في الوقت الذي بدأ فيه عدد من الممثلين بالتملّص من سردية إسرائيل حول الحرب على غزة، تتصدى الممثلة غال غادوت -بطلة فيلم “المرأة الخارقة” (Wonder Woman)- للترويج لموقف تل أبيب في هوليود رغم تعرضها للانتقادات.
غادوت نظمت عرضا يمتد نحو 47 دقيقة مصورة من معارك يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، ودعت 120 من كبار مشاهير هوليود من ممثلين وممثلات ومنتجين ومديرين تنفيذيين للحضور.
وكشف المخرج الحائز على جائزة الأوسكار غاي ناتيف، والذي قاد هذه المبادرة، أن “غال غادوت وزوجها يارون فارسانو ساعدا في تحقيق ذلك”.
ولم تحضر غادوت الحدث الذي نظمته بحسب “هوليود ريبورتر”، فقد شهدت الساحة خارج متحف التسامح الذي شهد العرض اشتباكات بين مجموعات مختلفة، بحضور عدد من المسؤولين الإسرائيليين على رأسهم سفير تل أبيب في أميركا مايكل هرتسوغ.
#BREAKING: Two groups clash outside L.A.’s Museum of Tolerance as the center screens a film on Hamas atrocities. LAPD officers move in as several people appear to have been punched and pepper-sprayed. Eyewitness News is live with the tense situation. Tonight at 11 from ABC7 pic.twitter.com/JJSpV6MmXi
— ABC7 Eyewitness News (@ABC7) November 9, 2023
استدعاء الهولوكوست
وصرح المخرج الإسرائيلي المقيم في الولايات المتحدة غاي ناتيف، والذي يشارك غادوت في تنظيم العرض لموقع “هوليود ريبورتر” قائلا، “بوصفي مخرجًا سينمائيًّا، أقسمت أن صور 7 أكتوبر/تشرين الأول لن تُنسى، وسيراها العالم”.
وبرر ناتيف رغبة الضيوف في التكتم على أسمائهم، بالقول “هم أشخاص لديهم خبرة سينمائية، حتى نتمكن من أن نظهر لهم هذه الوثيقة المجنونة التي تذكرنا بالأفلام التي تم إنتاجها عن الهولوكوست”.
وتتمثل الخطة في تقديم عرض واحد في البداية لـ120 متفرجًا، مع إمكانية إجراء المزيد من العروض تبعا لمدى نجاح العرض الأول.
وكان السفير الاسرائيلي لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان قام بترتيب عرض مشابه للفيديو لجمهور مختار، بما في ذلك سفراء ودبلوماسيون رفيعو المستوى.
غادوت تقود حملة المطالبة بإطلاق الأسرى
ومنذ اندلاع عملية “طوفان الأقصى”، تقود غادوت -التي خدمت في الجيش الإسرائيلي برتبة رقيب بين 2005 و2007- حملة “أطلقوا الرهائن” على موقع “إكس” -“تويتر” سابقا- مستعينة بصور للأسرى الإسرائيليين وسط عائلاتهم.
كما روّجت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشائعة مفادها أن غادوت انضمت للجيش الإسرائيلي للمشاركة في الحرب على غزة، لكن صفحة الجيش نفت.
وشاركت الممثلة الإسرائيلية عددا من نجوم ونجمات هوليود في التوقيع على رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن للمطالبة بإطلاق الأسرى لدى “حماس”.
وقدمت الرسالة بمبادرة من مؤسسة غير ربحية تدعى “المجتمع الإبداعي من أجل السلام”، بمشاركة كريس باين، وإيمي شومر، ومارك هاميل، وجيمي لي كيرتس، وكذلك مايكل دوغلاس، وبيلا ثورن، وجيري سينفيلد، وسارة سيلفرمان.
تراجع دعم الرواية الإسرائيلية
ورغم أن كلا من جيمي لي كيرتس وسارة سيلفرمان كانتا من أكثر وأشد الداعمين لإسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عبر حسابهما على إنستغرام، يبدو أن الأمور تبدّلت لاحقا نظرا لفظاعة ما تقترفه إسرائيل من مجازر.
إذ توقفت الممثلة الأميركية كيرتس تماما عن دعم تل أبيب، ووضعت منشورا تدعو فيه لوقف القصف مرفقا بأعلام تشير إلى كل كلمة ومن المقصود بها والمسؤول عنها.
أما الكوميدية الأميركية سيلفرمان التي تنحدر من أسرة يهودية، فتوقفت تماما عن ذكر أي شيء عن الحرب على غزة، ثم أوقفت قبل أيام التعليق على فيديوهاتها بعدما اتهمها داعمو إسرائيل بالتخاذل والخيانة، في حين يطالبها ناشطو غزة بموقف واضح من الاحتلال وجرائمه.
بورتمان وعنصرية إسرائيل
في المقابل، طالبت الممثلة الإسرائيلية ناتالي بورتمان بالإفراج عن الأسرى لدى “حماس”، دون أن تبدي أي دعم للجيش الإسرائيلي.
وسبق لبورتمان أن انتقدت قانون “الدولة اليهودية”، ووصفت قانون الدولة القومية الإسرائيلي في حوار صحفي بأنه “عنصري”.
وفي أبريل/نيسان 2018، انسحبت بورتمان من حفل توزيع جوائز في القدس.
وقالت الممثلة، التي قبلت الجائزة في الأصل، في وقت لاحق إنها لم تكن مستعدة للحضور لأنها “لم ترغب في الظهور كمؤيدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
وقالت، في منشور لها على إنستغرام، إنها “مثل العديد من الإسرائيليين واليهود حول العالم، يمكنني أن أنتقد القيادة في إسرائيل دون الرغبة في مقاطعة الأمة بأكملها”.
وختمت، “إنني أقدر أصدقائي وعائلتي الإسرائيليين، والطعام الإسرائيلي، والكتب، والفن، والسينما، والرقص، لكن سوء معاملة أولئك الذين يعانون من الفظائع المرتكبة اليوم لا يتماشى ببساطة مع قيمي اليهودية”.