وقتل 34 عنصرا من القوات السورية في هجوم هو الأكثر دموية لتنظيم داعش منذ مطلع العام 2022، بعدما شنّ الأربعاء، هجوما عنيفا على مواقع عند مثلث الرقة-حمص-دير الزور، ولا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة بالإضافة لوجود معلومات عن قتلى آخرين، وفق بيان المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كذلك أعلن التنظيم الإرهابي الأربعاء، مسؤوليته عن قتل 7 أشخاص وجرح 20 آخرين، في تفجير حافلة في العاصمة الأفغانية كابول وقع الثلاثاء.
وبعدما سيطر عام 2014 على مساحات واسعة في سوريا والعراق، مني التنظيم بهزائم متتالية في البلدين، وصولا إلى تجريده من كافة مناطق سيطرته عام 2019.
ورغم ذلك، لا يزال عناصره الذين فروا إلى البادية السورية مترامية الأطراف، قادرين على شن هجمات تستهدف حينا الجيش السوري، أو قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد شمال شرقي سوريا.
وعن استغلال “داعش” للتطورات الجارية في غزة، قال مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية رائد العزاوي، لموقع “سكاي نيوز عربية”:
• لا شك أن داعش يستغل ما يحصل الآن من حرب في غزة وتوترات في المنطقة عامة، فها هو يضرب في وقت واحد ضمن مساحة كبيرة من أفغانستان للبادية السورية، فضلا عن تحركاته في مناطق أخرى وبخاصة إفريقيا.
• رغم ذلك فإن التنظيم لن يكون بمقدوره العودة كما كان في بدايات ظهوره قبل 10 سنوات، وهو في سبيل إحياء قدراته يحاول ولا شك توظيف حرب غزة لصالحه، وإعادة ترتيب صفوفه وأوراقه وإثبات وجوده عبر تنفيذ هكذا عمليات.
• الخطير في الأمر أن انغماس العالم في حرب غزة وأحداث الشرق الأوسط المتصلة بها، وإغفال محاربة التنظيم سيرتد بصورة سلبية انتعاشا للدواعش وإفساح هوامش واسعة للحركة أمامهم، كما نلاحظ الآن.
• لا بد من مواصلة الحرب على الإرهاب بوتيرة عالية، والعمل على تسوية النزاعات والصراعات الإقليمية والدولية، التي تستفيد منها الحركات الإرهابية.
وبدوره قال الأكاديمي والمحلل السياسي طارق جوهر، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن “تنفيذ هجمات من أفغانستان لعمق البادية السورية، ناقوس خطر على أن التنظيم رغم الحرب الدولية عليه وتوالي توجيه الضربات القاصمة له وخاصة لجهة تصفية أبرز قياداته، لا زال يشكل خطرا لا يجب تجاهله، مستغلا الانهماك العالمي بأزمات وحروب كما في غزة وأوكرانيا”.
وحذر جوهر من أن “توالي استهداف ضرب قواعد التحالف الدولي ضد داعش في العراق وسوريا خلال الأسابيع الأخيرة، من قبل فصائل مسلحة، هو عمليا صب الماء في طاحونة الإرهاب من حيث إضعاف وتشتيت جهود القضاء عليه”.