رغم ما قد يعدّه البعض “حظ حسن” بإتاحة خيار المغادرة من قطاع غزة الذي يشهد أعنف عدوان من الاحتلال الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شهيد منذ بدايته قبل شهر، فإن كثيرا من الغزيين الذين يحملون جوازات سفر أجنبية، يظهرون ألما وحسرة وهم مضطرون لترك أرضهم.
خياران أحلاهما مر، فإما البقاء وانتظار الموت الذي بات أقرب لكل من هم في غزة من نعليه، في ظل قصف مستمر لم يسلم منه منزل أو مسجد أو شارع أو حتى مستشفى ومدرسة، وإما الرحيل إلى ديار لقمة العيش والمعيشة مع غصة وألم وخوف على من سيتركونهم من خلفهم، تحت وطأة هذا الظرف الأليم دون معين أو نصير.
“إحنا مخلوقين من تراب هذا الوطن” تقولها السيدة الستينية، وهي تؤكد ارتباطها بقطاع غزة رغم رحيلها عنه، وتحكي كيف أن زيارتها للقطاع كانت مبهجة ثم تحولت فجأة إلى خوف وفزع وهلع مع ما فعله الاحتلال الإسرائيلي من عدوان، كان أحد مظاهره قطع المياه والكهرباء والقصف المتواصل.
وتتابع “اللي شفناه ما شافه أحد.. ما يتعرض له شعب غزة حرب إبادة عرقية وجماعية” مضيفة “أنا قبل ما أطلع استودعت بيتي عند الله رب العالمين، وسجدت على أرضه ودعوت أن أرجعله تاني حتى لو كان تراب”.
يُشار إلى أن معبر رفح كان قد فتح الاثنين الماضي للسماح بإجلاء الأجانب ومزدوجي الجنسية العالقين في القطاع المحاصر، الذي تقصفه إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.