أسقط الحوثيون مسيرة أميركية من طراز “إم كيو-9” فوق البحر الأحمر أمس الأربعاء، ليضاف الحادث إلى عام مزعج عاشته الطائرة التي تخصصت في جمع المعلومات الاستخباراتية القيمة للجيش الأميركي.
وأعلن الحوثيون الذين سيطروا على العاصمة اليمنية، صنعاء، في عام 2014، ويحكمون مساحات شاسعة من البلاد، مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة، في وقت سابق الأربعاء، وقالوا إن الطائرة كانت تقوم “بأعمال عدائية ورصد وتجسس” فيما وصفوه بـ “الدعم الأميركي لإسرائيل” في الحرب التي تشنها الأخيرة على غزة.
ونفت الولايات المتحدة علاقة قرارات عدة اتخذتها مؤخرا بالصراع بين إسرائيل وحركة حماس، من بينها زيادة عدد قواتها في المنطقة، وعزت ذلك إلى دعم قواتها المنتشرة في المنطقة والتي تعرضت لهجمات متزايدة في ظل الأزمة التي بدأت في السابع من أكتوبر الماضي.
وأكدت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، سابرينا سينغ، الخميس، أن الحوثيين أسقطوا طائرة مسيرة أميركية من من طراز “إم كيو-9” وأن حطامها سقط في البحر الأحمر.
وينقل تقرير من موقع “إنسايدر” أن الطائرة المتخصصة في القتال والاستطلاع، شهدت عاما مزعجا إذ تحطمت في مناسبات سابقة وتعرضت للمضايقة في الأجواء، لتسقط مرة أخرى هذا الأسبوع على يد الحوثيين.
والمسيرة، استخدمت هذا العام في المناطق الساخنة في أوروبا والشرق الأوسط، لتنفيذ ضربات عالية المستوى وجمع معلومات استخباراتية قيّمة للجيش الأميركي.
والطائرة التي يمكن تسليحها جيدا بالصواريخ والقنابل الدقيقة، قادرة على العمل على ارتفاعات عالية لمدة تصل إلى 24 ساعة ويبلغ سعرها حوالي 30 مليون دولار.
وبحسب سلاح الجو الأميركي، نظرا لقدرتها على الطيران لوقت أطول، وأجهزتها الاستشعارية وأسلحتها الدقيقة، توفر المسيرة قدرة فريدة على تنفيذ الضربات والتنسيق والاستطلاع ضد أهداف عالية القيمة.
وينقل موقع “ميلاتيري” أن الطائرة المعروفة على نطاق واسع بجمع المعلومات الاستخباراتية والضربات الدقيقة ضد أهداف إرهابية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفغانستان، نفذت غالبية الغارات الجوية في سوريا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وينقل تقرير لموقع “إنسايدر” أن مشاكل المسيرة بدأت هذا العام، في منتصف مارس الماضي، عندما سقطت بعدما ضايقتها طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-27 وقطعت طريقها.
وفي أحدث حادث “مثير للقلق” بشأن إسقاطها بحسب تعبير مسؤول في البنتاغون، أسقط المتمردون الحوثيون، الأربعاء، المسيرة قبالة سواحل اليمن قيل إنها كانت تحلق عبر المجال الجوي الدولي وفوق المياه الدولية.
وبحسب التقرير، ليست هذه هي المرة الأولى التي يسقط فيها الحوثيون طائرة أميركية من طراز “إم كيو-9″، إذ سبق أن أطلق المسلحون صاروخ أرض-جو على إحداها، في يونيو 2019 ، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” في ذلك الوقت. وبعد عدة أيام، حاولوا إسقاط أخرى لكن صاروخ أرض جو أخطأ الهدف بكيلومتر واحد.
وسبق أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل، وقالوا إنها كانت ردا على العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، أغلبهم مدنيون.
وتخوض إسرائيل حربا مع حركة حماس إثر هجمات غير مسبوقة شنتها الحركة على الأراضي الإسرائيلية، في السابع من أكتوبر، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1400 شخص، معظمهم مدنيون، واختطاف الحركة لأكثر من 240 شخصا.
وهدد الحوثيون بالاستمرار في تنفيذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل.