هل يقف “المهدر” نونيز حجر عثرة أمام فوز ليفربول بالدوري الإنجليزي؟

فريق التحرير
كتب فريق التحرير 8 دقيقة للقراءة

بينما كان ليفربول يكافح للفوز على لوتون تاون الأحد الماضي بالجولة الـ11 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، مرر ترينت ألكسندر أرنولد كرة عرضية متقنة لمحمد صلاح الذي مررها برأسه إلى داروين نونيز المواجه لمرمى خال تماما، لكنه بدلا من وضعها في الشباك أطاح بها بغرابة بعيدا عن المرمى الفارغ.

شد صلاح شعره غير مصدق، أما يورغان كلوب فأخذ يصرخ غضبا من إهدار الفرصة السهلة، بينما قال أسطورة ليفربول جيمي كاراغر المعلق في سكاي سبورتس: “لا أعتقد أن الناس سوف ينسون ذلك”.

ولم ينس الناس فعلا فقد انهالت الانتقادات اللاذعة على نونيز في شبكات التواصل الاجتماعي بشكل لم يسبق له مثيل، ونادى العديد منهم ببيع اللاعب والتخلص منه، حسب ما ذكرت صحيفة الديلي ميل البريطانية في تقرير لها عقب المباراة.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يهدر فيها نونيز الفرص السهلة، فقد تكرر هذا المشهد مرارا وتكرارا طول هذا الموسم والذي سبقه.

في الموسم الماضي 2022-2023 لعب نونيز 19 مباراة كأساسي بالإضافة إلى 10 مباريات كبديل، وسدد 35 تسديدة على المرمى من إجمالي 69 تسديدة، وسجل 9 أهداف لا غير. أما في هذا الموسم 2023-2024  فسجل 4 أهداف فقط حتى الآن بعد 11 جولة من البريميرليغ، ويكفي أن نعلم أن نونيز حصل على 6 فرص حقيقية للتسجيل في مباراة الريدز الأخيرة أمام لوتن تاون، ولكنه أهدرها جميعا بغرابة.

بين نونيز وهالاند

في الحقيقة، لو سجل داروين نونيز الفرص التي تسنح له لفاز ليفربول بالدوري، ولأصبح هداف الدوري الإنجليزي الممتاز، أو على أقل تقدير منافسا شرسا لإيرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي على الصدارة. فبينما تفوق “آلة التهديف النرويجية” في موسمه الأول في كرة القدم الإنجليزية مسجلا 36 هدفا في الدوري ليحصد جائزة الحذاء الذهبي ولقب هداف الدوري الإنجليزي مع “السيتيزنز”، لم يسجل نونيز سوى 9 أهداف فقط من الكم الهائل من الفرص التي حصل عليها طوال ذلك الموسم.

ونونيز على عكس هالاند، يفتقر للمسة النهائية حيث اكتسب سمعة باعتباره “مُهدرًا” وليس “مُنهيًا”، ولكن إذا أخرجت اللمسة النهائية غير المتقنة من المعادلة، فليس هناك الكثير من الفروقات بين هداف بنفيكا السابق وهالاند. ليس فقط في بنيتهم الجسدية المتشابهة، ولكن في أسلوب لعبهم، وتعطشهم للنجاح، بل إن نونيز يتميز عن لاعب مانشستر سيتي في أنه أكثر تنوعا وأكثر نشاطا فهو لا يكتفي بدور المهاجم الصريح أمام الخشبات الثلاث، ولكنه يستطيع اللعب على الجناح، وفي عمق الملعب.

كما يمكن للاعب الأوروغواياني اللعب في أي مكان على طول الخط الأمامي، مما يوفر قيمة إضافية للفريق. ولكن كل هذا يحتاج لترجمته إلى أهداف وهذا ما يفتقره اللاعب، وهذا أيضا هو المقياس الوحيد الصحيح لقيمة أي مهاجم وهو الأمر الذي يطرح سؤالا حقيقيا:

هل يستحق نونيز مبلغ الـ85 مليون جنيه إسترليني (نحو 98 مليون يورو) التي دُفعت من أجله؟

بصرف النظر عن اللمحات النادرة التي يظهرها في بعض المباريات وسرعته وخفة حركته وضغطه المتواصل، إلا أن مهاجم منتخب أوروغواي الدولي فشل في تحقيق هدف واحد من الأهداف التي جعلت ليفربول ينفق هذا المبلغ الضخم للتعاقد معه من نادي بنفيكا البرتغالي الصيف الماضي مما يلقي بظلال من الشك على قدرته على ملء حذاء روبرتو فيرمينو أو ساديو ماني على المدى الطويل.

دعونا لا ننسى أن ليفربول أنفق 30 مليون جنيه إسترليني (نحو 35 مليون يورو) أكثر من مانشستر سيتي للحصول على مهاجم جديد في عام 2022، وانظروا إلى النتيجة الآن؟ لدى “السيتيزن” هداف الدوري ولدى “الريدز” مُهدر الأهداف التي لا تُهدر!.

والغريب في الأمر أن سجل نونيز مع ناديه السابق بنفيكا البرتغالي حافل بالنجاح والإنجازات، فقد أحرز لقب هداف الدوري البرتغالي في موسم 2021-2022 برصيد 26 هدفا، كما سجل 6 أهداف لبنفيكا في دوري أبطال أوروبا، منها هدفان في مرمى ليفربول في دور الثمانية في ذلك الموسم، كما سجل هدفين آخرين في مسابقة الكأس ليبلغ رصيده 34 هدفا في 41 مباراة مع ناديه البرتغالي في جميع المسابقات في ذلك الموسم، وهذه الأرقام هي التي دفعت ليفربول للتعاقد معه، ليحل محل روبرتو فيرمنيو الذي غادر الريدز بعد مسيرة حافلة بالنجاح.

ولعل هذا الأمر يطرح سؤالا آخر حول صفقات ليفربول الأخيرة وهل سجلت إضافة حقيقية أم عبئا آخر على كاهل الفريق؟

أنفق ليفربول 172 مليون يورو لضم لاعبين جدد هذا الموسم، فقد اشترى اللاعب دومينيك سوبوسلاي من نادي لايبزيغ الألماني مقابل 70 مليون يورو، وماك أليستر من نادي برايتون الإنجليزي مقابل 42 مليون يورو، وريان غرافينبيرش بـ40 مليون يورو من نادي بايرن ميونيخ الألماني، وواتارو إندو من نادي شتوتغارت الألماني بـ20 مليون يورو، مما يشير إلى أن كلوب مغرم بالتعاقد مع لاعبين من أندية ألمانية.

نتائج الفريق في الدوري هذا الموسم ربما تقدم الإجابة على السؤال السابق، حيث يحتل النادي المركز الثالث حاليا في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مضي 11 جولة متخلفا عن نادي مانشستر سيتي بـ3 نقاط، وقد تعرض الفريق لخسارة وحيدة أمام توتنهام، ولكنه أهدر العديد من النقاط في التعادل مع أندية تعتبر نظريا أقل منه في المستوى، مثل تعادله الأخير مع لوتون تاون الذي يقبع في المركز السابع عشر في ترتيب الدوري والمهدد بالهبوط.

وهذا يضع أسئلة حقيقية حول قدرة الفريق على الفوز بالدوري هذا العام بالذات في ظل الإهدار الغريب للفرص من قبل مهاجميه خصوصا نونيز، وكذلك في ظل وجود منافسين شرسين مثل توتنهام وأرسنال، وبكل تأكيد متصدر الدوري وحامل اللقب مانشستر سيتي.

وهذا يقودنا لسؤال جوهري، هل يقف نونيز حجر عثرة أمام فوز ليفربول بالدوري الإنجليزي؟

تشي الأرقام والإحصائيات السابقة للمهاجم أن الإجابة هي نعم، لأن 4 أهداف خلال 11 مباراة ليست كافية على الإطلاق، من لاعب تم دفع 85 مليون جنيه إسترليني ثمنا باهظا له، وبالذات عند مقارنتها بـ11 هدفا سجلها هالاند خلال نفس الفترة لسيتي، فالأهداف هي التي تقرر مقدار نجاح أي مهاجم من عدمه، كما أن الفريق الذي يُهدر الفرص يُهدر النقاط كذلك، والفريق الذي لا يُسجل، يسجل عليه في نهاية المطاف.

ويبدو جليا أن ليفربول يحتاج لمهاجم من نوع آخر ليسد غياب روبرتو فيرمينو وساديو ماني اللذين يبدو أن غيابهما أثر بشكل ملحوظ على نتائج الفريق، واللذين لم يستطع أي لاعب من الجدد الذين تعاقد معهم ليفربول أن يسد الفجوة التي تركها غيابهما.

LIVERPOOL, ENGLAND - MARCH 07: Sadio Mane of Liverpool celebrates with Mohamed Salah and Roberto Firmino after scoring his team's second goal during the Premier League match between Liverpool FC and AFC Bournemouth at Anfield on March 07, 2020 in Liverpool, United Kingdom. (Photo by Jan Kruger/Getty Images)

شارك المقال
اترك تعليقك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *