك-130” فهي تحذر أعداءها، وتؤكد أنها على أعتاب زيادة قدراتها العسكرية، ما يشكل “تطورا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط”، وفق لتقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية.

وفي حديثه لموقع “الحرة”، يشير المحلل السياسي الإسرائيلي، شلومو غانور، إلى سعي إيران لبناء قواتها الجوية بهدف “دعم مشاريعها التوسعية وتحقيق طموحاتها بالهيمنة على منطقة الشرق الأوسط”.

وتزويد موسكو لطهران بـ”ياك-130″، يخالف القرارات الدولية بحظر بيع الأسلحة لإيران، ويخالف العقوبات الأميركية المفروضة على النظام الإيراني، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

ويخضع كل من روسيا وإيران لعقوبات دولية تقيد عملياتهما التجارية، لكن البلدين عززا خلال العام الماضي علاقاتهما في مختلف القطاعات بما في ذلك التعاون العسكري.

ويتحدث غانور عن “تضارب الأنباء حول مدى استعداد روسيا لتزويد إيران بسوخوي 35″، وإذا امتلكت طهران تلك المقاتلات فسوف يشكل ذلك “خطرا على دول المنطقة وتحديا لسلاح الجو الإسرائيلي”.

وسيحتم ذلك على إسرائيل “التزود بأسلحة حديثة للحفاظ على التفوق العسكري بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة في المجال الجوي”، وفقا يؤكد غانور.

ويوضح المحلل السياسي الإسرائيلي أن تدريب الطيارين الإيرانيين على استعمال “ياك-130” هو مرحلة أولى نظرا لكونها طائرة تدريب بسيطة، وهناك فرق شاسع بين التعامل معها والتعامل مع “سوخوي 35” إذا تمت الصفقة.

ويؤكد غانور أن قدرات سلاح الجو الإيراني “منعدمة” خاصة أنها تمتلك طائرات قديمة تعود لعهد شاه إيران، محمد رضا بهلوي.

إذا امتلكت إيران "سوخوي 35" فسيمثل ذلك "قفزة نوعية"

إذا امتلكت إيران “سوخوي 35” فسيمثل ذلك “قفزة نوعية”

وتملك إيران حاليا مقاتلات روسية من طراز “ميغ” و”سوخوي” تعود إلى الحقبة السوفياتية، بالإضافة إلى بعض الطائرات الصينية بينها طائرات من طراز “أف-7”.

ويضم أسطول إيران الجوي مقاتلات أميركية من طرازَي “أف-4″ و”أف-7” تعود إلى ما قبل الثورة الإسلامية في العام 1979.

وحسب المحلل السياسي الإسرائيلي، إذا امتلكت إيران “سوخوي 35” والتي تعد من مقاتلات الجيل الخامس، سيمثل ذلك “قفزة نوعية” بالنسبة لها.

وتنتمي “سوخوي 35” للجيل “الرابع” لكنها تستخدم تكنولوجيا طيران تنتمي إلى مقاتلات الجيل الخامس.

كيف ترى إيران “الصفقة”؟

الخبير السياسي الإيراني، سعيد شاوردي، يشير إلى حاجة إيران إلى “ياك-130” لتدريب طياريها على “كسب الخبرات اللازمة للقيام بمهام قتالية باستخدام مقاتلات متطورة من الجيل الرابع”.

وتحتاج إيران تلك الطائرات لتدريب قواتها الجوية من أجل استخدام مقاتلات “سوخوي 35″، ومن المتوقع توقيع عقود بين موسكو وطهران للحصول على طائرات روسية “أكثر تقدما”، وفقا لحديثه لموقع “الحرة”.

وبالتزامن مع ذلك تعمل إيران على مشاريع عدة لتصنيع مقاتلات “داخل البلاد”، بهدف توطين هذه الصناعة الأساسية لرفع القدرات الدفاعية الإيرانية في مجال الطيران، وفق شاوردي.

ويشير إلى أن إيران تركز حاليا على “تطوير مقاتلات إيرانية الصنع”، لكنها مازالت بحاجة لتكنولوجيا متقدمة تحاول الحصول عليها من “روسيا والصين”.

تطور استراتيجي وتداعيات متوقعة

يصف أبو نوار حصول إيران على “ياك-130” وانتظارها لاستلام صفقة “سوخوي 35” المرتقبة، بالتطور على مستوى التحالف الاستراتيجي والعسكري بين موسكو وطهران.

ومن جانبه، يؤكد شاوردي أن استمرار الحرب الروسية الأوكرانية يفسح المجال لـ”تنمية التعاون العسكري بين روسيا وإيران”.

ويشير الخبير الإيراني إلى حاجة موسكو للخبرات الإيرانية، بينما تحتاج طهران للتكنولوجيا التي تمتلكها روسيا خاصة في مجال تطوير المقاتلات.

ويرى أن تعزيز القدرات القتالية الإيرانية يصب في صالح روسيا، بوجود “قوة معادية للغرب” بالمنطقة.

ووفق غانور، فإن التعاون العسكري الروسي الإيراني على خلفية الحرب في أوكرانيا قد “يدفع باتجاه إتمام صفقات أسلحة بما فيها سوخوي 35، لمرحلة التنفيذ”.

وقد يدفع ذلك دول الشرق الأوسط إلى “تعزيز روابطها وتعاونها الدفاعي المشترك”، وتكثيف “سباق التسلح بالمنطقة”، وفق المحلل السياسي الإسرائيلي.

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *