أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، الثلاثاء، تأييدها وانضمامها لقرار دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتعليق جميع التزاماتها بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا.
وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر: “أصدر مجلس شمال الأطلسي بياناً أعلن فيه قرار الدول الشريكة في حلف شمال الأطلسي الأعضاء في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا بتعليق جميع التزاماتها بموجب هذه المعاهدة. والولايات المتحدة تنضم بالكامل إلى هذا القرار وتؤيده”.
وأضاف البيان أن هذه الخطوة تتوافق “مع حقوقنا بموجب القانون الدولي كرد على التغيير الأساسي في الظروف الناجمة عن انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، ومواصلة حربها العدوانية واسعة النطاق على أوكرانيا، التي هي بدورها دولة أخرى طرف في المعاهدة عبر استخدام روسيا نفس القوى التي تهدف المعاهدة إلى تقييدها”.
ويؤكد بيان الخارجية الأميركية أن تعليق المشاركة الأميركية في المعاهدة سيدخل حيز التنفيذ في السابع من ديسمبر.
ويشير البيان إلى أن “هذا القرار يلقى دعماً أيضاً من قبل دول غير أعضاء في الناتو، التي تعتزم بدورها الانضمام إلينا في تعليق التزاماتها بمعاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا رداً على تصرفات روسيا”.
ويوضح البيان “أن سلوك روسيا المستمر المزعزع للاستقرار يقوض المبادئ الأساسية للحد من الأسلحة وهي المعاملة بالمثل والشفافية والامتثال والتحقق، التي كانت لعقود حجر الأساس للبنية الأمنية الأوروبية الأطلسية.”
ويؤكد البيان أنه “من غير المتوقع أن يكون لانسحاب روسيا أي تأثير عملي على وضع قوتها، نظراً لفشلها في التقيد بالتزاماتها بموجب معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا منذ عام 2007”.
لكن الخارجية الأميركية تشير إلى أن انسحاب روسيا يؤشر إلى جهد إضافي من جانبها لتقويض عقود من التقدم المحرز نحو بناء الشفافية والمقاربات التعاونية للأمن في أوروبا.
وشدد بيان الخارجية الأميركية على أنه “وعلى مدى الأشهر التي تلت إعلان روسيا عن نيتها الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، أجرت الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي مشاورات وثيقة من أجل الأخذ في الاعتبار البيئة الأمنية السائدة وأمن جميع الحلفاء. وأوضحت روسيا أنها لا تنوي تغيير مسارها. وخلصنا إلى أنه لا ينبغي لنا أن نستمر في الالتزام بمعاهدة لا تلتزم بها روسيا”.
وأوضح البيان أن تعليق التزامات القوات المسلحة التقليدية في أوروبا بالمعاهدة سيعزز قدرة الردع والدفاع لدى الناتو من خلال إزالة القيود التي تؤثر على التخطيط وعمليات النشر والتدريبات.
وختم البيان أن “الولايات المتحدة وحلفاءها في حلف شمال الأطلسي ستبقى ملتزمة بالحد من الأسلحة التقليدية كعنصر حاسم في الأمن الأوروبي الأطلسي. وسنواصل اتخاذ التدابير مع الشركاء المسؤولين الذين يهدفون إلى تعزيز الاستقرار والأمن في أوروبا من خلال الحد من المخاطر ومنع المفاهيم الخاطئة وتجنب الصراعات وبناء الثقة.”